أسقطت القوات السورية، أخيراً، طائرة استطلاع تركية فوق المياه الدولية، وأطلقت النار بعد ذلك على طائرة ثانية كانت في مهمة بحث عن الطائرة الأولى. كان تصعيداً مخيفاً لما كان في الغالب صراعاً داخلياً في سوريا انطلقت شرارته الأولى منذ 16 شهراً، من خلال احتجاجات سلمية مؤيدة للديمقراطية. إذن فكيف تعاملت تركيا، وهي الدولة الديمقراطية التي يحكمها حزب إسلامي، مع هذا العمل الاستفزازي؟

لقد سعت تركيا إلى الحصول على دعم من دول حلف "ناتو" الثماني والعشرين ومن الخمس عشرة دولة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. ووصف الأمين العام لحلف "ناتو" أندرس فوغ راسموسن هذا التصرف من جانب سوريا بأنه "غير مقبول". وأجمع كل أعضاء الحلف على وصف ذلك بأنه "مثال آخر على تجاهل السلطات السورية للمعايير الدولية والسلام والأمن و الحياة الإنسانية".

وفي غضون ذلك التزم مجلس الأمن، الذي تتمتع فيه روسيا والصين المعارضتان للديمقراطية و اللتين استخدمتا حق النقض، الصمت. وفي الواقع، وجد مبعوث المجلس والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان نفسه وحيداً في محاولة لرسم الخطوة المقبلة فيما يتعلق بسوريا.

وعلى الرغم من المزيج الفوضوي من المقاتلين والمعارضين في سوريا، فإن هناك حقيقة صارخة لا تزال تؤثر في هذا الصراع، وهي أن هناك ما يكفي من السوريين الذين يريدون الحرية والديمقراطية على قدر لكي تقتلهم قوات الأسد في منازلهم أو في الشوارع أو في غمار المعارضة المسلحة.