كانت هناك صدمات عديدة في انتظار العناصر المتحمسة للحركة السياسية في مصر لدى تلقيها نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية، والمفاجأة الأولى هي أن أياً من الذين تصدروا السباق لم يقدر له أن ينطلق إلى مرحلة الإعادة، وقد أتيح للمرشح عبد المنعم أبو الفتوح والمرشح عمرو موسى وحدهما خوض غمار مناظرة تلفزيونية مشهودة، لكن أياً منهما لم يقترب من إجمالي الأصوات الذي يكفل له دخول مرحلة الإعادة.
وبدلاً منهما تقدم إلى هذه المرحلة د. محمد مرسي الذي استبعده البعض باعتباره الخيار الثاني لجماعة الإخوان المسلمين بعد خيرت الشاطر، ولكنه في نهاية المطاف حصل على 25% من الأصوات الصحيحة، واحتدم التنافس على المرتبة الثانية بين الفريق أحمد شفيق، والمرشح الناصري اليساري حمدين صباحي، ولكن بروز شفيق كان في النهاية الصدمة الثانية لكل من معسكري الإسلاميين والعلمانيين، الذين تصوروا أن ميدان التحرير قد ودع الحرس القديم إلى الأبد.
وقد وصف التنافس في الجولة الثانية بين مرسي وشفيق بأنه السيناريو الكابوسي، حيث ذهب البعض إلى القول بأن هذين المرشحين هما على وجه الدقة المرشحان اللذان لا يريدهما أحد، وإنما دفعتهما إلى المقدمة تعقيدات الحياة السياسية المصرية.
وتشير الحقائق المتضمنة في هذا الوضع إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ستكون محور القوة الوحيد القادر على منع النظام القديم من إعادة إنتاج نفسه، ولكن الجماعة سيتعين عليها أن تتعلم أنها لا يمكنها ذلك منفردة، حيث سيجد مرسي نفسه مضطراً إلى تقديم أماكن بارزة للقوى الوطنية الأخرى المتعاونة معه.
