يظهر من المواقف الروسية الأخيرة مزيد من الحزم إزاء معركة الجيش السوري في إدلب بدعم جوي من الروس، وتجلى ذلك بتصريحات موسكو حول اعتبار أي هدنة في إدلب استسلاماً أمام الإرهابيين، وكذلك في تهرّب موسكو من عقد قمة رباعية، تضم إلى جانبها فرنسا وألمانيا وتركيا، ومستبعدة كذلك عقد لقاء ثنائي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف: إن وقف الهجوم لن يكون «مراعاة لحقوق الإنسان، بل استسلام للإرهابيين بل وحتى مكافأة لهم على أفعالهم».
بالتوازي قال الكرملين إنه يعمل للإعداد لقمة مع تركيا وإيران، لكنه لا يجهز لقمة رباعية.
وكان أردوغان قال إنه لا يوجد اتفاق كامل حتى الآن على عقد قمة مع روسيا وفرنسا وألمانيا، لكنه قد يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال إنه لا تُجرى مناقشات لعقد قمة مع فرنسا وألمانيا، وإن روسيا لا تبحث حالياً سوى عقد قمة بشأن إدلب مع إيران وتركيا، وذكر بيسكوف أنه لا لقاء محتملاً بين بوتين وأردوغان.
جبل الزاوية
ميدانياً، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس، بأن الجيش السوري أسقط طائرة مسيرة للقوات التركية في منطقة داديخ بريف إدلب الجنوبي الشرقي، فيما استأنف الجيش السوري عملياته الصباحية على محور «جبل الزاوية» في ريف إدلب الجنوبي، منتزعاً السيطرة على بلدة جديدة.
وقالت وكالة «سبوتنيك» الروسية: إن وحدات من الجيش بسطت سيطرتها على بلدة بعربو على السفوح الشرقية لـ«جبل شحشبو» الذي تتخذ إحدى النقاط التركية من سفوحه الغربية مقراً لها.
ويواصل الجيش السوري عملياته الليلية منتزعا السيطرة على بلدة كفر نبل الاستراتيجية أبرز معاقل تنظيم القاعدة في منطقة «جبل الزاوية» بريف إدلب الجنوبي، وذلك بعدما استعاد بلدة حاس الاستراتيجية التي تعد البوابة الشرقية لمدينة كفرنبل.
تمهيد ناري
مصدر ميداني سوري أشار إلى استمرار التمهيد الناري على هياكل الدفاعات الجديدة، التي تحاول المجموعات المسلّحة بإنشائها شمالاً وغرباً في بلدات «ترملا» و«دير سنبل» و«الصهرية» و«قعورة» إلى الجنوب والشرق من «جبل شحشبو».
على محور آخر، قال مسؤولون أتراك ومتحدث باسم جماعات موالية لهم: إن مقاتلي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي سيطروا على بلدة النيرب في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا.
وقال قيادي في جماعات أنقرة إن الهدف التالي سيكون مدينة سراقب لقطع طريق حلب- دمشق، لكن مصدراً في القوات السورية أكد أن القتال لا يزال مستمراً في النيرب.
