جاء إعلان القيادة العامة للجيش الوطني الليبي منطقة حظر جوي على مواقع العمليات في سماء طرابلس ضمن التطورات الميدانية التي يشهدها غرب البلاد، وفي ظل تحولات استراتيجية مهمة تنبئ بقرب تحرير العاصمة من سلطة الميليشيات والجماعات الإرهابية.
وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، حدد منطقة الحظر، من منطقة الماية إلى كلية البنات إلى تاجوراء ثم القرة بوللي وطريق الرابطة، مشيراً إلى أنه سيتم توزيع بيان يشمل كل الإحداثيات لمنطقة الحظر على كل الجهات التي تستخدم أجواء المنطقة.
وقالت مصادر عسكرية من غرفة عمليات المنطقة الغربية لـ«البيان» إن هناك أربعة أسباب وراء القرار، يأتي على رأسها فرض سيادة الدولة الليبية على أجواء عاصمتها والتصدي للانتهاكات الأجنبية المستمرة، والتي تم الكشف عن بعضها من خلال إسقاط طائرة مسيرة في سماء مدينة ترهونة تبين لاحقاً أنها تابعة للجيش الإيطالي، وإعلان واشنطن الجمعة عن فقدانها طائرة مسيرة في سماء طرابلس.
أما السبب الثاني وفق المصادر ذاتها، فهو التوصل إلى معطيات مؤكدة عن استمرار نقل أسلحة ومرتزقة لفائدة الميليشيات عبر الجناح العسكري لمطار معيتيقة الذي يستخدم كذلك لإطلاق طائرات مسيرة تركية لاستهداف مواقع الجيش وتجمعات قواته والمناطق المدنية من مدن وقرى داعمة لعملية طوفان الكرامة، وبالتالي فإن على أية طائرة مدنية تنوي الهبوط بالمطار أن تحصل على إذن مباشر من القيادة العامة للقوات المسلحة للتأكد من هويتها.
السبب الثالث وفق ذات المصدر هو دخول أسلحة متطورة تابعة لمنظومة الدفاع الجوي إلى ساحة المعارك إلى جانب إمكانيات متطورة لرصد الأهداف الطائرة واستهدافها عندما تشكل خطراً ليس فقط على الجيش الوطني وإنما على السيادة الوطنية لدولة ليبيا كذلك، وهو أمر معمول به في كل دول العالم، ومن حق القيادة العامة للقوات المسلحة أن تحمي أجواء بلادها بكل الإمكانيات المتاحة.
أما السبب الرابع فهو وجود معطيات استخباراتية موثقة عن وصول دفعة جديدة من الطائرات المسيرة التركية إلى ميليشيات طرابلس، وكذلك عن إمكانية وصول طائرات شحن محملة بالأسلحة والذخيرة في ظل هزيمة الميليشيات ونجاح سلاح الجو الليبي في تكبيدها خسائر كبرى في المعدات من خلال الضربات الجوية المركزية على مخازن السلاح التابعة لحكومة الوفاق.