لم تكن الحرب المصغّرة في عين الحلوة سوى نسخة عن معارك سابقة في المخيم، لكنّها تأتي في ظرف دقيق، يحاول فيه المحور الداعم للجماعات الإرهابية في ســوريا والعراق توجيه رسائل بالجملة. لذلك تعمل القوة الفلسطينية المشتركة إلى إنهاء جيوب التشدد في المخيم بالتعاون مع السلطة اللبنانية.

وفي بلد يشهد العديد من المتناقضات السياسية، تقف المخيمات الفلسطينية على مرمى حجر من المعادلة السياسية الصعبة، فمنذ سنوات، يسعى لبنان جاهدا إلى وقف صعود الجماعات التكفيرية المتطرفة، ومنع أعضاء تنظيم القاعدة من دخول البلاد أو الموالين له تنظيميا وحركيا أو خلاياه النائمة التي وجدت لها ملجأ في بعض المخيمات الفلسطينية، حيث استثمرت بعض الأطراف اللبنانية توتر الأوضاع في المخيمات المضطربة لتجعلها ورقة تخدم أجنداتها الخاصة.

معضلة

ووجد اللبنانيون أنفسهم أمام معضلة لجوء جديدة بعدما انفجرت الأزمة السورية في العام 2011 وتطورت إلى حرب دموية. ففيما لا يزال مخيم عين الحلوة في دائرة الرصد القوي من المحافل السياسية.

والتي تشدّد على ضرورة تأمين الغطاء السياسي اللبناني لخطوات القيادة الفلسطينية الميدانية، من أجل تأمين عودة الاستقرار واستئصال المجموعات المسلّحة العابثة بأمن المخيم، فإنّ المعلومات التي توافرت لـ«البيان» أشارت إلى أن السلطات اللبنانية والفصائل الفلسطينية كلها، وفي مقدّمتها حركة «فتح»، اتخذت قراراً بالمعالجة النهائية والدائمة، وتأمين الأمن والاستقرار، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية التي توفّر الغطاء اللازم لذلك.

قبل أشهر كان الجيش اللبناني يقوم ببناء جدار حول مخيم عين الحلوة مع أبراج مراقبة، وخرجت في حينها أبواق تقول إنه جدار عازل، لكن خبراء أكدوا أنه لو كان هذا الجدار موجودا منذ سنوات لما كان تسلل مئات الإرهابيين والفارين من العدالة إلى داخل عين الحلوة،.

ولما كانت أطنان الأسلحة والذخائر وصلت بتمويل خارجي وداخلي إلى داخل المخيم، ففي معارك الأسبوع الماضي رأينا أسلحة متطورة بيد الإرهابيين وهي بحاجة لذخيرة خاصة، فمن أين وكيف دخلت هذه الأسلحة إلى المخيم.

وقد ألحقت الاشتباكات أضرارا جسيمة بالبيوت والمحال والسيارات ولا سيما بالشارع الفوقاني الذي تحول إلى ساحة حرب حقيقية وسط نزوح عدد كبير من الأهالي من منازلهم إلى خارج المخيم.

استقرار

تسعى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية إلى الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأمن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتحييده عن الصراعات التي تندلع رغم المحاولات الكثيرة لجعل المخيمات الفلسطينية ورقة تخدم أهداف أطراف عديدة لها مصلحة في تعكير الأوضاع في المخيمات الفلسطينية.

في كل مرة تحصل معارك محدودة في عين الحلوة يتم نزع فتيلها من قبل الفصائل الوطنية الفلسطينية، ويتم إيجاد الحل الدائم وهو انتشار القوة الأمنية المشتركة المشكلة من كل الفصائل.

شلل

أصيبت مدينة صيدا بحالة من الشلل التام جراء الاشتباكات حيث أغلقت المدارس والمعاهد والجامعات أبوابها وتأثرت الحركة سلبا في سوق صيدا التجاري.

وكانت الاشتباكات في المخيم قد اندلعت عصر الجمعة الماضي، إثر اعتداء مجموعة بلال بدر على القوة الفلسطينية المشتركة أثناء انتشارها بمقر الصاعقة في المخيم.