أكد رئيس المجلس الوطني الاتحادي معالي محمد أحمد المر أهمية الطابع الإنساني في تقديم الدولة المساعدات والإعانات والمأوى لملايين المسلمين من ضحايا النزاعات، فهذا هو الدرب الذي تسلكه الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ما جعلها تتبوأ مركز الريادة العالمية في المساعدات الإنمائية الرسمية للأمم المتحدة، موجهاً دعوته لإيران إلى ضرورة حل مشكلة احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، إما من خلال اللقاءات المباشرة والتفاوض، أو تحويل النزاع إلى محكمة العدل الدولية.
وتأتي تصريحات المر في كلمة خلال ترؤسه وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية أمام اجتماعات الدور العاشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وقال المر: «تنعقد دورتنا هذه في مرحلة تاريخية سياسية خطرة، يهدد فيها أمن واستقرار شعوبنا الإسلامية، إضافة إلى زيادة فجوة التفاهم المتبادل مع حضارات العالم الأخرى، إذ تنتشر قوى الظلام والإرهاب وجماعات التطرف البغيضة التي لا يمكن الادعاء بانتمائها إلى سماحة الإسلام وقيمه السامية ومبادئه الحنيفة».
ولفت إلى أن «جماعات التطرف ألحقت بالإسلام أكبر ضرر ممكن بأعمال القتل والتشريد والتدمير والتخريب والعنف، فأمة الإسلام التي يناهز عددها 1.5 مليار مسلم، لا تزال تواصل دورها الحضاري والتاريخي في مختلف قارات العالم، برغم أنف هذه القلة الباغية المعادية لقيم الإنسانية والإسلام».
وأضاف أن «الشعبة البرلمانية الإماراتية، إدراكاً منها لخطورة المرحلة الراهنة في العلاقات الدولية التي يتهدد فيها السلم والأمن الدوليان، ووعياً منها بضرورة التنوع الديني والثقافي كمصدر ثراء لكل حضارات العالم، فإنها تطرح مقترحها بشأن إعداد ميثاق برلماني إسلامي في مكافحة الإرهاب والتطرف الفكري، لأننا نرى أنه من الضروري أن يعبر الصوت الجماعي لشعوبنا الإسلامية المتمثل في اتحادنا عن موقف قوي تجاه هذه الظاهرة، حتى لا تتفاقم الممارسات التمييزية ضد المسلمين في الدول غير الإسلامية».
وشدد على رفض جميع الأفعال المسيئة إلى مبادئ الدين الإسلامي ورموزه وشخصياته المقدسة، بما في ذلك نشر وإعادة نشر المواد المسيئة إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لأن الحريات يجب أن تمارَس بمسؤولية مع الاحترام اللازم للحقوق الأساسية للآخرين، فنحن نؤمن بحرية التعبير المصونة التي تصون حقوق الآخرين، وتحترم معتقداتهم ومقدساتهم، ولا نؤيد حرية التعبير المنفلتة التي قد تكون مصدراً لتغذية التطرف الفكري والتنافر بين الحضارات والثقافات.
وفي سياق آخر، قال المر إن «تبنينا النهج القائم على احترام مبادئ وقيم الإسلام الحنيف وحسن الجوار والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل يدفعنا إلى دعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى ضرورة حل مشكلة احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، إما من خلال اللقاءات المباشرة والتفاوض أو تحويل النزاع إلى محكمة العدل الدولية»، مضيفاً: «نؤكد مجدداً أن هذا الاحتلال أو أي أعمال تقوم بها السلطات الإيرانية على هذه الجزر لن يغير من الحقائق التاريخية والقانونية لحق السيادة الإماراتية على جزرها الثلاث».
وتابع: «في النهاية نأمل أن تحقق تلك الدورة مبتغاها في تحقيق المصالح الحيوية لشعوبنا الإسلامية، وأن نسهم في حل نزاعاتها المنتشرة، كما أود أن أتقدم بخالص تقديري وامتناني للجمعية الوطنية التركية ورئيسها على حفاوة الاستقبال وحسن الإعداد والتنظيم وكرم الضيافة».
وحول القضية الفلسطينية، قال المر: «إننا نأسف لعدم صدور قرار من مجلس الأمن ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال مدة زمنية محددة، فما زالت بعض هيئات الأمم المتحدة تعمل بازدواجية المعايير في قضية فلسطين الواضحة في عدالتها لكل شعوب العالم».
وأكد أهمية دعم الجهود الفلسطينية، من خلال حض كل برلمانات العالم على الاعتراف الرمزي بفلسطين دولةً مستقلةً.
وعلى هامش الاجتماعات، بحث رئيس المجلس الوطني الاتحادي ورئيس برلمان غينيا بيساو سيبرييا نوفسساما العلاقات الثنائية بين البرلمانين، وسبل تعزيزها وتبادل الخبرات بينهما، وزيادة فرص التعاون واللقاءات، سواء في البرلمان الإسلامي أو في البرلمانات الدولية.
