لليوم الـ107، لا يزال لبنان من دون رئيس للجمهورية، في حين يركّز كل الكلام السياسي المحلي على قضية العسكريّين المخطوفين، وسط أقوال لا تنسب إلى أية جهة رسمية، وإنما يتمّ تداولها في بعض وسائل الإعلام عن مطالب.

وفي جديد هذه القضية، انشغل لبنان منذ مساء أول من أمس بخبر إعدام عسكري جديد ذبحاً، وهو الجندي الأسير عباس مدلج، على أيدي مسلّحي «داعش».

خيارات ضيقة

وكانت وكالة أنباء «الأناضول» أول من نقل الخبر السيئ. والحدث الأليم الذي هزّ كل لبنان، جاء غداة التكتّم الشديد الذي أحاطت الحكومة نفسها به حيال رفضها مبدأ المقايضة مع تنظيم داعش في مسألة العسكريّين المخطوفين، ما شكّل، بحسب القراءات السياسية المتعدّدة، تحدياً قوياً من قبل التنظيم المسلّح في وجه الحكومة التي بدت في مواقفها الأخيرة متسلّحة بنقاط قوة كثيرة تملكها في وجهه، تؤهلها لعدم الرضوخ للابتزاز أو منطق المقايضة.

وإذا صحّت الصور التي روّجت عن ذبح العسكري الثاني، فإن الخيارات، بحسب قول مصادر معنيّة لـ«البيان»، «بدأت تضيق أمام الحكومة، ولا تبدو إلا الضربات العسكرية للجيش سبيلاً للقضاء على هؤلاء الإرهابيين، إلى جانب تنفيذ الدولة اللبنانية للأحكام القضائية بحق من تطالب به داعش أي الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية».

مواجهة عسكرية

وفي السياق، حذّر مصدر سياسي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، من «عملية دفع الجيش اللبناني إلى مواجهة عسكرية مع القوى المتطرّفة التي تتهدّد حدوده الشرقية والشمالية، وهي معركة حق يراد منها باطل للجيش، لأنها فرضت عليه بتوقيت هذا العدو، وليس بتوقيت الجيش الذي يتحرك تحت غطاء سياسي مهلهل، ومن دون السلاح المناسب حتى الساعة». وعلى خطّ متصل، صنّف المصدر السياسي نفسه فئات السجناء الإسلاميين في سجن رومية وفق 3 فئات: «الموقوفون الذين لم يحاكموا حتى الساعة، الأجانب الذين يتوزّعون بين عرب وأوروبيين، والمحكومون الصادرة في حق بعضهم أحكام بالإعدام لا يمكن للحكومة أن تلغيها، ولا سبيل لذلك إلا بعفو رئاسي يستحيل راهناً في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية».

انزلاقات فتنة

إلى ذلك، وإزاء ارتفاع منسوب القلق الوطني من انزلاقات فتنة، لا سيما على وقع الأنباء التي تلاحقت عن حال من الغضب والاحتقان، تسود الشارع، لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي البقاع، بادرت عائلة مدلج إلى الإسراع في اتخاذ موقف يدعو إلى وأد الفتنة، فأصدرت بياناً أكدت فيه أن خيارها هو «لبنان بلد العيش المشترك بين كل مكوّناته»، ودعت إلى «درء الفتنة، وعدم السماح للتكفيريّين بالتغلغل إلى نسيجنا الوطني، ومنعهم من تحقيق أهدافهم».

محتجون يغلقون طرقاً

ذكرت تقارير إخبارية رسمية أن مجموعة من الأشخاص عمدوا إلى إغلاق عدد من الطرق الرئيسة في مناطق لبنانية مختلفة، بعدما نُشرت صور تظهر إعدام جندي لبناني ثانٍ على يد مسلحين.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن القوى الأمنية اللبنانية فتحت عدداً من الطرق التي أغلقها محتجون في عدد من المدن والمناطق اللبنانية، بعد انتشار صور بثها تنظيم داعش لذبح جندي لبناني يدعى عباس مدلج. وأضافت أن مجموعة من الأشخاص أغلقوا الطريق الرئيسة التي تؤدي إلى سجن رومية المركزي في لبنان «تضامناً مع العسكريين المحتجزين». كما أغلق أهالي عدد من العسكريين المحتجزين طريقاً أخرى في (البقاع الشمالي) شرقي لبنان، وعدداً من الطرق في شمال لبنان. بيروت - كونا