وسط الفوضى والعنف اللذين يحكمان قبضتهما على صورة المشهد في ليبيا، لم يتمخّض اجتماع البرلمان في طبرق سوى «جلسة تشاورية» على الرغم من توفّر النصاب بانتظار الجلسة الرسمية غداً الاثنين، وفيما أدى القتال الضاري إلى اشتعال النيران في مستودع رئيسي للوقود بطرابلس، فجّر مبنى مديرية أمن بنغازي وسوّي بالأرض، في الأثناء قرّرت بريطانيا إغلاق سفارتها وإجلاء الطاقم إلى الجارة تونس، بالتزامن مع استمرار مصر في إجلاء رعاياها.

وعلى وقع العنف التي يجتاح معظم المناطق الليبية، عقدت أول جلسة للبرلمان الجديد أمس في مدينة طبرق، إلا أنها اتخذت طابعا تشاوريا غير رسمي على عكس ما كان مقرّرا في السابق. وكان من المفترض أن يعقد المجلس، الذي سيحل مكان المؤتمر الوطني العام، جلسة رسمية أمس، غير أنّ عدم حضور عدد من النواب المنتمين لتيّارات إسلامية دفع رئيس الجلسة إلى تحويلها لتشاورية.

جلسة استثنائية

وقال أبو بكر بعيرة، المكلف بإدارة الجلسة إلى حين انتخاب رئيس للبرلمان: «قرّرنا عقد جلستنا الاثنين وجلسة اليوم ستكون تشاورية رغم توفر النصاب»، مؤكدا على ضرورة «توحيد الوطن وترك الخلافات جانبا».

وذكر أنّ «أكثر من 160 نائبا من أصل 188 حضروا الجلسة، ما يشير إلى فوز كبير لليبراليين على الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وأكّد بعيرة أنّ «عقد هذه الجلسة يأتي تلبية لمطالب شعبية بمناقشة الوضع الطارئ الذي تمر به الأمة، والذي يحتاج حلولا سريعة»، وفق حسبما ذكرت وكالة الأنباء الليبية.

مقاطعة إسلاميين

بدوره، أشار نوري ابو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام البرلمان السابق، أنّ «البرلمان سيعقد جلسته الافتتاحية الاثنين لكن في طرابلس وليس في طبرق». وقاطع الإسلاميون الجلسة التي اعتبروها «غير دستورية»، بعد أن اتخذ قرار عقدها في طبرق عوضا عن طرابلس بسبب المعارك التي تشهدها العاصمة بين مجموعات مسلّحة متناحرة.

تفجير مديرية

ميدانياً، ذكر تقرير إخباري أنّ «مجموعة تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي المكوّن من تنظيم أنصار الشريعة و«درع ليبيا1» وكتيبة راف الله السحاتي قامت بتفجير مبنى مديرية الأمن ببنغازي وتسويته بالأرض. وقال شهود عيان: «المبنى الخالي من الشرطة استهدف منذ يومين بالحرق من قبل مجموعة المجلس التي سيطرت عليه في وقت سابق، ثم تفاجأ سكان المنطقة بتفجيره بالكامل يوم الجمعة».

حريق مستودع

على الصعيد، ذكرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، أنّ «حريقاً نشب في مستودع وقود رئيسي في طرابلس أمس بعدما أصابت صواريخ أطلقتها إحدى الميليشيات الليبية أحد الصهاريج واشتعلت به النيران».

وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود من الصهاريج التي تخزن بها احتياجات العاصمة من الوقود وتقع بالقرب من مطار طرابلس الدولي. وقال الناطق محمد الحراري باسم المؤسسة، إنّ «القتال الدائر منع رجال الإطفاء من مكافحة الحريق».

إغلاق سفارة

بدورهم، قال مسؤولون إنّ «بريطانيا ستغلق سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس اعتبارا من الرابع من أغسطس وستجلي أفراد طاقمها الدبلوماسي إلى تونس بعد وصول القتال بين كتائب مسلحة متناحرة إلى المدينة».

وقال مايكل ارون السفير البريطاني في ليبيا عبر حسابه على موقع «تويتر»: «قررنا على مضض المغادرة ووقف عمليات السفارة في ليبيا مؤقتا، إن خطر التضرّر من تبادل إطلاق النار كبير جدا».

 

نقل رعايا

في الأثناء، بدأت مصر أمس تكثيف رحلات إعادة المصريين العاملين فى ليبيا والنازحين منها بسبب الوضع الأمني من مطار جربا التونسي بمعدل 1800 راكب يوميا. وقال حسام كمال وزير الطيران المدني المصري: «سيتم تشغيل رحلات بسعة يومية تصل إلى 1800 مقعد، ويمكن زيادتها في حال دعت الحاجة إلى ذلك حيث يتم تخطيط جدول الرحلات بالتعاون مع وزارة الخارجية والسلطات التونسية بحيث يسمح بتوافر طائرة مصرية على مدار اليوم على أرض مطار جربا التونسي»، مؤكّداً أنّه تمّ نقل كل المصريين النازحين من ليبيا والذين تمكنوا من عبور الحدود الليبية التونسية