رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها «إسرائيل» في أنظمة الكشف، والإنذار المبكّر والصواريخ الاعتراضية، وقضاء طائراتها مع طيارين أو بدونهم في سماء قطاع غزة أوقاتاً طويلة، ما زالت المقاومة الفلسطينية تطلق، وقادرة على إطلاق الصواريخ على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وهذا ما يسبب الصداع لرأس «إسرائيل».
مجلس الحرب المصغر اجتمع أكثر من مرة خلال الأسبوع الذي أعقب خطف المستوطنين الثلاثة والذي تخلّلته جريمة خطف الطفل المقدسي محمد أبو خضير وتعذيبه وإحراقه حياً حتى الموت. ملاسنات ومشادات كلامية بين أعضاء مجلس الحرب سببها الحيرة في كيفية مواجهة إطلاق الصواريخ التي أطلقت بمعدّل خمسة عشر صاروخاً في اليوم خلال الأيام الأخيرة، فيما يتوقّع عسكريون أن تكون الحصيلة أضعافاً مضاعفة في حال رفع حرارة التصعيد إلى مستوى الحرب الشاملة.
كيف تنجح التنظيمات المختلفة بإطلاق الصواريخ بهذه الكمية الكبيرة رغم الغطاء الهائل الذي وضعته منظومة الأمن الإسرائيلية؟ نشرة المصدر المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية ذكرت أن الإعلام الإسرائيلي توجّه إلى عدد من المسؤولين في الجيش الإسرائيلي في محاولة لفهم كيفية عمل ذلك.
صناعة متكاملة
خبراء إسرائيليون يدركون بأنّ التنظيمات الفلسطينية ترى في إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون ردّا متماثلاً، بسيطاً، متوفّراً ورخيصاً على التفوق العسكري الإسرائيلي. ويضيفون أيضًا أنّ ردّا كهذا، يمكّنها من تعطيل حياة المستوطنين ضمن نطاق إطلاق الصواريخ، وتجاوز الجدار الفاصل بين غزة والمناطق المحتلة عام 1948، وإيجاد نوع من «توازن الرعب».
التمويه والإطلاق
ووفقاً للأجهزة الإسرائيلية، فإنه في اللحظة التي يتمّ فيها إعطاء أوامر الإطلاق، تبدأ عملية حقيقية تشتمل بالأساس إحضار الصاروخ من المخازن إلى ميدان الإطلاق. ومن أجل التمويه على سلاح الجوّ الإسرائيلي ووسائل المراقبة، ينقل الصاروخ أشخاص كالعمال أو المزارعين، أو بواسطة سيارات عادية، ما يجعل القدرة على التعرّف قبل تنفيذ عملية الإطلاق أمراً صعباً. ولا تشكّ إسرائيل أن لدى المقاومة صواريخ تصل إلى «تل أبيب». تقول إسرائيل إن الصواريخ بعيدة المدى التي تستطيع الوصول إلى «تل أبيب»، هي من صناعة إيران.
وبالإضافة إليها فإن لدى المقاومة مخزون واسع من صواريخ القسام التي يغطّي مداها جميع مستوطنات الجنوب، وصواريخ غراد تصل حتّى بئر السبع وعسقلان، وصواريخ من نوع كورنت المضادّ للدبّابات، وهو صاروخ روسيّ الصنع ذو مدى يصل إلى 5 كيلومترات، ولديه رأس حربي مزدوج، هذا بالإضافة إلى عدد هائل من قذائف الهاون.
