صعّدت جماعة الإخوان أمس إرهابها في عدة محافظات مصرية بأساليب متنوعة، منها الإرهاب المنظم عبر تفجيرات واغتيالات، وذلك الفوضوي من خلال عمليات شغب أنصارها، حيث قتل ضابطان في الشرقية والجيزة كما أصيب ستة من رجال الشرطة في إلقاء قنبلتين على دوريات أمنية في القاهرة في عملية تبنتها حركة إخوانية جديدة تطلق على نفسها «ولع»، في ظل حركات شغب متنقلة تسببت بمقتل شخص وعدة جرحى.

وقتل ضابط شرطة مصري بإطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين أثناء خروجه من مكان عمله في محافظة الشرقية أمس.

وذكرت تقارير أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على أمين شرطة أمام مركز عمله في كفر صقر في الشرقية ما أدى الى مقتله على الفور بعد إصابته برأسه. وهذه هي عملية الاغتيال السادسة تستهدف منتسبين في الشرطة خلال أسبوع في المحافظة.

كما طعن جندي من قطاع الأمن المركزي في دهشور بمحافظة الجيزة ضابطا بذات القطاع باستخدام سكين، ما أسفر عن مقتله، فيما اعتقل المجند.

إرهاب القاهرة

في السياق، اصيب ستة من رجال الشرطة بجروح في انفجار عبوتين بدائيتي الصنع على جسر في القاهرة، في استمرار لمسلسل الهجمات ضد الشرطة الذي خلف 14 قتيلا في خلال أسبوعين.

وذكرت الشرطة المصرية ان عبوتين بدائيتي الصنع انفجرتا اعلى جسر الجيزة في القاهرة. وقال مسؤول في وزارة الصحة المصرية ان ستة من الشرطة أصيبوا في الهجوم. إلا انه لم يتمكن من تحديد مدى خطورة اصاباتهم.

حركة «ولع»

وأعلنت حركة تطلق علي نفسها «ولع» مسؤوليتها عن الحادث الإرهابي. وذكرت الحركة المجهولة التابعة لـ«الاخوان» في بيان على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن الهجوم هو «بداية نشاطها، وليس النهاية»، وأنها «ستحارب الدولة بكل الوسائل الممكنة».

شغب ميداني

في غضون ذلك، شهدت القاهرة وعدد من المحافظات اشتباكات متقطعة بين أعضاء جماعة الاخوان وقوات الشرطة، حيث خرج أنصار الجماعة بعد صلاة الجمعة في مسيرات محدودة مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة، تعاملت معها أجهزة الشرطة بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات التحذيرية في الهواء لتفريقهم، كما ألقت القبض علي بعض المشاركين بها لخرقهم قانون التظاهر.

وفي منطقة عين شمس بالقاهرة، أغلق أنصار «الاخوان» ميدان «النعام» ووضعوا الحجارة وإطارات السيارات في مداخل ومخارج الميدان مرددين الهتافات المعادية للقوات المسلحة ووزارة الداخلية قبل أن يشعلوا النيران فور وصول قوات الشرطة، التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل التحذيرية لتفرقتهم.

بقية المحافظات

ولم يكن الوضع في المحافظات أقل سخونة من العاصمة المصرية، حيث شهدت مدينة الفيوم مسيرة استفزازية للجماعة، ما أدى الى حدوث اشتباكات بين قوات الشرطة والأهالي من جهة ومثيري الشغب من جهة أخرى، سقط على أثرها قتيل برصاص حي، بالاضافة الى عدد من المصابين.

وفي المنيا، تمكنت أجهزة الامن من فض مسيرة إخوانية وفي الاسكندرية، أكد مدير مباحث الإسكندرية ناصر العبد أن قوات الأمن فرقت ثلاث مسيرات إخوانية بعد اشتباكات مع الأهالي، وألقت القبض على عشرة من عناصرها.

 

إدانة الإرهاب

 

ادان رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي حادث التفجيرين اللذين وقعا في القاهرة، واستهدف تجمعاً لسيارات الأمن المركزي أعلى كوبري الجيزة. وأكد الببلاوي أن «مثل هذه العمليات الإرهابية لن تنجح في العبث بأمن وأمان هذا الوطن، كما أنها لن تثني المصريين عن استكمال خطواتهم الثابتة نحو المستقبل الذى رسموه وطالما حلموا به»، مشدداً على أن «مصر ستبقى أما الإرهاب فمصيره إلى زوال».

 

استئناف محاكمة مبارك اليوم بجلسة سرية

تستأنف محكمة جنايات القاهرة اليوم السبت جلساتها السرية في قضية إعادة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ومتهمين آخرين، في قضية التحريض على قتل المتظاهرين وتصدير الغاز بسعر متدن لإسرائيل واتهامات أخرى.

ووسط ترتيبات أمنية مشددة، تستأنف محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي اليوم نظر جلساتها السرية المحظور نشرها في قضية إعادة محاكمة الرئيس الأسبق ونجليه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه السابقين، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، في قضية التحريض على قتل المتظاهرين وتصدير الغاز بسعر متدن لإسرائيل واتهامات أخرى.

وتستمع المحكمة إلى شهادة كل من قائد الشرطة العسكرية السابق والملحق العسكري لمصر حاليا في الصين اللواء حمدي بدين والرئيس التنفيذي لجهاز الاتصالات عمرو بدوي، فيما تستمع المحكمة غدا إلى شهادة رئيس جهاز الأمن الوطني اللواء خالد ثروت، وبعد غد إلى العقيد أركان حرب أيمن فهيم من قوة الحرس الجمهوري سابقا في عهد مبارك ومدير أمن الجيزة الحالي اللواء محمد كمال الدالي بصفته مدير مباحث الجيزة خلال أحداث 25 يناير.

انتشار أمني

بدورها، استعدت الأجهزة الأمنية لتأمين المحاكمة عبر 25 تشكيل أمن مركزي و15 ألف ضابط ومجند بمحيط الأكاديمية، حيث أكدت مصادر أمنية نشر تشكيلات الأمن المركزي ومجموعات قتالية وخبراء المفرقعات والكلاب البوليسية في محيط أكاديمية الشرطة والمنطقة المحيطة وتوزيع الأكمنة الثابتة والمتحركة على كافة الميادين والشوارع المؤدية إلى أكاديمية الشرطة لتأمينها بشكل كامل لاجهاض أية مخططات لإفساد المحاكمة.

وأقرت المحكمة مبدأ سرية الجلسات أثناء مناقشة الشهود الذين طلبت حضورهم لسماع شهادتهم ومناقشتهم، حفاظًا على شؤون الأمن القومي للبلاد، حيث جعلت المحكمة الحضور بتلك الجلسات مقصورا على المتهمين ودفاعهم والمدعين بالحق المدني المصرح لهم سابقا بالحضور.