دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الولايات المتحدة الأميركية إلى تقديم «النصيحة والإسناد» للعراق، للخروج من الأزمة الحالية، كما حمّل الحكومة المركزية مسؤولية انتشار تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار، وتعهد بـ«إخراج القاعدة خلال أيام، إذا أعطت الحكومة أهالي الأنبار حقوقهم»، بالتزامن مع إعلان قيادة عمليات محافظة الأنبار العراقية عن مقتل 20 مسلحاً، ينتمون إلى تنظيم «داعش»، في الاشتباكات المسلحة الجارية في منطقة البوفراج (غربي العاصمة بغداد).

وحذّر النجيفي، في تصريح بمركز سياسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأميركية من أن «انهيار العراق ودخوله في حرب أهلية، سيكون له أثر سلبي في مصالح الولايات المتحدة، والدول في المنطقة، وسيكون بمثابة كارثة عالمية».

وقال النجيفي: «عندما نتحدث عن العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق فإننا نتحدث عن علاقة عقد استراتيجي، وإن الاستقرار في العراق هو ليس فقط للبلد، ومصالح الولايات المتحدة، بل للعالم أجمع».

مردفاً القول: «إنني لا أدعو من خلال هذا الكلام إلى أي تدخل في العراق، وأنا أرفض ذلك حتى لو كان من قبل الولايات المتحدة»، لكنه استدرك بالقول «لكن الأصدقاء عليهم أن يقدموا النصيحة والإسناد، وأن تلعب الولايات المتحدة دوراً في تقريب الأطراف في ما بينهم وتساعد على حل المشكلة».

مصالح متبادلة

وتابع النجيفي: «نحن بحاجة إلى سلاح، وبحاجة إلى وقفة سياسية، وبحاجة إلى دعم اقتصادي، وان الولايات المتحدة بحاجة إلى أن يكون العراق بلداً مستقراً وآمناً، ليتمكن من إنتاج الطاقة، وليتمكن من أن يكون بلداً ديمقراطياً»، مشيراً إلى أن «المصالح العراقية والأميركية مصالح متبادلة».

وعزا رئيس مجلس النواب العراقي هزيمة القاعدة سابقاً في الفلوجة، والرمادي إلى أن «الشعب قرر وقتها مساندة الحكومة العراقية،والقوات المسلحة أيضاً»، لافتاً إلى أنه «بعد ذلك لم تفِ الحكومة بوعودها لهؤلاء الأهالي وعاملتهم كونهم مناوئين وأعداء، ولم يسمح لهم بالانخراط في صفوف الجيش، واستندوا في ذلك إلى مقاييس غريبة».

وأكد النجيفي أنّ «الحكومة بدت وكأنها لا تريد تشكيل وحدات للجيش من أبناء هذه المحافظات»، موضحاً أنها «أساءت معاملتهم، وأدى ذلك إلى نشوء حالة من الإحباط، وعدم الثقة وأصبح الناس مقتنعين بعدم جدوى التعامل مع بغداد، كون ممثليهم في الحكومة والبرلمان غير متمكنين من تلبية مطالبهم المشروعة، أو إرجاع حقوقهم، وشعورهم بالتهميش».

إحباط

وأشار النجيفي إلى انه «أصبحت هناك حالة من الإحباط، وعدم الثقة على المستوى النفسي، وهذا ما أدى إلى رجوع «القاعدة» للمنطقة»، مبيناً أن «الأهالي أصبحوا بين نارين، نار الجيش والقاعدة، فهم ليس لهم ثقة بالجيش، وعندما يواجهون القاعدة يصبحون هدفاً لهم، وإذا لم يقاتلوا «القاعدة» فإنهم سيتوقعون عودة الأوضاع المأساوية، التي واجهوها في العام 2006».

ولفت إلى أن بقاءهم بين هاتين النارين «خلق وضعاً نفسياً متردياً، ما سهل الأمر لتنظيم القاعدة بالرجوع»، مشدداً على أن «تنظيم القاعدة سيُهزم خلال أيام إذا كسبنا ثقة أهالي هذه المحافظات بإعطائهم حقوقهم، ودعمهم سياسياً واقتصادياً، وترسيخ الأمن لديهم».

مواجهات في الأنبار

ميدانياً، أعلنت قيادة عمليات محافظة الأنبار العراقية عن مقتل 20 مسلحاً ينتمون إلى تنظيم الدولة «الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في الاشتباكات المسلحة الجارية بمنطقة البوفراج في غرب البلاد.

ونقلت قناة «العراقية» الحكومية عن عمليات الأنبار، قولها إن «20 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي قتلوا أمس السبت، بينما تم تدمير إحدى سياراتهم في منطقة البوفراج في محافظة الأنبار».

إغلاق الأعظمية

على صعيد متصل، أغلقت قوات من الجيش، منذ أول من أمس، منطقة الأعظمية، والمنافذ المؤدية إليها، ومنعت المواطنين من دخولها أو الخروج منها، بعد عملية اعتقال رئيس مجلس علماء العراق الشيخ محمود عبد العزيز العاني، وإمام وخطيب جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان الشيخ عبد الستار عبد الجبار.

وذكر شهود عيان من منطقة الأعظمية، في اتصالات هاتفية، أن القوات الأمنية نشرت آلياتها العسكرية في أحياء عدة في منطقة الأعظمية، خصوصاً عند مداخلها والشوارع الرئيسة فيها، وتلك خطوة «استباقية» على الدعوات التي طالبت بإقامة اعتصام أمام جامع أبي حنيفة النعمان، لاعتقال الشيخين.

وأكد شهود العيان أن القوات الأمنية أجبرت أصحاب المحال التجارية والمطاعم على غلقها خشية تطور الأوضاع بعد اعتقال الشيخين.

من جانبه، طالب النائب أحمد ألمساري بإطلاق سراح الشيخين عبد الجبار وعبد العزيز، معتبراً العملية «تجاوزاً على الرموز الدينية والإسلامية».

وقال: «إننا الآن في جامع أبي حنيفة، ولن نخرج منه، حتى يتم إطلاق سراحهما»، مبيناً أن القوات الأمنية وعدت بإطلاق سراح الشيخين، لكن لغاية الآن لم يتم إطلاق سراحهما.

 

 

19

قتل 19 شخصاً على الأقل أمس، في هجمات وعمليات قصف وإلى جانب ذلك فجر مجهولون جسراً حيوياً قرب كركوك يربط بغداد بالمحافظات الواقعة شمالي البلاد، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.

وبحسب الشرطة فإن «ستة أشخاص بينهم طفل وامرأتان من عائلة منتسب بالجيش العراقي قتلوا في هجوم بقذائف الهاون على قرية شيعية شمال شرق بغداد». وفي الفلوجة قتل ثمانية أشخاص على الأقل بينهم طفل في قصف استهدف حي النزال استمر لساعات عدة منتصف الليلة قبل الماضية بحسب الطبيب أحمد شامي.

 وفي الموصل أعلنت الشرطة العراقية مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة من عناصر الأمن في ثلاث هجمات مسلحة. وفي بغداد، انفجرت سيارة مفخخة في شارع العمل الشعبي في منطقة العامرية، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل، وإصابة تسعة آخرين.