لفّ الغموض، المشهد في العراق، على نحوٍ جعل مصير مدينة الفلوجة طي الروايات المتضاربة، ففيما تشير مصادر إلى أنّ المدينة واقعة بالكامل تحت رحمة مقاتلي «داعش»، تروي أخرى أنّ العشائر هي المسيطر على المدينة والأمن فيها بالتعاون مع الشرطة، بالتزامن، تعيش الرمادي المجاورة أوضاعاً أمنية متفاقمة على وقع الصراع بين العشائر و«داعش»، أسقط قتلى وجرحى، في الأثناء، دعا رئيس الحكومة نوري المالكي أهالي الفلوجة إلى طرد المسلحين لتجنيب المدينة جحيم المعارك.

وأكّد مجلس شيوخ عشائر الفلوجة، أنّ الوضع الأمني بات مستقراً على نحو كبير، مشيراً إلى أنّ «قوات الشرطة والدوائر الحكومية عادت للعمل منذ ثلاثة أيام، على الرغم من استمرار قوات الجيش في قصف منازل المدنيين والتسبّب بسقوط ضحايا».

وأشار رئيس مجلس شيوخ عشائر الفلوجة عبد الرحمن الزوبعي، إلى أنّ «الوضع الأمني في الفلوجة ومدن الأنبار الأخرى مستقر مع عودة الحياة الطبيعية إلى المناطق السكنية والأسواق»، مبيناً أنّ «الدوائر الحكومية عادت لتقديم الخدمات التي يحتاجها الأهالي في ظل انتشار الشرطة».

وأضاف الزوبعي أنّ «الفلوجة تخلو من المظاهر المسلحة، بعد أن منعت العشائر حمل السلاح داخلها مطلقاً، مع العمل على نقل المواد الغذائية والطبية والمساعدات إلى الأهالي بصورة عاجلة، مستدركاً: «لكن قوات الجيش لا تزال تقصف عشوائياً منازل المدنيين، ما تسبب بقتل وإصابة العشرات بجروح بليغة وتدمير منازلهم».

قبضة مسلّحين

في السياق، شدّدت مصادر على أنّ مدينة الفلوجة لا تزال واقعة في قبضة مسلحي «داعش»، لافتة إلى حالة من التوتّر الشديد تسود المدينة، خوفاً من شن قوات الجيش هجوماً على المدينة.

بدوره، أفاد مصدر في شرطة محافظة الأنبار أمس، أنّ «قوات الجيش انسحبت من الجانب الشرقي من مدينة الفلوجة إلى قواعدها خارج الحدود الإدارية للمدينة، مبيناً أنّ الخطوة جاءت بالاتفاق بين مجلس الأنبار والجيش لتهدئة الأوضاع.

وأبان المصدر أنّ «قوات الجيش انسحبت صباح أمس من الجانب الشرقي لمدينة الفلوجة إلى قواعدها خارج الحدود الإدارية»، مشيراً إلى أنّ «الخطوة تأتي بعد مفاوضات بين مجلس محافظة الأنبار والجيش لتهدئة الأوضاع داخل مدينة الفلوجة ومحيطها»، مضيفاً أنّ «قوات الشرطة والعشائر هي التي باتت مسؤولة عن الملف الأمني في المدينة».

قتلى «داعش»

وفي الرمادي المجاورة، قتل ثلاثة أشخاص من عناصر تنظيم «داعش»، وأصيب أربعة بجروح، خلال اشتباك مع أبناء العشائر شرقي المدينة.

وأكّد مصدر في شرطة محافظة الأنبار، أنّ «أبناء عشيرة البو فهد، اشتبكوا صباح أمس مع مجموعة مسلحة من عناصر «داعش» في منطقة البو فهد شرقي الرمادي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر التنظيم وإصابة أربعة بجروح، مضيفاً أنّ «أبناء العشيرة تمكّنوا من اعتقال المصابين». وتابع المصدر أنّ «أبناء العشيرة استولوا على أسلحة وآلية تابعة للشرطة كانت بحوزة التنظيم»، مشيراً إلى أنّه «تمّ تسليم المعتقلين إلى القوات الأمنية، فيما تمّ نقل جثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي».

طرد إرهابيين

من جهته، دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أهالي الفلوجة إلى طرد المسلحين، لتجنيب مدينتهم أخطار المواجهات المسلّحة. ووجّه المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة العراقية، في كلمة لمناسبة ذكرى تأسيس الجيش في بلاده، التي صادفت أمس الاثنين، بعدم ضرب الأحياء السكنية في مدينة الفلوجة.

انفجارات

وفي مناطق متفرّقة من العراق، سقط عدد من القتلى والجرحى، ففيما أصيب 6 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين بتزامن أمس شرق وشمال مدينة تكريت، قتل 3 عراقيين، بينهم جنديان، وأصيب 10 آخرون، بينهم 3 جنود، بحادثتي عنف منفصلتين في بغداد، في الأثناء، أصيب ثلاثة جنود على الأقل بتفجير انتحاري استهدف مقراً لعمليات دجلة. على الصعيد، قتل شرطي عراقي بهجوم مسلح أمس في وسط مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي البلاد.

 

شجب روسي

دانت وزارة الخارجية الروسية أمس، الأعمال الإرهابية في العراق، مؤكدة دعمها للسياسة التي تنتهجها السلطات العراقية في مواجهة الإرهاب والتطرّف. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية، أنّ «موسكو تدين الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترى أنه لا يجوز إثارة التفرقة بين الطوائف». وأضاف البيان: «نحن ما زلنا على ثقة بوجود بعد إقليمي لموجة العنف الحالية في العراق، وخاصة ما يجري من أحداث في سوريا المجاورة، إن الإرهابيين من تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة، بها الذين ينشطون على أراضي العراق وسوريا، لا يعترفون بالحدود، ويجلبون الموت والمعاناة للمدنيين».