مضى موعد 31 ديسمبر، أمس، من دون الالتزام بالمهلة المحددة لنقل العناصر الكيماوية الأكثر خطورة من سوريا بسبب «تأخر في العملية»، في وقتٍ أفادت مصادر داخل منظمة حظر الأسلحة أن البرد والبيروقراطية والحرب قد تكون وراء التأجيل، في حين أكدت وزارة الخارجية الصينية التوصل إلى اتفاقية متعددة الأطراف بشأن حراسة الأسلحة الكيماوية التي ستشحن الى خارج سوريا لتدميرها.
وقال مسؤول العلاقات العامة في القوات المسلحة النروجية لارس هوفتن في تصريحات صحافية، أمس، إن الفرقاطة النروجية «اتش ان او ام اس هيلغي اينغستاد» المكلفة بنقل العناصر الكيماوية الأكثر خطورة من سوريا تلقت الأمر بالعودة الى المرفأ الذي انطلقت منه في ليماسول جنوب جزيرة قبرص المجاورة، كما عادت سفينة أخرى دنماركية «بسبب تأخر في العملية».
ولم يعط هوفتن اي موعد لانطلاق السفينتين مجددا الى سوريا، مستطرداً: «لا نزال على استعداد تام للذهاب الى سوريا»، في حين أفادت مصادر داخل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن «البرد والحرب والبيروقراطية قد تكون وراء التأخير».
وتابع: «لا نعلم حتى الساعة متى ستصل الأوامر تحديدا للبدء بتنفيذ العملية». وعلقت نائبة الناطقة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف قائلة ان «نظام بشار الأسد يتحمل مسؤولية نقل العناصر الكيماوية الى المرفأ بشكل آمن وتسهيل سحبها الى خارج سوريا».
وتابعت: «نتوقع منهم ان يحترموا هذا الواجب»، مستطردة أن «العملية معقدة، والأهم يبقى في ان نرى تقدما في هذا المسار». وأشارت هارف الى «أهمية النتائج التي تم تحقيقها في هذا الملف منذ التوصل الى الاتفاق الأميركي الروسي في سبتمبر، بما يشمل تعطيل كل التجهيزات السورية لصناعة ومزج وتعبئة الأسلحة الكيماوية». وأوضخت ان «هذا الأمر يعني انهم (القوات السورية) لا يستطيعون استخدام العناصر الكيماوية التي يملكونها لتحويلها الى أسلحة».
وسيتم إتلاف العناصر الكيماوية الأكثر خطورة في المياه الدولية على سفينة «ام في كيب راي» المتخصصة التابعة للبحرية الأميركية. وتتنظر سفن عسكرية دنماركية ونروجية لمرافقة سفينتي الشحن اللتين من المقرر ان تتوليا جمع العناصر الكيماوية من مرفأ اللاذقية.
متعدد الأطراف
وبالتوازي، أكدت وزارة الخارجية الصينية التوصل إلى اتفاقية متعددة الأطراف بشأن حراسة الأسلحة الكيماوية التي ستشحن الى خارج سوريا لتدميرها. ونقلت وكالة أنباء الصين الرسمية عن الناطق باسم الخارجية الصينية تشين كانغ قوله خلال مؤتمر صحافي إن «الاجتماع الذي استضافته موسكو بين الصين والولايات المتحدة وسوريا والدنمارك والنرويج وبعثة مشتركة من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة الجمعة الماضي توصل إلى اتفاقية بهذا الشأن».
وأضاف أن المشاركين في الاجتماع «توصلوا إلى اتفاقيات بشأن مرافقة نقل الأسلحة الكيماوية خارج سوريا لتدميرها بشكل نهائي»، مضيفاً أنهم سيبلغون منظمتي الأمم المتحدة وحظر الأسلحة الكيماوية «في أقرب وقت ممكن».
وبين المسؤول الصيني أن «سفناً من الصين وروسيا والدنمارك والنرويج ستضمن نقل الأسلحة بما يفضي لتحقيق الأمن الإقليمي ويصب في مصلحة الأطراف كافة»، مؤكداً ما وصفه بـ«الموقف العادل والموضوعي» لبلاده بشأن هذه المسألة. وأشار إلى أن السفن العسكرية الصينية «ستشارك في البعثة المشتركة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118».
