تواصلت أمس المعارك في جبال القلمون بريف العاصمة السورية، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في حي برزة الدمشقي، بالتزامن مع اشتباكات دامية في مقر عسكري استراتيجي للنظام بريف الرقة.
واحتدمت المعارك في مدن القلمون الثلاث قارة ودير عطية والنبك بعد أن سيطر المقاتلون المعارضون على الاتستراد الدولي، في حين انتشر مئات المقاتلين المعارضين في مدينة دير عطية التي كانت تحت سيطرة النظام وسط أنباء عن قصف عنيف تقوم به مدفعية النظام وتزايد عدد الجرحى والقتلى من المدنيين في هذه المدينة الاستراتيجية.
وعلى مسافة نحو ثمانين كم تقريباً شمال دمشق، اشتبكت فصائل مقاتلة صباح أمس والليلة قبل الماضية مع القوات النظامية في أطراف مدينة النبك، وداخل بلدة دير عطية المجاورة.
مقتل مدير الناحية
وأفادت مصادر عدة بمعلومات متطابقة أن مدير ناحية دير عطية ناصر حاج أحمد قُتل مع عدد من عناصر الشرطة عقب سيطرة المقاتلين المعارضين على بلدة دير عطية، مؤكدة أن القصف المدفعي طال أمس مدن دير عطية والنبك ويبرود في القلمون، ما أوقع قتلى بينهم نساء، وسط اشتباكات مستمرة في المنطقة من جهة طريق الاتستراد الدولي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن فصائل مقاتلة سيطرت على مركز للشرطة في دير عطية، مشيراً إلى أنباء عن قتلى في صفوف القوات النظامية.
وكانت القوات النظامية سيطرت مساء الأحد الماضي على بلدة قارة بالقلمون، وقال الناشط محمد الأشمر للجزيرة أمس، إن فصائل معارضة بدأت هجوماً مضاداً لاستعادة المواقع التي خسرتها.
وذكرت شبكة شام ولجان التنسيق أن الاشتباكات تجددت صباح أمس بالقرب من النبك من جهة الطريق السريع بين دمشق وحمص. وفي تطور آخر قتل شخصان في قصف عنيف لمدينة النبك من مقر اللواء 18 وفقاً للجان التنسيق.
اشتباكات برزة
من جهة أخرى ذكرت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية، أن الاشتباكات في حي برزة شمال دمشق بدأت إثر محاولة جديدة للقوات النظامية لاقتحام الحي الذي يسيطر عليه الجيش الحر وفصائل أخرى. وأضاف المصدران أن الحي تعرض خلال الاشتباكات لقصف مدفعي، كما تعرضت أحياء جنوب دمشق لقصف مماثل.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن هناك أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين خلال الاشتباكات بحي برزة.
وكان ناشطون بثوا أمس شريطاً مصوراً تظهر فيه جثث لجنود نظاميين قتلوا خلال محاولتهم اقتحام بلدة ببيلاّ بريف دمشق.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، تمكنت القوات النظامية من استعادة بلدات في ريف دمشق بينها السبينة والذيابية ومخيم الحسينية.
تقدم في درعا
وفي درعا التي أحرز الجيش الحر تقدماً فيها خلال اليومين الماضيين، وقعت الليلة الماضية اشتباكات في محيط مخيم درعا، وفق المرصد السوري الذي تحدث عن خسائر في صفوف الطرفين. كما أعاد «الحر» السيطرة على النقاط التي تمركزت بها قوات النظام على أطراف حي السيد وقتل عدد من العناصر كما تصدى الحر لرتل عسكري ضخم وقام بإعطاب وتدمير عدة آليات تابعة لقوات النظام في منطقة غرز.
كما سُجلت اشتباكات شرق مدينة إنخل بدرعا وفقاً لشبكة شام التي قالت إن المدينة تعرضت للقصف.
وفي حلب، استمر القتال أيضاً داخل المدينة وفي محيط اللواء 80، بينما أكد مقاتلو المعارضة أنهم صدوا أمس محاولة لاقتحام كل من خان الوزير وباب أنطاكية بحلب المدينة. وذكر المرصد وشبكة شام ولجان التنسيق أن الطيران الحربي والمروحي أغار صباح أمس على محيط مقر الفرقة في محاولة لمنع سقوطها.
معارك الفرقة 17
من جهة أخرى أفادت مصادر معارضة على صفحات التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بتواصل الاشتباكات في الفرقة 17 شمال مدينة الرقة، كما قصف الطيران المروحي والحربي محيط الفرقة. وكان نشطاء قالوا أول من أمس: إن مسلحين معارضين سيطروا على مساكن الضباط وكتيبة الأغرار، إضافة إلى أجزاء أخرى من الفرقة 17، لافتين إلى أن الاشتباكات دارت بين المسلحين المعارضين وعناصر الفرقة، في ظل قصف لمنطقة سد الفرات.
وفي إدلب تعرضت بلدة سرمين لقصف عنيف من قبل قوات النظام المتمركزة في معمل القرميد، أما في حمص فتعرضت الدار الكبيرة لقصف وسط اشتباكات عنيفة بين الحر وقوات النظام جرت على المحاور كافة في البلدة، في حين شهدت مدينة قلعة الحصن قصفاً بالرشاشات الثقيلة.
حلب ودير الزور
وفي حلب صد الجيش الحر عدة محاولات لقوات النظام اقتحام المسجد الأموي في حلب القديمة، كما استهدف تجمعات لقوات النظام في اللواء 80 بصواريخ محلية الصنع، واستهدف أيضاً مطار كويرس العسكري وحقق إصابات مباشرة، كما استهدف مراكز لقوات النظام في حي الأشرفية ومطار النيرب العسكري، وقصف بصواريخ محلية الصنع بلدتي نبل والزهراء بعدة قذائف.
أما في دير الزور استهدف الحر تجمعات لقوات النظام في حي الصناعة وحقق إصابات مباشرة، وفي حماة استهدف الحر حاجز دير محردة بصواريخ محلية الصنع وحقق إصابات مباشرة.
