اقتحم الجيش السوري الحر أمس معسكر الحامدية في ريف ادلب بعد قتال شرس انتهى بتفجير سلسلة من السيارات المفخخة على أبواب القاعدة العسكرية الضخمة، فيما تواصل القتال على جبهة الساحل، حيث يحاول الثوار التقدم باتجاه معقل رئيس النظام بشار الأسد.
وذكرت «شبكة شام» الإخبارية أمس أن الجيش الحر تمكن من اقتحام معسكر الحامدية جنوب مدينة معرة النعمان بريف إدلب بعد استهدافه بعدة عربات مفخخة بداخل المعسكر. وأضافت أن عملية اقتحام المعسكر أدت لتدمير معظم المباني وراجمات الصواريخ الموجودة بالداخل، مشيرا إلى أن قوات الثوار السوريين غنمت عدة آليات ثقيلة، وأن الاشتباكات مستمرة بالمنطقة.
400 شبيح
من جهتها، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن عملية تفجير المجمع العسكري تمت عبر شخص فجّر نفسه، مشيرة إلى أن دوي عدد من الانفجارات سُمع بعد ذلك. ووردت أنباء عبر أجهزة الاتصالات اللاسلكية من مقاتلين داخل المجمع العسكري أن المكان الذي يوجد فيه نحو 400 من الشبيحة والجنود والضباط يقترب من الانهيار في ظل هروب عدد من العناصر وسقوط آخرين بين قتلى وجرحى، بحسب الوكالة ذاتها. وبريف المدينة ذاتها قصف الطيران الحربي براجمات الصواريخ مدينة معرة النعمان، وسط اشتباكات عنيفة جنوب المدينة.
وتأتي هذه التطورات في حين تجددت الاشتباكات عند مداخل مخيم اليرموك في دمشق، بالترافق مع قصف بالمدفعية الثقيلة. وتواصل القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء القابون وبرزة، مع اشتباكات عنيفة في محيط حي برزة بين الجيش الحر وقوات النظام. وبريف العاصمة السورية استهدف قصف الطيران الحربي بساتين حي النبك، فيما قصفت المدفعية الثقيلة مدن وبلدات خان الشيح ومعضمية الشام وداريا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.وفي حمص وريفها، شمل قصف المدفعية الثقيلة أحياء حمص المحاصرة، وقصفت الدبابات أيضا بساتين مدينة تدمر وقرية الزارة.
الحرس الثوري
في الأثناء، قال أحد عناصر كتيبة القدس التابعة للجيش السوري الحر في ريف حلب الغربي إن الكتيبة تمكنت من أسر عنصر من الحرس الثوري الإيراني أثناء مواجهات مع جنود النظام. وأضاف أنهم حصلوا على مجموعة من الوثائق والبطاقات الشخصية الإيرانية بحوزته. في حين تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة بريف حلب.
وفي دير الزور قصفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة الأحياء المحررة، في ظل استمرار الاشتباكات في عدة أحياء بالمدينة بين الجيش الحر وقوات النظام.
جبهة الساحل
وفي السياق ذاته، ذكرت شبكة شام أن قوات النظام قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مصيف سلمى وقرى جبل الأكراد، بريف اللاذقية. وكانت المعارضة المسلحة سيطرت على بلدة بيت الشكوحي بريف اللاذقية وهي تتقدم باتجاه قرية البلاطة التي وصل مقاتلو المعارضة إلى مشارفها، وفقا لما أعلنه ناشطون.
من جهة أخرى، بث التلفزيون السوري في وقت سابق صوراً للاشتباكات الدائرة في ريف اللاذقية، وقال إن قوات النظام هاجمت المناطق التي استولى عليها المعارضون في كفريا وتلا وعرامو.
درعا والحدود
أما في درعا، فقصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد وسط اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية بدرعا واشتباكات في حي المنشية بدرعا البلد، وفقا لما جاء في شبكة شام. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أوضح في بيان أن قوات المعارضة «سيطرت على المخفر الحدودي 29» مع الأردن.
صراع وحل
وصف وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية دنكان سميث الصراع في سوريا بأنه «مستعص وغير قابل للحل والأكثر خطورة وتعقيداً في منطقة الشرق الأوسط».
وقال سميث، المسؤول عن المساعدات البريطانية للشرق الأوسط وشمال افريقيا، لصحيفة «فايننشال تايمز» أمس إن «الوضع في سوريا تجاوز الآن الوضع الذي تواجهه اسرائيل كأكثر الاشتباكات صعوبة في المنطقة».
واضاف أن الوضع «يمثل أكبر التزاماتنا الإنسانية بالمقارنة مع أي وقت مضى، وأصبح مستعصياً وغير قابل للحل من بين جميع الأوضاع التي رأيتها في الشرق الأوسط»، معرباً عن خشيته من أنه «سيستمر لفترة طويلة».
واشارت الصحيفة إلى أن تصريحات الوزير سميث تعطي اشارة واضحة بأن الحكومة البريطانية جمّدت فكرة تسليح المعارضة السورية. لندن ــ يو.بي.آي
