واصلت القوات المصرية أمس عملياتها العسكرية، براً وجواً، في شبه جزيرة سيناء لمطاردة فلول المسلحين المتشددين، حيث أفادت مصادر أمنية بمقتل العشرات منهم، فضلاً عن اعتقال آخرين، مرجحة أن يكون من بين المعتقلين مجموعة متورطة بقتل الجنود المصريين في مجزرة رفح العام الماضي.

وقال الناطق العسكري للقوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي في تصريحات أمس: «قامت عناصر من القوات المسلحة بتنفيذ عملية نوعية ضد مجموعة إرهابية ممن تلوثت أيديهم بدماء شهدائنا من الجيش والشرطة المدنية في شمال سيناء بمدينة الشيخ زويد، حيث أسفرت العملية عن وقوع حوالي 25 فردا من العناصر الإرهابية ما بين قتيل وجريح، إلى جانب تدمير مخزن للأسلحة والذخيرة، تستخدمه هذه العناصر في أعمالها الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية وترويع المواطنين».

وأضاف علي: «نؤكد على استمرار القوات المسلحة والشرطة المدنية في مطاردة هذه المجموعات الإرهابية والقضاء على جميع البؤر الإجرامية حتى يتم فرض الأمن واستعادة الاستقرار بشكل كامل، و تناشد القوات المسلحة كافة وسائل الإعلام بتحري الدقة في تناول أية معلومات تتعلق بالمؤسسة العسكرية وأنشطتها في سيناء، والرجوع إلى الناطق العسكري الرسمي للقوات المسلحة للوقوف على مدى صحتها قبل إصدارها».

في السياق، أكد مصدر أمني مصري إنه «عقب تشييع جنازة أربعة مسلحين قتلوا الجمعة، تجمعت عناصر مسلحة مطلوبة تم رصدها عقب الانتهاء من تشييع الجنازات في قرية الجورة التابعة للشيخ زويد، حيث وردت معلومات عن تجمع تلك العناصر في قرية التومة بالشيخ زويد». وأردف: «وعلى الفور ومع دخول ليلة الاحد، قامت طائرات أباتشي المصرية بشن غارات متتالية وقصف مستمر لتجمعات العناصر المسلحة».

وتحدث المصدر الامني عن «سقوط عشرات القتلى والجرحى» من تلك العناصر في قصف الطائرات المصرية، بدون أن يصرح عن أعدادهم على وجه الدقة. وأكد المصدر أن «الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على ثمانية من العناصر الإجرامية في شمال سيناء خلال مداهمتها لبعض الأوكار التي يختبئ بها المسلحون». وأضاف إنه «من بين المقبوض عليهم، مجموعة يرجح أنها شاركت في خطف وقتل الجنود في رفح في رمضان الماضي».

هجوم مضاد

بالتوازي، شنت عناصر مسلحة هجوما عنيفا على قسم شرطة ثان العريش وكمين البنك الاهلي في العريش، حيث حدث تبادل لإطلاق الرصاص، ما أدى إلى إصابة مدني، كما أصيب مدني في هجوم مسلح على كمين الخروبة شرق العريش. وفي وقت مبكر، سقط صاروخ «غراد» قرب نادي القوات المسلحة في حي ضاحية السلام بالعريش والذي تتواجد فيه أغلبية مقرات الأجهزة الأمنية ومحكمة العريش وسجن العريش ومديرية الأمن، بدون وقوع خسائر في الارواح سوى إصابة جنديين يعملان في حراسة بوابات النادي.

 

الحكومة تدعم

أكد رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي دعم حكومته الكامل للقوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب. وقال الببلاوي إن الحكومة «تحيي جهود أبناء سيناء الشرفاء الذين يقومون بمساعدة القوات المسلحة المصرية في حربها ضد الإرهاب، ما يمهد الطريق لعملية التنمية المتسارعة في سيناء». القاهرة- وام