أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أنه سمّى السفير الأميركي السابق إلى إسرائيل مارتن إنديك لإدارة ملف المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية التي افتتحت جلستها الأولى فجر اليوم الثلاثاء (مساء الاثنين بتوقيت واشنطن) بعد عشاء حضره أعضاء الوفدين الفلسطيني الذي يمثله صائب عريقات ومحمد شتيّة والإسرائيلي بقيادة تسيبي ليفني واسحاق ملخو في مبنى وزارة الخارجية الأميركية. وقال كيري: إن «الجلسة الأولى تعقد الثلاثاء»، من دون أن يفصح عن جدول الأعمال الذي يتلوها. وحذر كيري من أن «العملية لن تكون سهلة ومن المتوقع أن تكون المفاوضات قاسية». وأضاف بأن «المفتاح يكمن في البحث عن»تسوية معقولة».
وقال كيري في مقر وزارة الخارجية الأميركية: إن «مارتن إنديك وافق على تسلّم هذه المهمة الحساسة في هذا الوقت الحساس كمبعوث خاص للمفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية». وأضاف أن «إنديك يشاركه اعتقاده بأن الجانبين يظهران إرادة للسعي بعقلانية إلى التوصّل إلى تسوية كي يكون السلام ممكناً». وتابع: «أعلم أن المفاوضات ستكون صعبة ولكني أعرف أن تداعيات عدم المحاولة ستكون أسوأ». كما أعلن كيري عن تعيين أحد معاونيه فرانك لاونستاين، نائباً للمبعوث. ولم يكشف الوزير الأميركي عن دور المبعوث وفريقه، حيث تعمّد تركه في دائرة الالتباس، بين مشارك حاضر على الطاولة أو حاضر في غرفة مجاورة للتدخل عند اللزوم.
من جانبه أقر إنديك (62 عاماً) بصعوبة المهمة الموكلة إليه، غير أنه أعرب عن التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق، وقال إنديك وهو يقف الى جانب كيري: «أنا مقتنع منذ أربعين عاما بأن السلام ممكن». وتابع موجها كلامه الى كيري: «ولأنك واثق بأن ذلك ممكن، رفعت التحدي، في الوقت الذي كانت غالبية الاشخاص تعتقد أنك تقوم بمهمة مستحيلة». مضيفاً أنه يتطلع قدماً للعمل مع الجانبين من أجل «تحقيق رؤية رئيسنا أوباما بحل الدولتين اللتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن».
وفي البيت الأبيض رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما باستئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية لكنه حذّر من أن الطريق مازال صعباً. وقال في بيان: «هذه خطوة مبشرة رغم أن الطريق لايزال يحتاج إلى عمل شاق وبه خيارات صعبة». وأضاف: «أنا متفائل بأن الاسرائيليين والفلسطينيين سيدخلون هذه المحادثات بنية حسنة وبتركيز وعزيمة قويين». وشدد قائلاً: «الولايات المتحدة مستعدة لدعمهم طوال المفاوضات بهدف الوصول إلى دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن».
وفي طريقها إلى واشنطن قادمة من نيويورك؛ توقعت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تمثل بلادها في المفاوضات أن تكون هذه المفاوضات «شاقة جدا». وقالت ليفني في تصريح صحافي بعدما التقت الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون: «سيكون الأمر شاقاً جداً ومعقداً». لكنها تداركت أن إسرائيل ستخوض هذه المفاوضات التي ترعاها واشنطن «بأمل». واعتبرت ليفني أن جهود السلام «هي في مصلحة اسرائيل والفلسطينيين والعالم العربي والمجتمع الدولي»، مضيفة «أنها مسؤولية كبيرة. أنا واثقة بأن الأمر سيكون معقداً، لكنني أشعر بأنه حين نرى الاضطرابات في منطقتنا فإن ما نستطيع القيام به هو تغيير مستقبل الاجيال المقبلة عبر صنع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين».
