قطعت الرئاسة المصرية أمس الشك باليقين وقالت إنه لا نية لفرض حالة الطوارئ، وأكّدت أن الجيش المصري يواجه «إرهاباً منظماً» في سيناء يهدف إلى إخراج الجيش والشرطة منها، في وقت شن المسلحون هجوما جديداً على نقطة للشرطة أسفرت عن مقتل جنديين في سيناء، فيما يتجه الاخوان المسلمون إلى التصعيد والتأزيم بدعوتهم إلى احتجاجات اليوم.
وأكّدت رئاسة الجمهورية المصرية، عدم وجود أي نيّة لفرض حالة الطوارئ في البلاد في ضوء الأحداث الراهنة التي تشهدها، معربة عن أسفها لسقوط ضحايا بالقاهرة يوم السبت الفائت.
وقال المستشار الإعلامي للرئيس المصري، أحمد المسلماني، في تصريحات صحافية، إنه «لا توجد نيّة لفرض الطوارئ، وكل ما حدث هو أن الرئيس وعد بتفويض سلطات واسعة لرئيس الوزراء في إطار تحقيق دولة مدنية، وهو ما لا يعني فرض أو إعلان حالة الطوارئ».
وأعرب المسلماني عن أسف الرئاسة المصرية لوقوع ضحايا في أحداث المنصة وطريق النصر، وقدّم العزاء لأسر الضحايا، قائلاً: «لا نعتبر أن هناك فريقاً وفريقاً آخر، والأمر أمام النيابة والقضاء».
وأضاف: «نتمنى أن نتعاون في إرساء أسس الدولة المصرية، ونأمل أن نتجاوز هذه المرحلة وتلك الأحداث المؤسفة إلى إنجاز في الاقتصاد والسياسات العامة والمشروعات الكبرى والقومية مثل مشروع فاروق الباز، ومدينة زويل، وغيرهما من العلماء».
الوضع في سيناء
وأشارت الرئاسة المصرية إلى أن ما يجري في سيناء هو مواجهة «إرهاب منظم» يهدف إلى «إخراج الجيش والشرطة» من سيناء، وأضاف المسلماني: «لن نتراجع خطوة واحدة عن مواجهة هذا الإرهاب، ولن يخرجنا أحد من سيناء، ولن نفرط في حبة رمل واحدة من سيناء أو غيرها من الأراضي المصرية».
وقال إن هؤلاء الإرهابيين في سيناء مصرون على تدمير الوطن، ويضعون أيديهم في أيدي أعداء الوطن ولن نسمح لهم بذلك ولا تراجع عن مواجهتهم.
وقالت مصادر أمنية أمس إن اثنين من المجندين المصريين قتلا وأصيب عدد آخر في هجمات بمحافظة شمال سيناء شنها مسلحون يعتقد أنهم متشددون إسلاميون يؤيدون الرئيس المعزول محمد مرسي. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني قوله إن الهجمات وقعت في أماكن متفرقة من المحافظة المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة وإن من بين المصابين الذين وصل عددهم إلى تسعة ضابط جيش.
وأضاف أن قذائف صاروخية أو طلقات رصاص استخدمت في الهجمات. وقالت مصادر أمنية إن أكثر من ثمانية نقاط للتفتيش بمدن العريش، والشيخ زويد، ورفح، تعرضت لهجمات مسلحة بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة وقذائف «آر بي جي».
ومنذ اسابيع تشهد شبه جزيرة سيناء اضطرابات امنية وهجمات يشنها مسلحون يعتقد انهم متطرفون اسلاميون على اقسام للشرطة وكمائن للجيش والشرطة ومنشآت مدنية وحكومية. واسفرت تلك الهجمات عن مقتل 61 شخصا توزعوا بين افراد امن ومدنيين والمسلحين انفسهم. وسقط 27 من عناصر الامن ضحية لتلك الهجمات.
وتوزع قتلى افراد الامن بين 17 شرطيا و10 مجندين في الجيش المصري، فيما اصيب اكثر من 100 اخرين في اكثر من 50 هجوما للمسلحين في اقل من شهر.
التأزيم الإخواني
في ظل هذه التحديات المصيرية التي تواجهها مصر، يستمر الاخوان المسلمون في دفع الأوضاع باتجاه التأزيم، حيث دعوا الى تنظيم مسيرات تتوجه الى مديريات الامن في المحافظات والى تظاهرة «مليونية» اليوم.
وقال بيان «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الموالي للاخوان انه سيتم تنظيم مسيرات الى مديريات الامن في محافظات مصر لادانة اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين من قبل الداخلية». كما دعا البيان المصريين الى «النزول للشوارع والميادين» اليوم.
في الاثناء، القت طائرات مروحية تابعة للقوات المسلحة فجر الاثنين بيانا على معتصمي ميدان رابعة العدوية دعتهم فيه الى عدم الاقتراب من المنشآت والوحدات العسكرية. وجاء في البيان: «نناشدك الا تقترب من منشأة او وحدة عسكرية وندعو الجميع للتعاون والاستجابة لتعليمات عناصر القوات المسلحة حرصا على أمن واستقرار البلاد فاجعل صوتك هو فقط ما يعبر عنك.. لا عنف .. لا تخريب .. لا إراقة دماء».
السيسي وآشتون يبحثان المشهد المصري
عقد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، أمس، جلسة مباحثات ثنائية مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي تزور مصر في مهمة وساطة والتقت بعدد من المسؤولين في القاهرة.
وقال بيان أصدره الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، إن الفريق أول عبدالفتاح السيسي التقى كاثرين اشتون والوفد المرافق لها والذي يزور مصر حالياً.
وأوضح الناطق أن اللقاء تناول تبادل وجهات النظر حول المستجدات في المشهد السياسي المصري وعملية التحول الديمقراطي، ودور الاتحاد الأوروبي خلال المرحلة الحالية والرؤية المستقبلية لدعم الاستقرار في المنطقة. في الأثناء، قالت مصادر في الرئاسة المصرية إن لقاء الرئيس عدلي منصور مع كاثرين آشتون، كان مُنفتحاً ومتفهماً، وداعما لخريطة الطريق.
وكانت آشتون، التي وصلت إلى القاهرة مساء اول من أمس في زيارة لمصر تستغرق يومين، بدأت سلسلة من اللقاءات مع نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية محمد البرادعي قبل أن تلتقي وزير الخارجية نبيل فهمي أمس.
وأكد فهمي اهمية «المصالحة» في بلاده ومشاركة الجميع في «تنفيذ خريطة الطريق» التي اعلنت اثر الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، ان فهمي عرض «خلال الاجتماع لتطورات المشهد الداخلي في مصر واهمية تحقيق المصالحة ومشاركة جميع القوى السياسية في العملية الديمقراطية الجارية لتنفيذ خريطة الطريق، مع تأكيد الاهمية البالغة لنبذ العنف ووقف أعمال التحريض». وأضاف المصدر نفسه ان الوزير بحث مع اشتون عددا من القضايا خصوصاً ازمة سوريا وتطورات الوضع في حوض النيل وسد النهضة.
قانون الطوارئ
اكد رئيس مجلس الوزراء، حازم الببلاوي، أن هناك فرقا بين قانون الطوارئ الموجود في كل دول العالم ولا يستدعى أو يستخدم إلا في حالة الضرورة القصوى، فهو محفوظ في الثلاجة لا يستدعى إلا وقت الضرورة القصوى، وبين إعلان حالة الطوارئ التي لن تستخدم أيضا إلا ضمن إجراءات استثنائية.
