في تفاعل للأحداث المتفجّرة في تونس فرّق الغاز المسيّل للدموع متظاهرين مطالبين بإسقاط الحكومة في سيدي بوزيد، وفيما أطلق رئيس حركة النهضة الإسلامية تحذيرات مما أسماه «دفع البلاد نحو المجهول»، مؤكّداً أنّ المسار الديمقراطي الانتقالي شارف على نهايته، لم يستبعد وزير تونسي حل الحكومة التي يرأسها العريض.
وأطلقت الشرطة أمس الغاز المسيّل للدموع لتفريق متظاهرين احتشدوا في سيدي بوزيد وسط غرب تونس للمطالبة بسقوط الحكومة التي يرأسها الاسلاميون، كما ذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنّ «الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع عندما بدأ المتظاهرون الذين احتشدوا أمام مقر ولاية سيدي بوزيد ورددوا شعارات مناهضة لحزب النهضة الاسلامي الحاكم برمي حجارة».
وتجمع مئات المحتجين قبل ان يحاول منع الموظفين من الوصول إلى مقر الولاية المحمية من الجيش عند بدء العمل أمس.
أسلاك شائكة
في السياق، استخدم الجيش التونسي الأسلاك الشائكة لإغلاق ميدان رئيسي يستخدمه المتظاهرون المؤيدون للحكومة والمعارضون لها في العاصمة أمس وأعلنه «منطقة عسكرية مغلقة». وذكرت وسائل إعلام معارضة، إنّ «المحتجين من الجانبين تعهّدوا بالعودة»، مضيفة أنّ «معارضين للحكومة بدأوا التجمّع قرب الميدان».
الغنوشي يحذّر
على الصعيد، حذّر رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي مما أسماه «دفع البلاد نحو المجهول»، فيما واصلت المعارضة تحركاتها الميدانية والسياسية لحل المجلس التأسيسي وإسقاط الحكومة وسط حالة من الاحتقان والغضب وانقسام حاد في المجتمع.
وقال الغنوشي في تصريح إذاعي فجر أمس، إنّ «الائتلاف الثلاثي الحاكم منفتح على الحوار والتوافق» مشيراً إلى أنّ «مشروع المسار الديمقراطي الانتقالي شارف على نهايته».
وذهب البعض من قادة أحزاب الائتلاف الحاكم إلى الحديث عن انقلاب عن الديمقراطية، ومؤامرة صهيونية لإفشال المسار الانتقالي الديمقراطي في تونس.
وفي المقابل، ترى المعارضة المنضوية ضمن إطار «جبهة الإنقاذ»، أن الفريق الحاكم في تونس عزل نفسه عن المجتمع السياسي وعن الشعب الذي خرج بالآلاف للمطالبة بإسقاط الحكومة.
واعتبر حمة الهمامي، القيادي البارز في الائتلاف الحزبي اليساري الجبهة الشعبية الذي يُشارك في «جبهة الإنقاذ»، أنّ «الكرة ليست في ملعب المعارضة، وإنما هي بملعب الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة الإسلامية».
حل حكومة
من جهته، لم يستبعد وزير تونسي حل الحكومة، فيما تواترت أنباء عن استقالة عدد من وزراء هذه الحكومة التي تشكلت خلال مارس الماضي.
تبرئة
أسقط القضاء التونسي أمس التهمة الموجّهة إلى أمينة السبوعي عضوة منظمة «فيمن» بالإساءة الى حارس سجن لكنها ما زالت في الاعتقال لأنّها كتبت كلمة فيمن على جدار مقبرة كما ذكر محاميها.
وقال محامي السبوعي غازي مرابط، إنّ «المحكمة قررت إسقاط التهمة عن أمينة وهذا انتصار بدأ القضاء يدرك أنّها لوحقت ظلما»، مضيفاً أنّها ما زالت مع ذلك موقوفة في انتظار احتمال اتهامها بتدنيس مدفن والإساءة إلى العادات والتقاليد».
