بعد طول انتظار ووسط توقعات منذ فترة ليست بالبعيدة بحدوث «انقلاب ناعم» يقوده الجيش المصري ضد حكم الرئيس محمد مرسي، وعقب انتهاء المهلة السابقة التي منحها الجيش لأطراف السلطة والمعارضة لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد، وجّه الجيش المصري أمس إنذاراً يحمل مهلة أخيرة من «48» ساعة لـ«الجميع» تنتهي في السادسة عصر غدٍ (الأربعاء) مؤكداً أنه في حال عدم تحقيق مطالب الشعب فإنه سيتدخل ويعلن «خارطة مستقبل» وإجراءات لم يحدد ملامحها.
وفيما استقبل المتظاهرون في ميادين مصر بيان الجيش بالترحيب والهتافات المؤيدة، دعت حركة «تمرد» الشعب المصري إلى الانطلاق بمليونية لمحاصرة قصر القبة الذي يقال إن الرئيس محمد مرسي يستقر فيه مع انتهاء المهلة لتنحيه والتي تنتهي عصر اليوم (الثلاثاء)، وفي وقت بلغت حصيلة قتلى اليومين الماضيين في الاشتباكات بين المتظاهرين وجماعة الإخوان 16 قتيلاً وأكثر من 750 جريحاً كان أغلبهم سقط في اقتحام مكتب إرشاد الإخوان في المقطم، أكدت مصادر أمنية أن الجيش ألقى القبض على 15 من حرّاس نائب مرشد جماعة الإخوان خيرت الشاطر.
وفي تفاصيل اليوم المصري الطويل، أذاع الجيش المصري بياناً بتوقيع وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وجاء فيه: «لقد رأى الجميع حركة الشعب المصري وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والاهتمام.. ومن المحتم أن يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدرًا من المسؤولية في هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن».
وجاء في نص بيان الجيش المصري: «إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيسي في معادلة المستقبل وانطلاقًا من مسؤوليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة هذا الوطن - تؤكد على إن القوات المسلحة لن تكون طرفاً في دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب».
وشدد «إن الأمن القومي للدولة معرّض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد، وهو يلقي علينا بمسؤوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر».
وأضاف البيان: «لقد استشعرت القوات المسلحة مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصري العظيم.. ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوع لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أي بادرة أو فعل، وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي».
وفي تصاعد للنبرة قال البيان: «إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدًا من الانقسام والتصارع الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه».
وأضاف: «لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقي بعبء أخلاقي ونفسي على القوات المسلحة التي تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أي شيء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبي الذي برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفاني من أجله».
مهلة 48 ساعة
وختم الجيش بيانه منذراً «الجميع» في مصر: «إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميــع (48) ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل مسؤولياتها».
وأضاف الجيش مُفسّراً تدخله القادم الذي توقعه الكثير من المراقبين باعتباره «انقلاباً ناعماً»: «وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها استناداً لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحترامًا لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة ودون إقصاء أو استبعاد لأحد».
اجتماع رئاسي
وفور إعلان البيان، بدأت القوات المسلحة المصرية في رفع حالة الطوارئ على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، بينما توجهت مئات من العربات المدرعة إلى الشوارع الرئيسية وهي تحمل عناصر القوات الخاصة لتأمين المنشآت الحيوية الهامة وحماية المدنيين في القاهرة والمحافظات.
وقال مصدر عسكري مسؤول: «إن وحدات القوات الخاصة «الصاعقة والمظلات» تتأهب للنزول بالقرب من تظاهرات مختلف ميادين الجمهورية لحماية أبناء الشعب المصري ضد أي أعمال عنف متوقعة خلال الساعات المقبلة».
وعقب البيان العسكري، قالت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية إن «الرئيس محمد مرسي عقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء هشام قنديل ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي». وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية عقدت ظهر أمس اجتماعاً برئاسة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وقالت مصادر إن الرئيس محمد مرسي باعتباره قائداً عاماً للقوات المسلحة لم يحضر الاجتماع.
استقبال الحشود
واستقبلت الحشود المليونية في ميادين مصر بيان الجيش بفرحة كبيرة وتهليل، وبدأت عشرات من طائرات الهليكوبتر العسكرية بإلقاء أعلام مصر على الملايين المحتشدة في ميدان التحرير وسط القاهرة وقرب قصر الاتحادية وفي العباسية عند وزارة الدفاع، وأطلق متظاهرو التحرير العديد من الألعاب النارية عقب إذاعة المنصة بيان الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وسط حالة من الفرحة العارمة التي توسطتها إذاعة المنصة للأغاني الوطنية التي غطى عليها صراخ المتظاهرين فرحاً ببيان الجيش.
وأعلن متظاهرو التحرير اعتصاماً مفتوحاً حتى انتهاء المهلة التي حددها الجيش وتنتهي في السادسة من مساء يوم غدٍ (الأربعاء).
بينما اشتعلت الأجواء في محيط وزارة الدفاع بالأضواء والهتافات رافعين لافتات مؤيدة للقوات المسلحة.
كما رحب المتظاهرون في محيط مكتب الإرشاد بالمقطم الذي جرى حرقه بالبيان. كما هتف المتظاهرون قرب قصر الاتحادية باسم السيسي داعين إياه لاستلام زمام الأمور.
حصار «القبة»
من جانبها، أعلنت حملة «تمرد» تنظيم أربع مسيرات مليونية اليوم (الثلاثاء) لحصار قصر القبة للمطالبة بتنحي الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وكانت «تمرد» أصدرت في وقت سابق بياناً أمهلت فيه مرسي حتى عصر اليوم (الثلاثاء) للتنحي وهددت بحملة عصيان مدني، وقالت في بيانها: «نمهل محمد محمد مرسي عيسى العياط لموعد أقصاه الخامسة من مساء الثلاثاء أن يغادر السلطة حتى تتمكن مؤسسات الدولة المصرية من الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة».
وأضاف البيان: «وإلا فإن موعد الخامسة من مساء الثلاثاء يعتبر بداية الدعوة لعصيان مدني شامل من أجل تنفيذ إرادة الشعب المصري».
وأكدت أنه في حال عدم الاستجابة فإن «الثوار سيستلمون قصر الاتحادية ويعلن من داخله استلام الثوار السلطة وإدارة شؤون البلاد».
وأعرب الناطق الرسمي باسم «تمرد» محمود بدر عن ترحيب الحملة ببيان القيادة العامة للقوات المسلحة، معتبرًا أنه «انحياز للشعب المصري». وأضاف بدر: «إن الدور التاريخي للجيش الانحياز للشعب، والبيان يقول للرئيس محمد مرسي تنحّ». كما رحّبت قوى المعارضة وعلى رأسها «جبهة الإنقاذ» ببيان الجيش معتبرة إياه «انتصاراً لإرادة الشعب المصري».
ردود «إخوانية»
أما ردود فعل الجهة المقابلة من بيان الجيش، فكان أول تعليق للناطق الرسمي باسم الإخوان جهاد الحداد الذي قال لهيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»: «خريطة الطريق التي يتحدث عنها بيان القوات المسلحة لا تعني أنها ستضغط على الرئيس لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة».
وقال إنه «ربما يكون بهدف الضغط على المحكمة الدستورية، للإسراع بإصدار قانون الانتخابات البرلمانية والدعوة لانتخابات برلمانية وانعقاد البرلمان».
بينما أصدرت أحزاب «النور» و«الوسط» و«البناء والتنمية» المتحالفة مع «الإخوان» بيانات مقتضبة بشأن بيان الجيش، وعقدت الهيئات السياسية في هذه الأحزاب وحزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين اجتماعات طارئة.
اقتحام مقر المقطم
إلى ذلك، أعلن وزير الصحة والسكان المصري محمد مصطفى حامد ارتفاع حصيلة أحداث اليومين الماضيين بالقاهرة والمحافظات وحتى ظهر أمس إلى 16 حالة وفاة و781 مصاباً».
وذكر حامد أن حالات الوفاة توزعت على محافظات بنى سويف والاسكندرية وكفر الشيخ والفيوم بمعدل حالة واحدة إضافة إلى ثلاث حالات وفاة في محافظة أسيوط وتسع حالات بالقاهرة «حالة واحدة وفاة أمام قصر الاتحادية وثماني حالات أمام المقر الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمين بحي المقطم».
وأوضح أن معظم المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تحسن حالاتهم فيما تبقى 182 مصاباً يتلقون العلاج. وأشار حامد إلى أن عدد المصابين بطلقات بنادق الصيد «خرطوش» وطلقات نارية بلغ 186 مصاباً.
وقتل ثمانية أشخاص وأصيب العشرات في الاشتباكات التي اندلعت أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين في ضاحية المقطم الذي اقتحمه مئات المتظاهرين وأشعلوا النيران فيه واستولوا على الوثائق والمحتويات في المقر عقب ليلة دامية بين الطرفين التي استخدمت فيها الأسلحة النارية.
وفي ردّها على اقتحام مقرها العام في المقطم، توعدت جماعة الإخوان باتخاذ إجراءات حاسمة للدفاع عن نفسها. وقال الناطق باسم الجماعة جهاد الحداد: «إن المسلحين الذين هاجموا المقر تخطوا الخط الأحمر وندرس اتخاذ إجراءات للدفاع عن النفس». وانتقد فشل قوات الأمن في حماية مقر المقطم.
حراس الشاطر
وفي سياق متصل، قالت مصادر أمنية لوكالة «رويترز» إن وحدة من الجيش ألقت القبض على 15 من حراس نائب مرشد جماعة الإخوان خيرت الشاطر.
بعد دقائق من نبأ بثته قناة «الجزيرة» القطرية عن تعرض منزل القيادي الإخواني بمدينة نصر شرقي القاهرة لإطلاق نار ادعت أسرة الشاطر أنه كان من قبل «الشرطة».
كما قالت ابنته خديجة خيرت الشاطر من خلال صفحتها في «فيسبوك» إن «الشرطة أطلقت النار تحت بيتنا»، وتابعت: «أهلاً بالشهادة، سنموت دون عرضنا وبيوتنا لكن ليعلم الجميع أن الشرطة الخائنة نفذت المهمة وفي غضون دقائق اختفت بعد أن شعر الناس بالخوف من وجود سلاح في المنطقة فبدأوا بالتجمهر ضد بيتنا، وأفسحت الطريق لبلطجية كانوا واقفين مسبقاً».
وتحت شعار «مغلق للثورة» وبعد اشتباكات دامية مع جماعة الإخوان أغلق المتظاهرون دواوين 11 محافظة في مختلف أرجاء مصر، وأجبر الموظفون أمس على العودة إلى منازلهم. وهذه المحافظات هي: سوهاج، أسيوط، الإسماعيلية، المنوفية، البحيرة، كفر الشيخ، دمياط، الغربية، الشرقية، الأقصر، والقليوبية التي أعلن المتظاهرون فيها استقلال المحافظة عن النظام الحالي.
استقالة الفريق عنان و5 وزراء و8 نواب ومحافظ الإسماعيلية
أعلن الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصري السابق استقالته من منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية للشؤون العسكرية «تضامنا مع جماهير الشعب الرافضة للقمع والقهر والاستبداد»، بحسب تصريحات نقلتها عنه صحيفة «الأهرام».
وأكد الفريق عنان ثقته في رجال القوات المسلحة المصرية الباسلة، موضحاً أن «القوات المسلحة ستضرب مرة أخرى مثالا جديدا في التضحية والفداء وحب الوطن والمواطن وتنحاز لإرادة الشعب ومطالبه المشروعة».
كما تقدم خمسة وزراء في حكومة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل باستقالتهم احتجاجاً على عدم استجابة الرئيس محمد مرسي لمطالب المتظاهرين التي خرجت في 30 يونيو.
والوزراء هم: وزير السياحة هشام زعزوع والاتصالات عاطف حلمي ووزير الدولة لشؤون البيئة خالد فهمي ووزير مرافق مياه الشرب والصرف الصحي عبد القوي خليفة ووزير الشؤون النيابية في مصر حاتم بجاتو.
وقال وزيرا السياحة والاتصالات في اتصال هاتفي لوكالة الأنباء الألمانية إنهما تقدما بالفعل باستقالتهما لعدم استجابة مرسي لمطالب الشعب المصري الذي خرج بمطالب محددة. وأكدا أنه «لا رجعة عن الاستقالة مهما كانت الضغوط التي قد يمارسها رئيس الحكومة هشام قنديل».
إلى ذلك، ارتفع عدد المستقيلين من مجلس الشورى إلى ثمانية أعضاء.
حيث تقدمت النائبة سوزي عدلي ناشد باستقالتها رسمياً إلى رئيس مجلس الشورى أحمد فهمي الذي قلل في وقت متأخر ليل الأحد من شأن الأنباء عن الاستقالات في الشورى بل إنه نفى أغلبها.
وأكدت النائبة المستقيلة في مؤتمر صحفي بنقابة الصحفيين أن استقالتها جاءت «اعتراضاً على الدماء التي أسيلت في الشارع المصري دون أن يأخذ النظام الحاكم أي خطوات لتلبية مطالب ملايين المصريين الذين عبروا عن غضبهم من النظام».
كما تقدم كل من النائبين كمال سليمان ونبيل عزمي باستقالتهما رسمياً، وبذلك ارتفع عدد نواب التيار المدني المستقيلين إلى ثمانية أعضاء، هم: نادية هنري وجميل حليم ومجدي المعصراوي وفريد البياضي وسامح فوزي وكمال سليمان ونبيل عزمي وسوزي عدلي ناشد.
ومن جانبه صرح النائب المستقيل سامح فوزي عقب لقاء النواب المستقيلين مع رئيس مجلس الشورى أحمد فهمي، أنه «دار نقاش مع فهمي بشأن الوضع الراهن، حيث طلب منهم اقتراحات للخروج من الأزمة».
وأكد فوزي أن «المستقيلين اقترحوا حلا للخروج من الأزمة متمثلا في أن يعلن مرسي عن انتخابات رئاسية مبكرة يعلن عنها الرئيس بنفسه وإقالة النائب العام وحكومة قنديل».
أوباما: اختيار الزعماء في مصر ليس دورنا
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، «إن اختيار الزعماء في مصر ليس دور الولايات المتحدة لكنها تريد التأكد من أن كل الأصوات هناك مسموعة»، مضيفًا: «أن سياسة أميركا بشأن مصر هي التعامل مع الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا، والواضح أن مرسي وحكومته لديهما مزيد من العمل لإنجازه بشأن التقدم الديمقراطي».
وأضاف أوباما خلال مؤتمر صحافي في تنزانيا أمس: «يوجد احتمال لمزيد من العنف في مصر، وأشجع كل الاطراف على ضبط النفس».
وأوضح أوباما: «أن القرارات بشأن المساعدة لمصر تعتمد على اتباعها حكم القانون وانصات الحكومة للمعارضة وعدم اللجوء للعنف». وتابع: «لا يمكن الحديث عن تظاهر سلمي حين تحدث اعتداءات على نساء».
ولم يتطرق أوباما الذي يقوم بزيارة الى تنزانيا، آخر محطة في جولته جنوب الصحراء الافريقية، بشكل مباشر الى دعوات المعارضة المصرية لرحيل مرسي لكنه دعا الحكومة المصرية الى بذل المزيد من أجل احلال الوئام في البلاد.
من جانبها، دعت روسيا، كافة الأطراف السياسية المصرية إلى الامتناع عن استخدام القوة كونه يؤدي الى مزيد من تصعيد الوضع في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية في بيان: «ندعو في هذا الوضع، كل القوى السياسية والشخصيات السياسية البارزة في مصر إلى إظهار ضبط النفس والامتناع عن استخدام القوة الذي قد يؤدي على المزيد من تصعيد الوضع».
وعبّر البيان عن قناعة موسكو بإمكانية حل مشكلات مصر ضمن الإطار القانوني وعلى أساس الوحدة الوطنية والاتفاق على إجراء إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية عاجلة.
كواليس الخطاب
أوضحت مصادر عسكرية أنه «في أعقاب اجتماع القيادة العامة للقوات المسلحة ظهراً، تمت عملية تسجيل الخطاب الذي قرأه أحد الضباط في إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، وبعدها تمت عملية إرسال الخطاب مسجلًا إلى مبنى التلفزيون حيث تمت إذاعة البيان».
وقالت جريدة «الأهرام» إن «بيان القوات المسلحة وصل إلى مبنى التلفزيون في تمام الساعة الرابعة والثلث بتوقيت القاهرة مع ضابط من جيش وكان يحمله في خطاب سري مغلق.
وقد توجه ضابط الجيش بورقة الخطاب مباشرة إلى استديو «11» بأخبار مصر بالتلفزيون المصري وتمت قراءته على الهواء مباشرة، وإن العاملين بالتلفزيون قد تفاجأوا بالبيان ولم يكن لديهم أي علم به قبلها».
وعلى الجانب الآخر، قوبل البيان بحالة غضب من عدد من قيادات «الإخوان» العاملة داخل المبنى.
