قال ناشطون سوريون إن انفجارات ناجمة عن القصف هزت بلدة شبعا قرب مطار دمشق الدولي أمس، وذلك مع تواصل القصف على أحياء وبلدات بدمشق وريفها، حيث تطور الأمر إلى استخدام هذه القوات للغازات السامة، في حين نفى رئيس أركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم ادريس من وصول الأسلحة التي وعدت بتقديمها الدول الداعمة.

واستهدفت الغازات السامة حيي القابون وبرزة في العاصمة، وكذلك مدينة زملكا المجاورة في ريف دمشق، وخلفت قتلى وجرحى، وسط محاولات قوات النظام التي تساندها ميليشيا حزب الله لاقتحام زملكا، حيث جوبهت بمقاومة شرسة من الجيش الحر.

انفجارات

ووثقت «شبكة شام» تواصل القصف صباح أمس، على مدن وبلدات شبعا ويلدا والزبداني وداريا والمعضمية وزملكا بريف دمشق، مع تواصل الاشتباكات على أطراف طريق المتحلق الجنوبي الممتد إلى العاصمة، مضيفة أن القصف أدى لوقوع انفجارات هزت بلدة شبعا الواقعة قرب مطار دمشق الدولي والتي ينتشر فيها الثوار، وأن غارات جوية استهدفت ظهر امس مناطق قرب حمورية بريف دمشق.

من جهة أخرى، أفاد ناشطون أن مقاتلين من لواء الإسلام دمروا مبنى يتحصن فيه شبيحة النظام في زملكا، كما أكدت شبكة سوريا مباشر أن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام دارت على الجبهة الغربية في معضمية الشام وداريا بريف دمشق.

وتجدد القصف الكثيف بقذائف الهاون والدبابات على حيي القابون والحجر الأسود وفقا للجان التنسيق المحلية، وبث ناشطون صورا تظهر حجم الدمار الذي لحق ببلدة ببيلا المجاورة جراء قصفها المتواصل من قبل الجيش النظامي.

حلب

وفي سياق متصل، قال المركز الإعلامي السوري إن قوات النظام كثفت قصفها على حي الراشدين شمال حلب، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى واحتراق المباني السكنية، كما أفادت شبكة شام بوقوع اشتباكات في الحي نفسه.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن قتلى وجرحى سقطوا أيضا في بلدة دير جمال القريبة من مطار منغ العسكري بريف حلب، وقد بث ناشطون صورا تظهر تهدم المباني في البلدة على رؤوس ساكنيها بعد قصفها من قبل قوات النظام، ومحاولات الأهالي انتشال الجثث وإنقاذ الجرحى.

وفي ريف حمص، تجدد قصف من الطيران الحربي على مدينة القريتين، كما وثقت «شبكة شام» قصفاً براجمات الصواريخ والمدفعية على مدن الرستن والحولة والقريتين.

وأضافت الشبكة أن اشتباكات عنيفة وقعت بأطراف مدينة القريتين، وأن الجيش الحر تمكن من إسقاط طائرة حربية في سماء المدينة.

ووثقت الشبكة أيضاً تجدد القصف في مناطق عديدة بأنحاء البلاد، ومنها قرى الهيمانية والحمدانية وكفر نبودة في ريف حماة، ومخيم درعا وطريق السد بمحافظة درعا، ومدينة موحسن وعدة أحياء بمدينة دير الزور، إضافة إلى وقوع اشتباكات في محيط اللواء 93 بمحافظة الرقة وفي محيط معسكر الجازر بإدلب.

نفي التسليح

من جانب آخر حذّر رئيس أركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم ادريس من انضمام مقاتليه إلى صفوف الجماعات المتحالفة مع تنظيم «القاعدة» بسبب انتشار الانشقاقات والاستياء في أوساطهم من تأخر وصول الأسلحة التي وعدت بتقديمها الدول الداعمة.

وقال اللواء ادريس، الذي تولى رئاسة المجلس العسكري الأعلى في ديسمبر الماضي، لشبكة «سكاي نيوز» أمس، «إن التقارير التي تحدثت عن استلامه معدات فتّاكة من الولايات المتحدة ولم يتم نقلها إلى خطوط القتال غير صحيحة، ولم يستلم أي شيء ولا يعرف حتى نوع الأسلحة التي يتوقع وصولها»، مضيفاً القول: «إن أي شخص مسلح ببندقية كلاشنكوف يشعر بأن من حقه أن يأتي إليه شخصياً لطلب أسلحة وذخائر بدلاً من الذهاب إلى قائد وحدته، وكأن مقاتلينا لا يريدون القبول بأن لدينا هياكل قيادية، ولا يستطيعون استيعاب أنه لن يعلن عن الأسلحة على شاشة التلفزيون، ولا يقبلون بأن تكون هناك أسرار، وأن أي منظمة عسكرية يجب أن تحافظ على أسرارها».

وحذّر اللواء ادريس من أن خطر الجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في سوريا «سيزداد طالما طال انتظار الجماعات غير الجهادية لإمدادات الأسلحة والذخيرة».

وقال إن هذا الأمر «خطير جداً، وإذا لم نحصل على مساعدات للمعارضة العلمانية، فإن تنظيم القاعدة في سوريا سيزداد قوة، وسيجتذب الكثير من الناس الذين لا يمتلكون أية فكرة عن أيديولوجيته ومن بلدان مختلفة، وسيأتون إلى سوريا من ثم قد يعودون إلى دولهم للتسبب بمشاكل فيها».

وفي موازاة ذلك، قال قائد المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي الذي استقال من عضوية المجلس العسكري الأعلى إن المجلس «مضيعة للوقت وليس لديه أي دور يلعبه في سوريا، كما أن عروض المساعدة الاميركية من خلاله مجرد كلام ووعود فقط، ولن يحدث أي شيء من هذا القبيل».

 

هدنة رمضان

أعلنت إيران أمس عن وجود اقتراحات لإيجاد هدنة بين أطراف القتال في سوريا خلال شهر رمضان المقبل.

ونسبت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء الى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، قوله إن ثمة مقترحات مطروحة لإيجاد هدنة ووقف لاشتباكات في سوريا خلال شهر رمضان المقبل، إلا أنه لم تُجرَ مشاورات بهذا الخصوص الى الآن، مضيفاً أن إيران بذلت في العام الماضي جهوداً من أجل التوصّل الى هدنة خلال شهر رمضان، مشيراً الى أن «مساعي وقف الاشتباكات أحرزت تقدماً آنذاك، إلا أن المجموعات المسلّحة لم تحترمها». طهران - يو بي أي