أثارت انتقادات أنقرة الشديدة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على خلفية مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي توترا بين البلدين اللذين تبادلا استعداء السفراء امس، ما ينذر بأزمة دبلوماسية بين البلدين، في وقت تواصلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أنقرة، ولكن، بوتيرة أخف، حيث فرقت الشرطة مئات المحتجين بخراطيم المياه.
وبعد أن أعلنت وزارة الخارجية الألمانية عن استدعاء السفير التركي في برلين، ردت أنقرة بالمثل واستدعت السفير الألماني لديها، وحذرت برلين من عواقب موقفها من مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. واعلنت ناطقة باسم وزارة الخارجية التركية ان الوزارة استدعت السفير الألماني امس.
وقبل ذلك بساعات قليلة، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية أندرياس بيشكي «استدعى وزير الخارجية غيدو فسترفيلي السفير التركي».
تساؤلات كبرى
وأوضح الناطق «إنها تصريحات تثير تساؤلات كبرى، والأمور لن تسير جيداً على هذا النحو». وأكد أن «ليس هناك علاقة» بين قمع التظاهرات في تركيا، الذي نددت به ميركل، والمحادثات مع الاتحاد الأوروبي. مضيفاً «بالتاكيد في الحياة، كل شيء مرتبط بالآخر».
تحذير تركي
في الاثناء حذر وزير الشؤون الاوروبية التركي ايجيمن باغيس امس المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من اية محاولة لعرقلة فتح فصل جديد من مفاوضات انضمام انقرة الى الاتحاد الاوروبي. وقال امام الصحافيين «آمل في ان تصحح الخطأ الذي ارتكبته الاثنين الماضي، او ان ذلك سيؤدي الى ردود فعل» في اشارة الى قرار مرتقب من بروكسل الاسبوع المقبل.
وكان باغيس قال أول من أمس أمام الصحافيين «إذا كانت ميركل تبحث عن مادة للسياسة الداخلية من أجل الانتخابات، فإن هذه المادة يجب ألا تكون تركيا» في إشارة إلى الانتخابات التشريعية المرتقبة في 22 سبتمبر في ألمانيا. وأضاف «يجب أن تعلم ميركل أن هؤلاء الذين يركزون اهتمامهم على تركيا، يحصدون نتائج سيئة.
في الأثناء، هدد فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الذي تنتمي إليه ميركل، بتعليق مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، بسبب استخدام الشرطة التركية للعنف ضد المتظاهرين.
«عار على تركيا»
ووصفت الأمين العام لفرع منظمة العفو الدولية في ألمانيا سيلمين كاليسكان أمس، رد فعل الحكومة التركية حيال الاحتجاجات، واستخدام الشرطة للعنف تجاه المتظاهرين، بأنه «عار على تركيا». وذكرت أن الحكومة المحافظة، التي نزعت النفوذ من الجيش، تتصرف حالياً مثل الجيش.
من جهة اخرى احتشد عشرات المحتجين في أنقرة في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، حيث رددوا الشعارات المناهضة للحكومة، ولوحوا بالأعلام التركية. واستخدمت الشرطة مدفع مياه لتفريق المحتجين المناهضين للحكومة، وامتدت الاضطرابات على نطاق محدود حتى الساعات الأولى من صباح أمس.
أوامر إخلاء
وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، أنه طلب من وزير الداخلية إخلاء ميدان تقسيم من المحتجين خلال 24 ساعة، واصفاً إياهم بأنهم أقليات ويعملون على تدمير الديمقراطية التركية.
وقال أردوغان أمام تجمّع لحزب العدالة والتنمية تحت عنوان «احترام الإرادة الوطنية» في مدينة قيصرية، «انتظرنا 17 يوماً، ميدان تقسيم ليس مكاناً للمظاهرات ومتنزه غيزي ليس مكاناً لمجموعة محتلة بل للجمهور، ولا يمكنكم احتلال متنزهات هذا ضد القانون".
