دعت الحكومة السودانية المتمردين إلى تغليب صوت العقل والعودة إلى التفاوض والحوار، وشددت على أن تغيير النظام لن يكون بقتل أبناء الشعب وتنفيذ الأجندة الخارجية، في وقت رجحت فيه مصادر مطلعة استئناف التفاوض بين الحكومة السودانية مع متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، استجابة لضغوط دولية وإقليمية مورست على الطرفين بضرورة العودة إلى طاولة الحوار.
وقال وزير الشباب والرياضة السوداني صديق محمد توم خلال تخريج دفعة لطلاب الخدمة الوطنية بمدينة سنجة امس إن قرار إيقاف انبوب نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية، قرار مدروس بدقة حتى لا يُشترى من عائد البترول السلاح لضرب السودان، وحثّ كل من يحمل السلاح في وجه الحكومة لوضعه والجلوس للتفاوض والحوار.
مشاورات مكثفة
في السياق،أشارت مصادر مطلعة لـ«البيان» إلى أن الحكومة السودانية تقود هذه الايام مشاورات مكثفة من أجل استئناف عملية الحوار مع متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال والتي تخوض حربا ضد القوات الحكومية لحوالي عامين بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق.
ورجحت المصادر أن تبدأ العملية التفاوضية التي يرعاها الاتحاد الافريقي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا بوقف شامل لإطلاق النار ومن ثم طرح بقية القضايا الأخرى للتفاوض، ونوهت المصادر بأنه وفي اطار التشاور حول القضية من المقرر ان يغادر رئيس وفد الحكومة السودانية للتفاوض ابراهيم غندور إلى دولة جنوب افريقيا للتباحث مع رئيس الوساطة الافريقية الرئيس الجنوب افريقي السابق ثامبو امبيكي .
يشار إلى أن ضغوطا دولية واقليمية من قبل الامم المتحدة والاتحاد الافريقي مورست على الطرفين من اجل استئناف عملية التفاوض سيما بعد ارتفاع حدة المواجهات بين القوات الحكومية وقوات المتمردين وما نفذه المتمردون من قصف على مدينة كادقلي استهدف قاعدة للقوات الاممية بالمدينة راح ضحيتها احد افرادها، حيث أدان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم ودعا الطرفين الى الوقف الفوري للأعمال الحربية واستئناف المفاوضات، وكان الرئيس السوداني عمر البشير اعلن وقف التفاوض مع كافة الحركات المتمردة. وانهارت اخر جولات التفاوض المباشر بين الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال نهاية ابريل الماضي بعد ان تمسك كل طرف بمواقفه حيث طالبت الحكومة بالبدء بالملف الأمني فيما طالبت الحركة الشعبية بالبدء بالملف الإنساني والسياسي.
ظروف فظيعة
قال خبير في الأمم المتحدة أمس ان النازحين الجدد من اقليم جنوب دارفور السوداني يعيشون في ظروف «فظيعة» ويحتاجون الى المساعدات لتجنب كارثة إنسانية. وجاءت تصريحات الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، مسعود بدارين، بعد زيارته لمخيم اوتاش في جنوب دارفور في اطار مهمته الاخيرة في البلاد. الخرطوم-أ.ف.ب
