في صفعة سياسية على وجه الرئيس المصري محمد مرسي ونظام جماعة الإخوان المسلمين، دشّنت إثيوبيا أمس رسمياً تحويل مجرى نهر النيل الأزرق لبناء سد النهضة، بينما نبّه مشروع «سد النهضة» الإثيوبي، المزمع إنشاؤه على النيل الأزرق، دولة المصب السودان، فيما أثار تقليل النظام المصري من أهميته لغطاً كبيراً، وهي دولة المصب الثانية، في وقتٍ يخشى مراقبون من أن يكون هناك اتفاق ضمني بين القاهرة وأديس أبابا، خاصة أن القرار أعلن بعد إنهاء الرئيس محمد مرسي زيارته إلى إثيوبيا، في حين يخشى أصحاب السيناريو الآخر أن يكون الأمر لا يعدو عن كونه إهانة لمصر التي فقدت الكثير من هيبتها خارجياً منذ اعتلاء جماعة الإخوان المسلمين سدة الحكم.
ويقول مراقبون إن هناك مخاوف حقيقية في مصر من السياسات الخارجية للجماعة، تبدأ من تقاربها مع إيران، وتمر بما أثير عن تنازلها عن مثلث حلايب وشلاتين الذي يتنازع عليه المصريون والسودانيون، فضلاً عن القضية الأبرز والملف الأهم وهو شبه جزيرة سيناء التي باتت مرتعاً للأصوليين والخارجين عن القانون بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر، والذين وصل بهم الأمر إلى خطف جنود مصريين في تحدٍ للقوات المسلحة، لم تستبعد مصادر إعلامية كونه متعمداً بين أولئك المسلحين والجماعة لإحراج الجيش المصري.
وفي سيناء أيضاً، كشفت تسريبات أن «الإخوان» ألمحوا أكثر من مرة إلى جعلها وطناً بديلاً للفلسطينيين، في إطار علاقاتهم القوية مع الولايات المتحدة والتسهيلات الأمنية التي تقدم بالتنسيق مع الإسرائيليين.
وبدأت إثيوبيا تحويل مجرى نهر النيل الأزرق لبناء سد مهم لتوليد الطاقة على ما أعلن مسؤولون إثيوبيون أمس، إذ قال الناطق باسم شركة الكهرباء الوطنية الإثيوبية أديس تاديلي: «لبناء السد ينبغي تجفيف مجرى النهر الطبيعي»، وذلك غداة مراسم رسمية أقيمت في موقع الأعمال.
اجتماع الحكومة
واعتبر مجلس الوزراء المصري أنّ البدء في إجراءات الإنشاء التي تجري منذ فترة في السد الإثيوبي لا يعني موافقة مصر على الإنشاء، مدعياً أن بلاده في انتظار ما ستسفر عنه أعمال اللجنة الثلاثية والتي من المتوقع رفع تقريرها خلال أيام، ومبيّناً أنّ موقف مصر المبدئي عدم القبول بأي مشروع يؤثرّ سلباً في التدفّقات المائية.
وأشار المجلس، في جلسته أمس برئاسة هشام قنديل، إلى أنّ «مصر تساند إقامة أي مشروع تنموي في أية دولة من دول حوض النيل طالما لم يتضمن إضراراً بدولتي المصب مصر والسودان»، مضيفاً أنّ «هناك سيناريوهات جاهزة للتعامل مع كل النتائج المتوقعة، وأنّ تنسيقًا كاملاً مع السودان في هذا الشأن».
اجتماع «الشورى»
من جهتها، تستعد لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى لعقد اجتماع الأحد المقبل لمناقشة القضية، بحضور الوزراء المعنيين بهذا الشأن، وهم وزراء الري والزراعة والخارجية والكهرباء وممثل عن الاستخبارات العامة.
قلق سوداني
في الأثناء، وصل القاهرة أمس وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني أسامة عبدالله قادماً من الخرطوم في زيارة لمصر تستغرق يوماً واحداً يلتقى خلالها مع عدد من المسؤولين.
وصرحت مصادر مطّلعة، كانت في استقبال الحسن، أنه سيبحث في القاهرة تداعيات الإعلان الإثيوبي بشأن تحويل مجرى نهر النيل الأزرق في إطار تشييد السد ومدى تأثير ذلك في حصة دولتي المصب السودان ومصر من كمية المياه المنصرفة من النهر.
لجنة
أعلن حزب النور السلفي تشكيل لجنة لدراسة أزمة سد النهضة والتداعيات الناتجة عن تحويل مجرى النيل الأزرق على مصر من جميع النواحي الزراعية والصناعية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح الحزب في بيان أنّ اللجنة مشكلة من الأمين المساعد للحزب مجدي سليم ورئيس كتلة الحزب في مجلس الشورى وعضو لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي عبدالله بدران ووكيل لجنة الزراعة والري في المجلس أحمد توفيق ووكيل لجنة الشؤون الإفريقية فيه عبدالفتاح شاهين، فضلاً عن وكيل لجنة حقوق الإنسان في المجلس محمد العزب. البيان
