قرر الاتحاد الأوروبي في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية رفع الحظر الذي فرضه على إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية، بعد مفاوضات مشحونة استمرت ساعات، بينما اتفق وزراء الاتحاد على عدم إرسال أي أسلحة قبل أغسطس، في حين أعلنت روسيا ما يشبه خطة مضادة، باعتزامها تزويد النظام السوري بمنظمة صواريخ «إس ــ 300»، الأمر الذي أثار حفيظة وزير الدفاع الاسرائيلي وهدد باتخاذ اللازم.
واتفق وزراء الاتحاد على أن الدول الأعضاء سوف «تمضي قدما في سياساتها الوطنية» فيما يتعلق بإمداد الائتلاف الوطني السوري المعارض «بالعتاد العسكري أو المعدات التي تهدف إلى حماية المدنيين».
وأضاف البيان أن الدول الأعضاء رغم ذلك «لن تمضي قدما في إرسال المعدات في هذه المرحلة»، مشيرا إلى أنه سيتم مراجعة القرار بحلول الأول من أغسطس.
ضمانات
وذكر البيان أن أي قرار من الاتحاد الأوروبي بإرسال أسلحة سيصاحبه التزامات بالحصول على «ضمانات كافية بعدم إساءة استخدامها»، تتضمن معلومات حول الجهة النهائية التي ستصل إليها إمدادات الأسلحة، إلى جانب عقوبات أخرى مفروضة على سوريا عاما آخر، بما فيها القيود المفروضة على التعاملات المالية وحظر السفر وتجميد الأصول.
من جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن هذا القرار يبعث «رسالة قوية» إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفاً أن «هذا القرار الذي يمنحنا مرونة في المستقبل للتحرك في حال ازداد الوضع تدهورا أو رفض نظام الأسد التفاوض». وفي وقت لاحق أكد هيغ أن بريطانيا ليست مضطرة للانتظار حتى الأول من اغسطس حين يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مرة اخرى قبل ان تتخذ قرارا بتسليح مقاتلي المعارضة السورية، لكنه أكد ان بلاده لم تتخذ قرارا بهذا الصدد بعد.
ردود الفعل
وفي ردود الفعل قال الناطق باسم الائتلاف السوري المعارض المجتمع في اسطنبول الثلاثاء ان قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تسليم السلاح للمعارضة السورية المسلحة، هو قرار «غير كاف» ويأتي «متأخراً جداً».
من جانبه، قال الناطق باسم قيادة مجموعة الجيش السوري الحر قاسم سعد الدين: «نأمل ان يكون قراراً فعلياً وليس مجرد كلام».
على الصعيد ذاته أعربت الخارجية الروسية عن خيبة أملها بشأن قرار الاتحاد الأوروبي برفع الحظر على تصدير الأسلحة إلى سوريا. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف القول إن هذا القرار سيضر بآفاق عقد مؤتمر «جنيف 2» الدولي حول سوريا.
وتوقع حزب الخضر الألماني المعارض بـ«فوضى» في السياسة الأوروبية تجاه سوريا عقب القرارات الأخيرة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا. كما اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قرار الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن تصدير الأسلحة إلى المعارضة بأنه «خطوة خطيرة، حيث أنها ستقرب الإرهابيين من حدود الاتحاد الأوروبي».
خطوة مضادة
وفيما يتعلق بتوريدات روسيا من السلاح إلى سوريا، التي رأى فيها المراقبون خطوة مضادة للقرار الأوروبي، قالت الخارجية الروسية إن توريد صواريخ «إس ــ 300» إلى سوريا «يمثل عامل ردع يحول دون تدخل قوى خارجية في النزاع»، مضيفة أن موسكو ترى أن مثل هذه الخطوات تساهم في ردع بعض «الرؤوس الساخنة» عن دراسة سيناريو تدويل النزاع بمشاركة القوى الخارجية، التي لا تعارض هذه الفكرة. وشددت الخارجية الروسية على أن «موسكو لا تنوي إعادة النظر في موقفها بهذا الشأن».
ومن جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إن منظومة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز «إس ــ 300» لم تغادر روسيا بعد في طريقها إلى دمشق، معربا عن أمله ألا تنفذ موسكو الصفقة. وقال: «أتمنى ألا تقوم بإرسالها، وإذا فعلت، لا سمح الله، فنحن نعرف ما سنفعل».
النمسا باقية
أعلنت النمسا أن سحب قواتها من هضبة الجولان ليس ضرورياً حتى الآن. وفي الوقت نفسه، قال نائب المستشار النمساوي ووزير الخارجية ميشائيل شبندليجر أمس في فيينا، إن الوضع لا يزال خطيرا. وأضاف شبندليجر أنه «يتعين الاستعداد، لكن ليس هناك حتى الآن ضرورة للانسحاب، لأنه ليس هناك ما يدعو لذلك حتى الآن». فيينا ــ د ب أ