استفاق العراقيون على تفجيرات جديدة في العاصمة بغداد والموصل راح ضحيتها ما لا يقل عن 16 شخصا رغم الطوق الامني بعد يوم دام قتل في خلاله اكثر من 69 شخصا، في وقت حذرت الأمم المتحدة الزعماء العراقيين من أن العراق سينزلق نحو مرحلة مجهولة ومحفوفة بالمخاطر، إذا لم تتخذ إجراءات فورية لمواجهة العنف الذي تفاقم أخيرا.
وأدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر موجة التفجيرات التي وقعت في عدة مناطق تجارية في بغداد أمس وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من العراقيين الأبرياء.
وقال كوبلر، في بيان، إنه سيواصل تذكير الزعماء العراقيين بأن البلاد تنزلق نحو مرحلة مجهولة ومحفوفة بالمخاطر إذا لم يتخذوا إجراءات فورية لوقف العنف، وحضّ الزعماء العراقيين على القيام بكل ما هو ممكن لحماية المدنيين العراقيين، لأن مسؤولية وقف سفك الدماء تقع على عاتقهم.
يوميات العنف
وفي جديد يوميات العنف، قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب حوالى 14 اخرين بجروح في انفجار عبوة ناسفة داخل حافلة ركاب في مدينة الصدر.
وقال مصدر في وزارة الداخلية، المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان « ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب حوالي 25 اخرين بجروح اثر انفجار عبوة داخل حافلة ركاب في مدينة الصدر». وأضاف أن «قوة أمنية طوقت مكان الحادث ونقلت المصابين إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج وجثث القتلى إلى الطب العدلي، فيما فتحت تحقيقاً لمعرفة الجهة التي تقف وراءها».
من جهة أخرى، انفجرت سيارة مفخخة قرب فندق فلسطي في منطقة السعدون وسط العاصمة بغداد أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين.
إلى ذلك، قتل معاون مدير استخبارات شرطة نينوى وثلاثة ضباط اخرين بانفجار عبوة ناسفة جنوب الموصل. وذكر مصدر امني أن «عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق في ناحية حمام العليل جنوب الموصل انفجرت مستهدفة سيارة تقل أربعة ضباط مما اسفرت عن مقتل المقدم فارس الراشدي معاون مدير استخبارات شرطة نينوى و ثلاثة ضابط اخرين».
واضاف المصدر ان «الضحايا تعرضوا الى الانفجار أثناء عودتهم من الواجب».. في وقت قال مصدر في شرطة محافظة ديالى إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على مزارع قرب منزله بأطراف قرية الكبة شمال شرق بعقوبة ما أدى إلى مقتله في الحالي، فيما قتل الجيش العراقي مسلحا قيل إنه يقود صهريجا مفخّخا كان ينوي تفجيره على نقطة أمنية، كما قتل الجيش مسلحا واعتقل اثنين آخرين في عمليات أمنية نفذها في بغداد وبابل.
وكانت بغداد شهدت أول من أمس اختراقا امنيا واسعا بموجة تفجيرات بسيارات مفخخة اسفرت عن مقتل 69 شخصاً. وسبق هذا الاختراق اختراق أمني آخر في يوم الاثنين الذي سبقه (20 مايو) عندما شهدت أربع محافظات تفجير 15 سيارة مفخخة منها تسع مفخخات في محافظة بغداد وست مفخخات في ثلاث في كل من البصرة وصلاح الدين وبابل.
إجراءات مشددة
في الأثناء، فرضت الأجهزة الأمنية إجراءات «وقائية» مشددة في أغلب مناطق العاصمة بغداد بعد سلسلة الانفجارات التي شهدتها الاثنين. وقال مصدر أمني إن «قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية انتشرت وبكثافة منذ صباح أمس وسط بغداد اثر سلسلة الانفجارات الدامية التي وقعت في مختلف مناطق العاصمة»، مشيراً إلى أن «عناصر القوات المشتركة انتشروا على مقربة من المنطقة الخضراء ونصبت السيطرات المتحركة في الشوارع الفرعية والرئيسية، فضلاً عن تشديد التفتيش عند مداخل ومخارج الأحياء السكنية وبوابات دخول السيارات القادمة من المحافظات»
وأوضح المصدر أن «القوات الأمنية عمدت إلى زيادة عدد نقاط التفتيش وإغلاق بعض الطرق والمناطق وخاصة التي توجد فيها مؤسسات الدولة الرسمية والأسواق ودور العبادة، تحسباً من تعرضها لهجمات خلال الأيام المقبلة». من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع العثور على ثلاثة منازل مفخخة وكمية كبيرة من العتاد والمتفجرات واعتقال شخصين خلال عملية أمنية غرب الموصل.
عودة «المليشيات» تثير هلع بغداد
منذ عدة أيام وبغداد تعيش في حالة رعب وهلع كبيرين بسبب عودة نشاط المليشيات الطائفية الإرهابية، وبوجود قوات الأمن العراقية، وتحت أنظارها، بارتكاب جرائم خطف في معظم شوارع بغداد، وكانت حصة الكرخ والأقضية التابعة لها هي الأكثر شهودا لمثل هذه الأحداث.
وتشهد منطقة الغزالية حالة من الهلع بعد أن فرضت عليها هذه المليشيات طوقا، وأغلقت المنفذين الوحيدين المؤديين إلى المنطقة، وقد تواجدت هذه المليشيات على مدخل الغزالية الرابط بالخط السريع والرابط بين بغداد والأنبار، وهي تقوم بخطف المواطنين على الهوية، وكذلك أغلقت المنفذ الآخر الرابط بمدينة الشعلة، حيث تعتبر معقل ومنطلق هذه المليشيات، ومكان إعدام الضحايا.
كما تشهد منطقة أبو غريب ومنذ يوم الاثنين، حصارا مماثلا تم فيه غلق مدخلها على جسر الزيتون وعلى الطريق الرابط بين هذا القضاء ومدينة الشعلة، حيث تم اختطاف اثنين من أهالي أبو غريب وتحت رقابة قوات لواء المثنى، التي توجد مفرزة منه على هذا الجسر.
وتتركز أعمال الخطف التي تتم بمفارز ترتدي زي الشرطة أو الجيش وكثير من الحالات ترافقهم سيارات «كوستر» مظللة تستخدم لنقل المخطوفين ومنها المفارز التي تتواجد باستمرار في ساحة اللقاء والشارع العام، وكذلك ما يحدث في حي العامل والسيدية والدورة والزعفرانية وجسر ديالى التي تشهد حملات اغتيالات بواسطة الأسلحة الكاتمة وغير الكاتمة.
وحسب المراقبين، إن كل هذه الحالات وغيرها التي عمت كامل مدينة بغداد والارتفاع الكبير بعدد الضحايا من المغدورين، فإن المواطن هو الذي يعاني من هذه الحالة، فيما يعم الغضب الشديد الشارع البغدادي لأن الحكومة مازالت تلتزم الصمت، إلا بتصريح صدر عن وزير الأمن الوطني الموجود في عمان حاليا في أجابته عن سؤال حول نشاط المليشيات، قال فيه إن حكومته ستتخذ إجراءات خلال الأيام القادمة لمحاربة الإرهابيين، وهذا التصريح قد يقصد به العمليات التي يقوم بها الجيش في الأنبار.
