مع سيطرة الهدوء على الشمال، بعد أن بسط الجيش اللبناني سيطرته على الأحياء الملتهبة في طرابلس، بدأت بوادر اشتعال في الجبهة الجنوبية بعد إطلاق صاروخ استهدف مستوطنة إسرائيلية على الحدود مع لبنان، بالتزامن مع مناورات عسكرية كبرى في إسرائيل، تهدف إلى محاكاة رد الفعل في حال تعرض إسرائيل لهجوم بالصواريخ، يشمل الرؤوس الحربية غير التقليدية.
وقالت مصادر أمنية لبنانية وسكان إن صاروخا أطلق من جنوب لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة أمس، وتحدث سكان مستوطنة المطلة على الحدود مع لبنان عن سماع صوت انفجار.
وقالت ناطق عسكرية اسرائيلية إنه «سمع صوت انفجار. الجنود يمشطون المنطقة. لايزال يجري التحري عن سبب الانفجار».
وقال مصدر عسكري اسرائيلي آخر إنه من المحتمل ان يكون الانفجار ناجم عن قذيفة مورتر، فيما قال سكان في بلدة مرجعيون اللبنانية التي تقع على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية انه كان بإمكانهم سماع صوت إطلاق الصاروخ من البلدة.
وقالت مصادر عسكرية لبنانية «إن الصاروخ اطلق من قرية عيتات في منطقة جبل لبنان»، جنوبي شرقي الضاحية الجنوبية لبيروت.
هدوء طرابلس
في الأثناء، سادت حالة من الهدوء الحذر على مختلف محاور الاشتباكات التقليدية في طرابلس (شمال لبنان) بعد نحو أسبوع من الاشتباكات المسلحة وسقوط العديد من القتلى والجرحى، لاسيما مناطق التبانة، جبل محسن، البقار، الريفا، الشعراني المنكوبة، وذلك بعد انتشار الجيش في مختلف هذه المناطق وإقامته حواجز ثابتة وتسييره لدوريات مصفحة، فيما انسحب المقاتلون وأزيلت المظاهر المسلحة كافة.
كما فتح الطريق الدولي، الذي يربط طرابلس بعكار، والذي أغلق بسبب أعمال القنص، وهو متاح حاليا للمرور والحركة.
وبدأ عدد كبير من الأهالي بالعودة إلى منازلهم وتفقد ممتلكاتهم، ليتكشف حجم الدمار الهائل الذي لحق بالأبنية والسيارات، فضلا عن عدد من المنازل والمحال التي التهمتها النيران، وأعيد افتتاح عدد من المدارس، كما فتحت المؤسسات التجارية في طرابلس، التي شهدت شوارعها حركة سير شبه طبيعية.
استعدادات
من جانب آخر، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي الميجور جنرال أمير ايشيل إن إسرائيل تتخذ الاستعدادات لاحتمال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ايشيل، في تقرير حول الأوضاع الاستراتيجية في المنطقة، قدمه أمس لضباط كبار سابقين في الجيش الأميركي يزورون إسرائيل، إن تل أبيب ستعمل على إحباط أي محاولة نقل وسائل قتالية متطورة من سوريا إلى تنظيمات في المنطقة، وفي مقدمتها حزب الله اللبناني، كاشفاً عن أن حزب الله نقل خلال الفترة الأخيرة جميع الوسائل القتالية الموجودة بحوزته إلى مناطق مأهولة وذلك في محاولة منه لتجنب هجوم إسرائيلي.
تدريب
في الأثناء، باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء تدريب عسكري يغطي أنحاء البلاد لمحاكاة رد الفعل في حال تعرض إسرائيل لهجوم بالصواريخ، يشمل الرؤوس الحربية غير التقليدية.
ويشارك الجيش ووزارة الدفاع وسلطة الطوارئ الوطنية والبلديات ومنظمات الإنقاذ في التدريب «نقطة التحول 7»، الذي يستمر حتى يوم غد الأربعاء.
وصدرت تعليمات لجميع سكان البلاد الذين يبلغ تعدادهم ثمانية ملايين نسمة بالإسراع إلى الأماكن الآمنة والملاجئ أو أماكن وقوف السيارات تحت الأرض، والبقاء هناك لعشر دقائق.
ولن تطلق صافرات الإنذار في التجمعات القريبة من قطاع غزة بناء على طلب المجالس المحلية، التي قالت إن ذلك من شأنه أن يسبب توترا وقلقا بين السكان الذين يتعايشون مع الهجمات الصاروخية المتكررة وقذائف الهاون التي يطلقها المقاتلون الفلسطينيون من القطاع.
وذكرت ناطق باسم الجيش الإسرائيلي في تل أبيب أنه سيجرى تدريب على عمليات الإخلاء، يشمل المدارس ورياض الأطفال والقواعد العسكرية والمكاتب الحكومية.
ويعتزم الجيش الإسرائيلي اليوم اختبار برنامج «الرسالة النصية الشخصية» الذي يتضمن رسائل إنذار عبر الهواتف الخلوية للمدنيين. وجرت تدريبات مماثلة في الربيع على مدار الأعوام السبعة الماضية.
قباني: الصواريخ على الضاحية تستهدف تفجير لبنان
قال مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني أمس إن حادثة اطلاق صاروخين من نوع «غراد» باتجاه الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت أول من امس دليل على بداية مرحلة جديدة تأتي في سياق تفجير لبنان.
وفي مؤتمر صحافي أمس، اعتبر قباني ان «اطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية لبيروت دليل على بداية مرحلة جديدة تأتي في سياق تفجير لبنان من داخله بوجه الجميع».
ودعا أبناء الضاحية واللبنانيين إلى قراءة هذه الحادثة قراءة صحيحة والوعي بأهدافها وعدم الاستسلام لحالات الانفعال ورد الفعل وتحقيق هدف من يقف خلف هذه الواقعة الخطيرة.
وأضاف ان «التفلت الأمني الحاصل في طرابلس يشكل خطرا أمنيا على أهلنا في الشمال لأن اهل طرابلس صاروا معرضين للقتل او الاصابة او التهجير في اي وقت»، مضيفاً أن «مسؤولية ردع المتقاتلين تقع على عاتق الدولة ويتوجب على الجهات الأمنية إيقاف النار فورا».
وأكد المفتي أهمية وحدة اللبنانيين، وقال «ينبغي على اللبنانيين ان يتحدوا»، معتبرا ان هذه الوحدة تشكل الرادع الوحيد لأطماع اسرائيل ومخططاتها.
488000
سجل عدد النازحين السوريين إلى لبنان ارتفاعا جديدا في نهاية الأسبوع الماضي، حيث بلغ 488 ألف نازح، يتوزعون على العاصمة بيروت، والبقاع شرقي لبنان، وشماله، وجنوبه.
وأظهر تقرير أسبوعي دوري، صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، أنه تم تسجيل أكثر من 16 ألف شخص لدى المفوضية خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف التقرير أن عدد النازحين السوريين إلى لبنان، الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها، والمسجلين لدى المفوضية ، أو الذين أعلموا المفوضية بأنهم يرغبون بتسجيل أسمائهم، بلغ 488 ألف نازح.
وأشار إلى وجود أكثر من 399 ألف شخص من النازحين المسجلين لدى المفوضية، و89 ألف شخص في انتظار التسجيل.
ويتوزع النازحون السوريون بحسب التقرير على مختلف المناطق اللبنانية، على الشكل التالي: شمال لبنان: 154 ألف نازح، البقاع: 138 ألف نازح، بيروت وجنوب لبنان: 63 ألف نازح، وجنوب لبنان: 43 ألف نازح سوري. د ب أ
