تجددت رحى المعارك الدامية بين حيي جبل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس اللبنانية أمس لليوم الخامس على التوالي لتودي بحياة سبعة أشخاص، ما يرفع حصيلة المواجهات إلى 19، فيما لوحظ دخول مدفعية «الهاون 81» والقنابل المضيئة الى ميدان المعركة واستعمالها بكثافة في الاشتباكات.

وقال شهود عيان أمس إن الاشتباكات بين الحيين جرت بكافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف المورتر، في أعقاب فشل مساعي التهدئة بين الطرفين والتي حاولت قيادات طرابلسية القيام بها بين المتقاتلين، لافتين إلى أن حالة من الهدوء الحذر تسود المدينة امس بعد ليلة خامسة من الاشتباكات الدامية.

مدفعية الهاون

واشتدت ضراوة الاشتباكات من ليل الأربعاء حتى فجر أمس، حيث حصدت المواجهات الجديدة سبعة قتلى على الأقل وأكثر من 30 جريحا. ولوحظ دخول مدفعية الهاون الى ميدان المعركة واستعمالها بكثافة في التراشق الذي طال المنازل الواقعة بعيدة نسبيا عن خطوط التماس، ما دفع بعض ائمة المساجد الى التوجه للسكان عبر مكبرات الصوت والمآذن للطلب منهم النزول الى الملاجئ أو الطوابق السفلية حفاظا على سلامتهم. وعكست حدة المعارك شراسة الاشتباكات، في حين استعملت القنابل المضيئة لاستكشاف مصادر القصف المدفعي في خطوة هي الأولى من نوعها. كما وسع الجيش من انتشاره وعمدت عناصره إلى الرد على مصادر النيران.

اجتماع أمني

وفي إطار محاولة تطويق الوضع الامني، ترأس المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللبناني بالوكالة العميد روجيه سالم اجتماعا أمنيا في مكتب قائد منطقة الشمال العميد محمود عنان لمتابعة الوضع الأمني في طرابلس، فيما طالبت فعاليات المدينة بتدخل حاسم للجيش اللبناني، الذي يصعب عليه ضبط الأمور بدون أن يحظى بغطاء سياسي من كل الجهات.

وكان التوتر الأمني عاد إلى طرابلس شمال لبنان الأحد الماضي في معارك تعتبر الأعنف في تاريخ الصراع في تلك المدينة التي يتوافر فيها السلاح بأيدي الأفراد وفي ظل الصراع المذهبي بين أبنائها والذي تسارعت وتيرته في ظل الأزمة السورية وخاصة بين منطقتي باب التبانة ذات الاغلبية السنية والمؤيدة للثورة السورية، وجبل محسن، ذات الاغلبية العلوية، والمؤيدة للنظام السوري. وبلغ عدد الجرحى في غضون ايام من المعارك 177 شخصا من بينهم 31 جريحا للجيش اللبناني، فيما بلغ اجمالي القتلى 19 شخصا من بينهم اثنان من العسكريين.