شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي عقد أمس في العاصمة الأردنية عمان بحضور ممثلو 11 دولة يشكلون المجموعة الأساسية في التكتل، استباقاً للترتيبات التي تهيئ لتنظيم مؤتمر «جنيف 2»، وفي حين خيّر رئيس الدبلوماسية الأميركية جون كيري رئيس النظام السوري بشار الأسد بين إبداء التزامه بالحل السياسي أو زيادة دعم المعارضة، شدد نظيره البريطاني وليام هيغ على إسقاط خيار بقاء الأسد من أي حل مستقبلي.
وناقش الاجتماع تطورات الأوضاع في سوريا ودعوة قطر لعقد اجتماع عاجل للجامعة العربية في سبيل دعم المعارضة، كما ناقش الاجتماع تنسيق المواقف بين الدول المشاركة في تكتل «أصدقاء سوريا» قبيل انعقاد مؤتمر «جنيف2».
واستبق كيري الاجتماع بلقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ونظيره الأردني ناصر جودة.
ودعا كيري في مؤتمر صحافي وجودة رئيس النظام السوري إلى «الالتزام بالسلام»، واصفاً ما يحصل في سوريا بأنه «طعنة في ضمير العالم، لذلك نحن ملتزمون بمحاولة العمل من أجل إيجاد نهج محدد لتنفيذ مؤتمر جنيف1».
وأشار كيري الى ان ذلك «من شأنه أن يسمح للشعب السوري باختيار مستقبله»، موضحاً أن «هناك حاجة ملحة لوقف سفك الدماء».
وأردف وزير الخارجية الأميركي: «حققت القوات السورية مكاسب ميدانية في الأيام الماضية لكنها مؤقتة جداً»، قبل أن يندد بـ«ضلوع حزب الله في الأزمة السورية عبر انتشار آلاف من مقاتليه في سوريا ومحاولته جر لبنان إلى الحرب».
واستطرد: «إذا لم يكن الأسد مستعداً للتفاوض على حل سلمي فستبحث أميركا وآخرون زيادة الدعم للمعارضة السورية». وأضاف أنه «إذا استمرت الأزمة، فسنشهد المزيد من المجازر وتفككاً للدولة السورية».
أما جودة، فأكد بدوره أن «الحل السياسي هو الحل الأمثل الذي يضمن حل النزاع ووقف العنف والدمار ومسلسل سيل الدماء في سوريا»، معرباً عن «القلق» من وجود مقاتلين أجانب.
موقف هيغ
كذلك، عقد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لقاءً بنظيره الاردني، حيث أكد في مؤتمر صحافي أن «موقف المملكة المتحدة يقول إن الاسد يجب أن يرحل وإنه ليس بإمكاننا رؤية اي حل ينطوي على بقائه».
واضاف: «إذا كان النظام السوري يعتقد ان بإمكانه تحقيق انتصار عسكري والعودة إلى الوضع السابق، فأنا أعتقد أنه يرتكب خطأ فادحاً وكارثياً»، مشيرا الى أنه «ينبغي أن يكون هناك حل سياسي، بغض النظر عن الوضع على الارض».
موقف جودة
بدوره، قال جودة: إن الاجتماع أتى «لاستكمال مسعى الدخول في مسار سياسي يضمن إنهاء حالة العنف ويضمن عودة الاستقرار».
واضاف أن «هناك خلافاً كبيراً حول الرحيل قبل البدء بمفاوضات او عدم الرحيل وشروط ذلك»، مشيرا الى ان «نقطة التحول كانت ان نعود الى تطبيق المبدأ الاساسي في اعلان جنيف1 وهو تشكيل حكومة انتقالية بشكل متفق عليه بين الاطراف».
وعقب المؤتمر الصحافي، التقى هيغ العاهل الأردني، حيث بحث وإياه العلاقات الثنائية وملفات المنطقة، وخاصة الوضع السوري، حيث أكد العاهل الأردني أن «تزايد أعداد اللاجئين السوريين يضع أعباء إضافية متزايدة على الأردن، الأمر الذي يستدعي استمرار المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لدعم إمكانات المملكة وقدراتها»، محذراً من جهة أخرى من «مغبة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأماكن المقدسة في القدس، وخطورة ذلك على فرص إحياء عملية السلام».
إلى ذلك، تشارك الإمارات اليوم (الخميس) في الاجتماع الطارئ الذي تعقده اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية على المستوى الوزاري برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لمناقشة تطورات الاوضاع في سوريا في ضوء الدعوة المطروحة لعقد المؤتمر الدولي «جنيف2» لإيجاد حل سياسي للازمة السورية.
وأكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في تصريح له أهمية هذا الاجتماع الذي يأتي بناء على طلب دولة قطر الرئيس الحالي للقمة العربية، لافتا الى أنه سيستعرض أمام الاجتماع الجهود المبذولة والاتصالات واللقاءات التي اجراها مع المعارضة السورية ومع الاخضر الابراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا والاطراف المعنية بالأزمة السورية.
وتضم اللجنة قطر رئيسا وعضوية كل من الجزائر والسودان ومصر وسلطنة عمان والعراق والامين العام للجامعة العربية بالإضافة الى انضمام عدد من الدول العربية اليها وهي: الامارات والبحرين والسعودية والكويت.
لافروف: المعارضة لم تظهر التزاماً تجاه السلام
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن المعارضة السورية «لم تظهر حتى الآن التزاما كافيا تجاه الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف للسلام مع نظام الرئيس بشار الأسد».
وقال لافروف في تصريحات خلال محادثاته مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو: «نثمن رد الفعل البناء من جانب القيادة السورية على هذا المقترح (المؤتمر)».
ومضى يقول: «نأمل أيضا في أن يتبعه رد فعل بناء من جماعات المعارضة المختلفة، لكن حتى الآن الأنباء ليست مشجعة، وعلى وجه التحديد، وحسب التقديرات الاولية، لم يتخذ خلال اجتماعات جزء المعارضة في مدريد اي قرار بشأن المشاركة بدون شروط مسبقة».
بدوره، أكد المقداد سعي نظامه الى «وقف فوري للنار»، معربا عن «اسفه من عدم اشتراك الجميع في السعي للتوصل الى تسوية سلمية للوضع».
وثمن مقداد النتائج التي تم التوصل لها خلال الاتصالات الاخيرة لروسيا بالجانب الاميركي، لافتا الى انها «تعتبر حدا حاسما للتغلب على الصعاب التي تواجهها سوريا». وكان نائب وزير الخارجية السورية أجرى في موسكو محادثات مع وزير الخارجية الروسي بشان عقد مؤتمر «جنيف 2».
وأفادت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء ان المقداد ولافروف «ناقشا التحضيرات لعقد مؤتمر السلام الذي اتفق على عقده وزير الخارجية الروسي ونظيره الاميركي جون كيري في وقت سابق من هذا الشهر».
ولم تكشف الوكالة عن مزيد من التفاصيل. يشار إلى أن الائتلاف الوطني السوري المعارض سيجتمع اليوم الخميس في مدينة اسطنبول التركية لتحديد موقفه من المشاركة في مؤتمر.
