تصاعدت حدة ونوعية الاعتداءات التي يتعرض لها أعضاء حملة «تمرد» في المحافظات المصرية، مع تزايد عدد التوقيعات التي جمعتها الحملة المطالبة بسحب الثقة عن الرئيس محمد مرسي، وهاجم مسلحون يحملون الأسلحة البيضاء أعضاء الحملة أثناء جمع التوقيعات بالقليوبية، فيما اعتدى شباب الإخوان على منسقي الحملة في السويس، في وقت أكد ناطق باسم حركة شباب 6 أبريل جمع نصف مليون توقيع حتى اللحظة لصالح الحملة.
وكان أبرز الموقعين على استمارة سحب الثقة من مرسي أمس، قيادي بالجماعة الإسلامية بقنا، فيما سعى إسلاميو الغربية لمهاجمة تنامي «تمرد» بجمع توقيعات خلال مناطق بيع اللحوم بالقرى.
وقال الناطق الإعلامي لحركة 6 أبريل في القليوبية محمد حمدي: «إن أعضاء الحملة تعرضوا لمحاولة الاعتداء بالسلاح الأبيض من قبَل مجهولين خلال فعالية في منطقة «إسكو» شبرا الخيمة»، مؤكداً أن المحاولة فشلت بعد تدخل السكان، لافتاً إلى أن أنهم جمعوا 17 ألف توقيع من سكان المنطقة خلال الفعالية.
وفى السويس، اتهمت حملة «تمرد» جماعة الإخوان بالتعدي بالضرب والسب على خمسة من أعضائها أثناء جمعهم توقيعات السكان بالمحافظة. وقال منسق الحملة بالسويس مصطفى السويسي: «إن ملتحياً تعدى بالضرب والسب على خالد محسن عضو الحملة أثناء قيامه بجمع التوقيعات من رواد مقهى «التليغراف» بمنطقة النمسا بالسويس، مما تسبب في إصابته بكدمات في الظهر».
وأضاف أن «الإخوان» تعدوا على كل من محمد جمال ورامي محمد ورشدي أحمد، وشخص آخر كان بصحبتهم، أثناء جمع توقيعات من إحدى الجمعيات الأهلية بحي الأربعين. وكشف السويسي عن ارتفاع عدد التوقيعات التي جمعتها الحملة من المحافظة لـ12 ألف توقيع.
وفي الغربية، أعلنت الحملة عن ارتفاع عدد التوقيعات التي جمعتها من المحافظة لـ380 ألفاً، ونظمت أمس وقفات مفاجئة وعروض إضافة إلى مواصلتها فعاليات حملة طرْق الأبواب في القرى.
وفى قنا، جمعت «تمرد» 14 ألف توقيع، وكان من أبرز الموقعين رجل الدين عواد محمد علي أحد أعضاء الجماعة الإسلامية بقنا الذي قال في تصريحات صحفية بعد توقيعه على الاستمارة: «أنا متمرد من أيام مبارك، واعتُقلت لمدة 13 سنة بسبب تمردي ضد ظلمه وطغيانه، واليوم أرى ذلك في ظل مرسى»، وعلق متهكماً: «مرسى هو مبارك ومفيش فايدة يا صفية».
اعتداءات مستمرة
وفى البحر الأحمر، جمع منسقو «تمرد» ثمانية آلاف توقيع من مدن الغردقة وسفاجا والقصير ورأس غارب.
وفى الفيوم، غزت «تمرد» قرى ونجوع مراكز المحافظة، ووقع عدد من قيادات الأحزاب السياسية، ومن بينها الوفد، على استمارة سحب الثقة من الرئيس، وفى دمياط، قال طارق جمعة، منسق الحملة إنهم جمعوا ما يزيد على 21 ألف توقيع لسحب الثقة من الرئيس حتى الآن، ونظم أعضاء الحملة وقفة احتجاجية أمام مديرية التربية والتعليم اعتراضاً على اعتداء وكيل وزارة التربية والتعليم -المنتمي للإخوان- وعدد من موظفيه على ناشطات بالحملة.
وفى الإسكندرية، التحق أبو العز الحريري، المرشح الرئاسي السابق، بالموقعين على استمارة تمرد، مؤكداً أن الحملة تمثل حلاً حقيقياً للخروج من الأزمة والنفق المظلم الذى وصل إليه المصريون بعد قرابة السنة على حكم الرئيس «الإخواني». وفى بورسعيد، قالت الحملة إن التوقيعات التي تم جمعها حتى أمس، تجاوزت 100 ألف.
وفى أسيوط، ارتفع عدد التوقيعات التي جمعتها الحملة إلى 15 ألف توقيع.
نصف مليون توقيع
في السياق، كشف الناطق باسم حركة شباب 6 إبريل خالد المصري، عن تخطي عدد التوقيعات التي تجمعها الحركة ضمن فعاليات حملة «تمرد» التي تسعى لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حاجز النصف مليون توقيع.
وأضاف المصري أن «الحركة مازالت مستمرة في جمع التوقيعات من خلال مجموعاتها في كافة المحافظات، بالتنسيق مع باقي الحركات والقوى التي تشارك في الحملة، كما تجمع الحركة التوقيعات من المصريين في الخارج عن طريق مجموعات فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وأميركا وسويسرا» .
60 توكيلاً من أمهات ضحايا الأمن لمحاكمة مرسي دولياً
حصلت الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر على 60 توكيلاً رسمياً من أمهات ضحايا رصاص الأمن في عهد الرئيس محمّد مرسي ضمن الملف الذي أعدته اللجنة القانونية للحملة لمقاضاة مرسي دوليًا أمام المحكمة الإفريقية، كخطوة على طريق التقدم بالملف للمحكمة الجنائية الدولية.
وكان آخر من حرر التوكيلات الرسمية لرئيس اللجنة القانونية للجبهة الشعبية باسم محمود، هي أم الشهيد محمد الجندي الذي توفي في فبراير الماضي متأثرًا بجراحه في قسم العناية المركزة بمستشفى الهلال، بعد اتهام عناصر من جماعة الإخوان المسلمين بالتورط في قتله وتعذيبه بمعسكر الجبل الأحمر للأمن المركزي، كما حررت أم الشهيد جابر صلاح جابر (جيكا)، عضو حركة 6 أبريل، الذي توفي بعد أن توقف قلبه عن النبض بعد اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين بشارع محمد محمود.
وكانت «الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر» بدأت التواصل مع المحكمة الجنائية الدولية والإفريقية بهدف تقديم الرئيس محمد مرسي ونظامه الحاكم إلى المحاكمة بعد سقوط 143 قتيلاً في عهده الذي لم يتعد سنة حتى الآن، أسوة بفتح المحكمة الدولية للتحقيقات مع رئيس ساحل العاج الذي سقط في عهده 166 شخصًا.
وجمع طارق محمود المحامي، ملف وأدلة قال إنها «تؤكد تورط النظام الحالي في ارتكاب جرائم قتل المتظاهرين، والتعدي وإصابة المتظاهرين السلميين والاعتداء على الإعلاميين والصحفيين، وغيرها من الانتهاكات في حق الشعب المصري تمهيداً لعرض هذا الملف على المحكمة».
وأشار إلى أن فريق كبير من الخبراء القانونيين، عكف على إعداد ملف الشهداء، لتقديمه للمحكمة، بعد أن سيطرت جماعة الإخوان المسلمين على القضاء المصري، ومنعت إصدار أي أحكام من شأنها القصاص من مرتكبي الجرائم التي تشهدها الدولة منذ وصولهم إلى الحكم.
وطالب القيادي بالحركة، جموع المصريين، بالتقدم بأي معلومات حول انتهاكات الجماعة أو حزبها السياسي الحرية والعدالة أو الرئيس محمد مرسي وحكومته برئاسة هشام قنديل «التي تسببت في مقتل الشهداء من أبناء الوطن لضمها إلى ملف القضية»، متوقعًا أنه «كلما تأخر فتح باب التحقيق في القضية، ستزداد أعداد الشهداء والمصابين بسبب سياسات الحزب الحاكم ورئيسه».
إنذار الرئيس
قال منسق حملة «تمرد المحامين» في محافظة البحيرة هيثم السيد عبدالعزيز، إن الحملة بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، لإرسال إنذار على يد محضر لكل من رئيس الجمهورية محمد مرسي، ورئيس الوزراء هشام قنديل، لإخطارهما بحضور الجمعية العمومية للشعب المصري يوم 30 يونيو المقبل أمام قصر الاتحادية، لسحب الثقة من الحكومة وعزل الرئيس والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل حكومة توافقية تمثل كافة أطياف المصريين، وتفويض رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة شؤون البلاد.
وقال منسق حملة «تمرد المحامين»، إنه سيتم تسليم الإنذار إلى قلم المحضرين بمحكمة كفر الدوار، مشيراً إلى أن الإنذار هو إجراء قانوني لا بد منه، قبل أن تقوم الحملة برفع دعوى قضائية لسحب الثقة من الرئيس والحكومة.
