حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس من اي عمل يسبب مزيدا من زلزلة الاستقرار في سوريا اكثر وذلك في ختام مباحثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي نفذت بلاده ضربات جوية قرب دمشق مطلع الشهر الحالي. فيما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أمس ان اجتماعا لمجموعة «اصدقاء سوريا» على مستوى وزراء الخارجية سيعقد في الأردن منتصف الأسبوع المقبل، في حين ينتظر المراقبون عقد لقاءين حاسمين لكبار مسؤولي مجموعة الثلاث، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، غداً، فيما سيعقد لقاء آخر على مستوى المجموعة مع روسيا والصين، الجمعة في مكان لم يحدد بعد.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله، في معرض حديثه عن نتائج محادثاته مع نتانياهو، في مقر إقامته بمنتجع سوتشي، إن «السبيل الوحيد لمنع تنفيذ السيناريو السلبي في سوريا هو وقف فوري للنزاع المسلح والتحوّل للحل السياسي. ومن المهم بمكان في هذه المرحلة الامتناع عن القيام بأية أعمال تؤدي إلى زلزلة الوضع»، مضيفاً القول: «اتفقنا مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) على استمرار الاتصالات الشخصية وعلى مستوى المخابرات».
وأشار بوتين إلى أنه ورئيس الوزراء الإسرائيلي يريان أن استمرار النزاع المسلح في سوريا غير محمود العواقب لسوريا والمنطقة.
وكان متوقعاً أن يتركز اللقاء بين بوتين ونتانياهو على صفقة بيع صواريخ الدفاع الجوي الروسية «إس ـ 300» إلى سوريا.
ويُعتقد أن نتانياهو توجه إلى روسيا في مهمة إقناع القيادة الروسية بالعدول عن توريد صواريخ الدفاع الجوي إلى سوريا.
أصدقاء سوريا
على صعيد متصل أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أمس ان اجتماعا لمجموعة «اصدقاء سوريا» على مستوى وزراء الخارجية سيعقد في الأردن منتصف الأسبوع المقبل.
وقالت الناطق باسم الوزارة صباح الرافعي إن «المجموعة الأساسية ضمن أصدقاء سوريا، والتي تضم الأردن ووزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وايطاليا ستعقد اجتماعا في الأردن منتصف الأسبوع المقبل»، مضيفة أنه «من المقرر ان يعقد اجتماع لكبار المسؤولين في عمان عشية انعقاد اجتماع المجموعة الأساسية لأصدقاء سوريا».
وقال مصدر دبلوماسي ان اجتماع الأردن سيضم على المستوى الوزاري الدول الأعضاء في مجموعة «اصدقاء سوريا».
اجتماعات مكثفة
من جانب آخر سيعقد اجتماع لكبار مسؤولي مجموعة الثلاث، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، غداً، فيما سيعقد لقاء آخر على مستوى مجموعة الخميس، مع روسيا والصين، الجمعة، في مكان لم يحدد بعد.
واتفقت موسكو وواشنطن على استئناف عملية جنيف، اي الاتفاق الذي وقع في 30 يونيو 2012 في سويسرا بين القوى الكبرى حول انتقال سياسي في سوريا.
لكن هذا الاتفاق لم يطبق أبدا بسبب الغموض حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تطالب المعارضة برحيله كشرط مسبق لأي مفاوضات.
واكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من أمس في ستوكهولم ان المعارضة في سوريا ستحصل على «دعم اضافي» اذا رفض بشار الأسد المشاركة في مؤتمر دولي حول سوريا ترغب واشنطن في عقده.
لافتا إلى أنه «اذا اخطأ في حساباته في هذا الخصوص كما يخطئ في حساباته بشأن مستقبل بلاده منذ سنوات، من الواضح ان المعارضة ستحظى بدعم اضافي، سيكون هناك جهود اضافية، وللأسف لن يتوقف العنف». ولم يوضح كيري شكل هذا الدعم ولا الطرف الذي سيقدمه الى المعارضة.
فرصة
وكرر كيري انه يأمل في ان يعقد المؤتمر مطلع يونيو. وقال: «الآن يقرر الرئيس الأسد اذا كان سيشارك في المؤتمر»، مضيفاً القول «نأمل في أن تكون لدينا فرصة الجلوس الى هذه الطاولة. اذا قرر الأسد عدم المشاركة سيرى العالم كم ان كلامه فارغ من المعنى وكذلك نواياه».
وأشار كيري إلى ان تحديد موعد الاجتماع أمر يرجع للأمم المتحدة، لكنه توقع انعقاده في أوائل يونيو، مشيرا إلى إنجاز قدر كبير بالفعل من العمل تجاه إجراء المفاوضات، مضيفا القول: «تحدثت مع كل وزراء الخارجية تقريبا في المجموعة الأساسية التي ستلتقي الأسبوع المقبل لوضع خطط هذا التفاوض. وأعضاء المعارضة على اتصال».
وقال كيري إنه تحدث مع العميد سليم إدريس القائد العسكري بقوات المعارضة، وإنه ملتزم بعملية التفاوض.
ومضى قائلا في مؤتمر صحافي في ستوكهولم، حضره رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلت: «لم تمض سوى خمسة أيام على هذا الإعلان والعمل يجري على قدم وساق».
وأضاف «عندما أعلنا الأمر قلنا إنه سيكون في نهاية الشهر أو أوائل يونيو. ونتوقع هذا بالضبط.. أن يعقد في أوائل يونيو ــ أرجو هذا ــ وهذا هو ما نتوقعه حاليا».
وعبر كيري مجددا عن رغبة الإدارة الأميركية في التوصل لتسوية سلمية للحرب الدائرة في سوريا منذ عامين، والتي قتل فيها 82 ألف شخص على الأقل، وفق تقديرات المعارضة.
غموض موقف
صرح وزير الإعلام السوري عمران الزعبي بأن مشاركة الحكومة السورية في المؤتمر الدولي الذي اتفق وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة مؤخرا على عقده «مرهونة بمعرفة التفاصيل والتطورات».
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الزعبي القول إن المشاركة «رهن بمعرفة التفاصيل والتطورات، ولكن القرار السياسي واضح وبديهي بالذهاب نحو حل سياسي، ودعم الجهود الدولية الإيجابية، وفي نفس الوقت مواجهة الإرهاب».
وقال الوزير في تصريحات صحافية إن سوريا «لن تكون طرفا على الإطلاق في أي عمل أو جهد سياسي أو حوار أو لقاء يمس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة السيادة الوطنية»، مضيفا أن «مسألة الرئيس وشكل الحكم والدستور هي في جوهر وصلب مفهوم السيادة الوطنية، والذي يقرر من هو رئيس البلاد وما هو شكل الحكم وكيف تجري العملية الداخلية هو الشعب السوري وصناديق الاقتراع فقط». أ ف ب
