في خطوة تصعيدية تعكس هشاشة الوضع الأمني من جهة وتزايد درجة الاحتقان بين الشرطة والجماعات المتشددة، استخدمت قوات الأمن التونسية القنابل المسيلة للدموع لتفريق المئات من السلفيين المتشددين خلال مواجهات عنيفة اندلعت في 3 مدن تونسية في وقت ينتظر أن تشهد الخلافات بين الحكومة والجماعات السلفية اتساعا الأسبوع المقبل على خلفية إصرار جماعة «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة تنظيم ملتقاها السنوي ١٩ الجاري.
وفي حين قال شاهد عيان إن مواجهات اندلعت الليلة قبل الماضية بسيدي حسين السيجومي في غرب تونس العاصمة عندما حاول عدد من رجال الأمن منع مئات السلفيين من نصب خيمة «دعوية» قبالة جامع بلال من دون الحصول على ترخيص قانوني،فرقت قوات الأمن أمس سلفيين حاولوا نصب خيام دعوة وتوزيع منشوراتهم في تطاوين ومدنين في جنوب شرق البلاد على ما افادت اذاعة "شمس اف.ام".
وافاد مراسل الإذاعة في المكان ان الشرطة فرقت سلفيين حاولوا نصب خيمة أمام مقر الولاية في تطاوين وأضاف ان الشرطة منعت أيضا بعض السكان من نصب خيمة في المكان نفسه تمهيدا لتظاهرة ضد البطالة.
وفي مدنين (480 كيلومتر جنوب شرق تونس) تجمع سلفيون في وسط المدينة منددين "بمضايقات" الشرطة.
توتر شديد
في الأثناء، ساد المنطقة المحيطة بجامع بلال في سيدي حسين السيجومي حالة من التوتر الشديد، حيث تدفق السلفيون عليها فيما تراجعت قوات الأمن لترتيب صفوفها بعد أن تجاوز عدد السلفيين الألف بحسب تقديرات رجال الأمن.
وتأتي هذه المواجهات فيما تعيش تونس على وقع تزايد حدة الاحتقان بين السلطات الرسمية والتيارات الدينية المتشددة على خلفية الأحداث الجارية في غرب البلاد المتعلقة بمطاردة عدد من السلفيين المسلحين.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي إن عناصر الأمن استعملوا قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق حوالي 300 سلفي حاولوا نصب خيمة دعوية غير مرخص لها أمام مسجد بلال في السيجومي... في حين قال رئيس مركز شرطة السيجومي فؤاد المؤدب في تصريح للتلفزيون الرسمي التونسي إن السلفيين حاولوا إحراق سيارات الأمن وأن الشرطة ضبطت لديهم «أسلحة بيضاء وسيوفا وزجاجات حارقة».
مواجهات منتظرة
في غضون ذلك، ينتظر أن تشهد الخلافات بين الحكومة والجماعات السلفية اتساعا الأسبوع المقبل على ضوء ما ستقرره الحكومة إزاء الملتقى السنوي لتنظيم «أنصار «الشريعة» في مدينة القيروان والمقرر ليوم 19 الجاري ، حيث لم تعط الحكومة موافقتها بعد، في حين أعلن التنظيم أنه سيتحدّاها في حالة الرفض ويعقد ملتقاه تحت حراسة الأنصار.
المرزوقي: تونس فيها مايكفي من المشايخ
انتقد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي توافد الدعاة ورجال الدين من دول المشرق العربي على بلاده، معتبراً أن تونس فيها «ما يكفي» من المشايخ.
وقال المرزوقي في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح جلسات الحوار الوطني حول الوضع الاقتصادي أول من أمس «نحن مع الدعاة التونسيين وليس مع الدعاة الذين يأتون من مكان آخر».
وأضاف «لنا ما يكفي من شيوخ جامع الزيتونة ومفكريها ليربحوا المعركة الفكرية ضد التطرف».
وجاءت تصريحات المرزوقي رداً على تصريحات لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، قال فيها ان المشايخ القادمين من الشرق العربي «هم الأقدر على محاربة الإرهاب» في تونس.
وكان الغنوشي قال خلال مؤتمر صحافي عقده الجمعة ان شيوخ الدين المشارقة الذين تستقدمهم جمعيات اسلامية تونسية «هم الأقدر على محاربة الإرهاب» في بلاده.
