ازدادت الضغوط على الرئيس اليمني عبدربّه منصور هادي من أجل اتخاذ قرارات بمعالجة الوضع في الجنوب لضمان نجاح مؤتمر الحوار، فيما أكد سفير المملكة المتحدة لدى صنعاء أن الانسحابات من المؤتمر لن تؤثر في أعماله أو نتائجه.
ومع تنظيم المشاركين في مؤتمر الحوار وقفة احتجاجية ضد محاولة اغتيال القيادي الكبير في الحراك الجنوبي ناصر النوبة في مدينة عدن ومطالبة الرئيس هادي بإصدار قرارات فورية بإعادة المبعدين الجنوبيين إلى أعمالهم وإلغاء عقد تمليك مؤسسات الدولة لرموز نظام الحكم السابق، رفض رئيس مؤتمر شعب الجنوب أحمد الصريمة العودة الى صنعاء إلا بعد تنفيذ تلك المطالب.
وقال الصريمة في تصريحات نشرت في صنعاء إن عودته إلى رئاسة مؤتمر الحوار ورئاسة فريق القضية الجنوبية، مرتبطة بتنفيذ النقاط التي اشترطها لمعالجة الوضع في الجنوب، وانه أبلغ بذلك الوفد الذي أرسله مؤتمر الحوار للقاء به في العاصمة العمانية مسقط بعد ان غادر صنعاء معلنا انسحابه من اعمال مؤتمر الحوار.
شروط
ويشترط الصريمة الإقرار بأن حرب صيف 1994 أنهت الوحدة السياسية المعلنة في 22 مايو 1990، والاعتراف بحق تقرير المصير لشعب الجنوب والاعتذار الرسمي عن تلك الحرب والإقرار الفوري بأن صنعاء ليست المكان الآمن للحوار بين الجنوب والشمال لحل قضية شعب الجنوب، والشروع الفوري بنقل الحوار إلى عاصمة خليجية أو أوروبية.
لا تأثير
من جهته، قال السفير البريطاني لدى صنعاء نيكولاس هوبتن إن الانسحابات لن تؤثر في مؤتمر الحوار وتمنى من الصريمة العودة إلى طاولة الحوار في أسرع وقت ممكن لأنه مثل بقية القادة في الجنوب لديه دور هام يلعبه وقال لكن الحوار لا يعتمد على وجود الصريمة.
وفي لقاء مع الصحافيين على هامش احتفال أقامه بمناسبة عيد الملكة اليزابيث الثانية، علّق السفير البريطاني على نقل القضية الجنوبية إلى الخارج من أجل مشاركة أكبر عدد من القادة الجنوبيين في الخارج بالقول ان بعض الشخصيات السياسية التي خارج إطار الحوار مثل علي سالم البيض وغيره يريدون أن يعملوا حواراً خارج نطاق الحوار الذي هو حاصل حالياً معرباً عن اعتقاده «انهم يقومون بغلطة، فما هو إلا حوار واحد وهو الحوار الوطني الشامل» والذي يتم وفقا للخطة الانتقالية للمبادرة الخليجية.
واضاف السفير البريطاني ان «الشيء الذي سمعه ان مجموعة العمل التي تخص قضية الجنوب سيكون لها اجتماعات في أماكن مختلفة قد تكون في سقطرى أو عدن أو تكون خارج اليمن»، لكنه اعتبر أن من المناسب جدا لمجموعة القضية الجنوبية ان تلتقي في الجنوب في مكان ما لأن ذلك سيساعد الجنوبيين على فهم أهمية هذه المجموعة، غير أنه جزم بأن هذا أمر يخص فريق عمل القضية الجنوبية وأن المجتمع الدولي لا يتدخل في ما يقرره اليمنيون حول مصيرهم.
وفي رده على سؤال عن رؤيته لأداء مؤتمر الحوار، قال إن «الوقت لايزال مبكراً لتقييم وتحليل سير المؤتمر»، لكنه اعتبر ان العام الجاري هام لليمن جدا، حيث تقدم من وضع كان صعباً نحو الاستقرار والهدوء النسبي، وجدد التأكيد على دعم بلاده لمؤتمر الحوار الوطني من اجل ايجاد حلول للتحديات التي تواجهها البلاد. وقال في هذا الصدد: «نعمل أيضا على المستوى الاقتصادي ونضخ الكثير من الأموال لليمن من أجل ان تساعد على التنمية وتحسين الوضع الانساني لأن هذه البلاد لديها امكانيات كبيرة وسنعمل مع الحكومة اليمنية والحوار الوطني والهيئات الحكومية لتحقيق ذلك».
معتقلو غوانتانامو مأساة خارج دائرة الاهتمام
تبدو مأساة معتقلي غوانتانامو خارج دائرة اهتمام الحكومة اليمنية والمنظمات الحقوقية على حد سواء، مع انهم يشكلون أكبر مجموعة من المعتقلين في قاعدة غوانتانامو، ورغم مرور أكثر من 12 عاما على اعتقالهم، باستثناء عائلاتهم التي لم يتملكها اليأس وتعيش على أمل أن تقتنع الادارة الأميركية بإعادتهم إلى بلدهم، خصوصا من تم تبرئتهم من التهم التي وجهت إليهم.
ويقول محمد الشباطي، وهو في العقد الرابع من العمر وأخ للمعتقل عبد الرحمن، إن «العائلة كلها تعيش على امل ان يعود اخي، حتى اننا اسمينا ابنته الوحيدة التي ولدت بعد اعتقاله عودة على امل ان تنتهي محنته ويعود».
أما بندر القطاع، وهو شقيق منصور القطاع الذي اعتقل في افغانستان حين كان يدرس الطب هناك، ولم يخضع لأي محاكمة حتى الآن وقدم محاموه طعنا في شرعية اعتقاله لأنه لم يكن من المقاتلين، فيقول «أخي بريء ومع هذا ترفض السلطات الأميركية اطلاق سراحه».
ويضيف بندر لـ«البيان» إن «أخي مضرب عن الطعام منذ ثمانين يوما، وبالأمس فقط أجرينا مكالمة فيديو معه بمساعدة الصليب الأحمر وظهر هزيلا وقال ان المعتقلين اصبحوا هياكل عظمية بسبب اضرابهم المتواصل عن الطعام».
أما المحامي عبد الرحمن برمان مسؤول منظمة هود، التي تتولى متابعة ملف المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو، فيقول إن الحكومة اليمنية قررت منذ ايام تشكيل لجنة تشرف على اعادة تأهيل العائدين من غوانتانامو، في خطوة ممهدة لإنشاء مركز لإعادة تأهيل هؤلاء وبغرض إقناع الجانب الأميركي بأنها جادة في هذا الاتجاه، «لأن واشنطن تتذرع باستمرار اعتقالهم لأن من تم الافراج عنهم في السابق عادوا للقتال في صفوف القاعدة»
ويقول برمان ان 94 يمنيا معتقلون في غوانتانامو، و2 منهم في معتقل باغرام، وهناك ثلاثة اشخاص لا تعرف هوياتهم ويعتقد انهم يمنيون ايضا، وقد لقي ثلاثة معتقلين حتفهم وتقول واشنطن انهم اقدموا على الانتحار مع اننا لم نتأكد من ذلك، كما ان اثنين اخرين فقدا عقليهما في المعتقل جراء سوء المعاملة، حسب قوله.
