أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن دولة الامارات قامت بمسؤولياتها تجاه الشعب السوري من خلال تقديم العون والإغاثة للاجئين السوريين في دول الجوار ودعم كافة المبادرات العربية والدولية بهذا الشأن، وشارك سموه في اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي انعقد أمس في مدينة اسطنبول التركية بحضور ممثلين عن 11 دولة غربية وعربية.
حيث ركز الاجتماع على كيفية دعم المعارضة، وخاصة بمعدات عسكرية دفاعية أفيد عن تقديمها من قبل واشنطن، بالتوازي مع تأكيد مسؤوليين مشاركين في اللقاء ضرورة تقديم الائتلاف الوطني المعارض التزامات ضد المتشددين ورؤيته لمرحلة ما بعد رئيس النظام بشار الأسد، وكذلك تعزيز صفوفه وتوحيدها.
وشدد سمو وزير الخارجية غداة مشاركته أمس في اجتماع «أصدقاء سوريا» في اسطنبول على أهمية هذا الاجتماع في توحيد وجهات النظر والسعي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا يضمن حقن الدماء ويحافظ على أمنها ووحدة أراضيها. وقال سموه إن «دولة الامارات قامت بمسؤولياتها تجاه الشعب السوري من خلال تقديم العون والإغاثة للاجئين السوريين في دول الجوار ودعم كافة المبادرات العربية والدولية بهذا الشأن».
إلى ذلك، قال مسؤولون مشاركون في الاجتماع إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ركزّ خلال مؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول أمس على زيادة المساعدات «غير القاتلة» التي تنوي الولايات المتحدة تقديمها إلى «المجموعات المعتدلة في المعارضة، وخاصة الائتلاف الوطني والمجلس العسكري الاعلى والمجالس المحلية».
وقال مسؤول اميركي إن «قيمة وتفاصيل هذه المساعدة لم تحدد بعد وسنعمل مع قادة المعارضة على تحديد احتياجاتهم»، مضيفاً أن المعدات العسكرية الدفاعية عبارة عن «سترات واقية من الرصاص ووسائل اتصال وآليات ونظارات للرؤية الليلية، بالإضافة إلى الوجبات العسكرية الغذائية والمواد الطبية، لكن ليس اسلحة».
لقاء وبيان
والتقى رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا ورئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو رئيس الدبلوماسية الأميركية قبيل بدء المؤتمر، الذي انعقد في قصر قديم على ضفاف البوسفور، فيما كان الائتلاف استبق اللقاء ببيان طالب فيه بدعم «يمكّن من تسريع سقوط النظام وينهي معاناة السوريين»، في إشارة إلى تقديم الأسلحة.
وضم الوفد السوري المشارك، فضلاً عن الخطيب وهيتو وصبرا، نائبي الخطيب رياض سيف وسهير الأتاسي والامين العام للائتلاف مصطفى الصباغ.
المزيد مقابل المزيد
كما قال دبلوماسيان غربيان إن الغرض الرئيسي من اجتماع اسطنبول «ليس الموافقة على إرسال شحنات أسلحة». وذكر دبلوماسي أن المجتمعين ركزوا على «تقديم الائتلاف الوطني التزامات واضحة باتخاذ موقف صارم ضد التشدد واحترام الأقليات وحقوق الإنسان وتعزيز وحدة صفوفه والتخطيط لما بعد رحيل بشار الأسد». وقال دبلوماسي آخر: «الاجتماع لا يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة، حيث سارع البعض باستنتاج ذلك، بمن فيهم السوريون».
وأضاف أن المؤتمر غرضه «تقديم المزيد مقابل الحصول على المزيد وقطع وعود مقابل وعود أخرى»، مستطرداً: «إذا استطاعت المعارضة تقديم المزيد، فسنعطيها المزيد، وسنتحدث حول المزيد من الالتزامات السياسية مثل وضع رؤية سياسية شاملة وتقديم ضمانات بشأن الأسلحة الكيماوية وتصرفات المعارضين باعتبارهم قوة مقاتلة». وأكد: «يمكننا تقديم مساعدة سخية ومساعدات إنسانية وغير إنسانية ولكن بدون تزويدهم بالسلاح».
كما أفادت مصادر دبلوماسية أخرى بأن هدف الاجتماع الرئيسي «استمرار دعم مجموعة أصدقاء الشعب السوري للمعارضة في سعيها لترتيب شؤونها وتثبيت حضورها، ما يعني مناقشة الاستحقاقات المقبلة وتشكيل الحكومة الانتقالية والتطورات الميدانية والاستماع لما تقوله قيادة الائتلاف المدنية، ممثلة بالخطيب، والعسكرية، ممثلة باللواء إدريس، وتقديمها تصورا واضحا للهرمية التي سيعتمدها تكتل المعارضة، واستيضاحاً بشأن شكل العلاقة التي ستقوم بين الائتلاف والحكومة المؤقتة، والعلاقة مع الأجنحة العسكرية وصلاحيات كل طرف».
روسيا والصين.. كلام كثير ومساعدات قليلة
تؤكد مصادر إغاثية أن أغلب المساهمات في جهود المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة في سوريا تأتي من خصوم الرئيس بشار الأسد وأعدائه بينما لم تقدم روسيا والصين، اللتان تدعمانه بالكثير من المواقف والتصريحات والقرارات، سوى القليل.
وجمعت الأمم المتحدة ما يقدر بحوالي 1.5 مليار دولار لتمويل احتياجات المساعدات لسوريا، لكن الرقم يبدو بالفعل ضئيلا جدا، حيث تتجاوز أعداد اللاجئين التوقعات بكثير ولا تظهر في الأفق نهاية للقتال.
وتقول مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين: إن الصين قدمت حتى الآن مليون دولار للاجئين السوريين في تركيا بينما يقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يحتاج بالفعل إلى ما يقرب من 20 مليون دولار أسبوعيا لإطعام سوريين، إنه لم يتلق شيئاً من بكين.
أما روسيا، فقدمت مليوني دولار لعمليات المفوضية في أنحاء العالم و7.5 ملايين دولار لبرنامج الأغذية العالمي منذ أن بدأت الثورة. وجاءت الغالبية العظمى من الالتزامات والتبرعات التي حصلت عليها الأمم المتحدة من خصوم الأسد، حيث قدمت الكويت وتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكبر التبرعات.
ويشير مسؤولون كبار في الأمم المتحدة على استحياء إلى أنه ينبغي على موسكو وبكين أن تبذلا المزيد للتعامل مع الأزمة الإنسانية. ويقول مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في جنيف رشيد خالقوف: «لن أقول إنهما (روسيا والصين) تبذلان أقصى ما بوسعهما، لكني لن أقول إنهما لا تتعاونان»، في وقت يفيد المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية بروس آيلوارد بأن جهود المساعدة «تقوم على التزام مشترك ولا يوجد على أي دولة التزام بدفع مبلغ معين».
خلفية
خلال الاجتماع الاخير لـ«أصدقاء سوريا» في روما في فبراير الماضي، اعلنت واشنطن للمرة الاولى عن مساعدة مباشرة تبلغ 60 مليون دولار لكنها استبعدت تزويد المعارضة باي تجهيزات «قاتلة». وكانت واشطن قدمت بقيمة 117 مليون دولار مساعدات غير قاتلة للمعارضة السورية، وبقيمة 385 مليونا مساعدات إنسانية إلى حوالي أربعة ملايين نازح سوري داخل سوريا، وحوالي 1.2 مليون لاجئ في دول الجوار.
ومؤتمر «أصدقاء سوريا» عقد لأول مرة في تونس في فبراير 2012 ويضم دولا وهيئات تسعى لإيجاد مخرج للأزمة السورية خارج إطار مجلس الأمن الذي استخدمت فيه روسيا والصين حق «الفيتو» لإسقاط مشروعات القرار الخاصة بسوريا والتي لا توافق رؤيتهما لحل الأزمة . اسطنبول - الوكالات
