يبدو أن الرئيس المصري محمد مرسي بدأ رحلة التنازلات أمام ضغوط الشارع التي يلاقيها نظام جماعة الإخوان المسلمين خلال المرحلة الحالية، وخاصة المعارضة من بعض رموز الإعلام والصحافيين ضد بعض الممارسات التي اعتبروها تُكبل الإعلام، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم الرئيس إيهاب فهمي، أول من أمس، أن مرسي أمر بالتنازل عن كل البلاغات المقدمة من الرئاسة ضد الصحافيين.

وقال فهمي ان الشؤون القانونية في مؤسسة الرئاسة قامت بتقديم العديد من البلاغات ضد صحافيين قاموا بنشر أخبار «مغلوطة» عن مرسي، إلا أنه عندما تم عرض الأمر على الرئيس المصري «أمر بسحب كافة البلاغات فورًا».

وفسّر مراقبون أن قرارات مرسي الأخيرة محاولة لـ«المصالحة» مع وسائل الإعلام التي تناولها بالانتقاد خلال الفترة الأخيرة، حينما قال خلال خطابه بالاحتفال بيوم المعلم إن «هناك بعض الصحف التي تهاجمه شخصياً وأنه لم يتخذ قرارات ضدها بالإغلاق»، وهي التصريحات التي اعتبرها إعلاميو مصر تهديداً لمختلف وسائل الإعلام ونذيراً بحملة شرسة تشنها الرئاسة وجماعة الإخوان على صحف وقنوات فضائية بعينها.

رد النقابة

وفي رد فعلها على قرارات الرئيس المصري، أكدت نقابة الصحافيين المصريين، من خلال نقيبها ضياء رشوان، على أن سحب بلاغات الرئاسة ضد الصحفيين «هي خطوة في الطريق الصحيح» مطالباً مرسي باستكمال تلك المسيرة وإصدار قراراته بإلغاء عقوبة الحبس في جرائم النشر في خضم التعديلات التي تجرى على مواد الدستور، في وقت انتقد وكيل النقابة جمال فهمي قرارات مرسي.

مؤكداً أن «هناك جملة من البلاغات التي تم تحريكها ضد الصحافيين ولم تكن مقدمة من قبل مؤسسة الرئاسة بل من قبل اتباع الرئيس وجماعته وهي لا يسري عليها بحال من الأحوال قرارات سحب البلاغات، ما يعني أن عددًا من الصحافيين سوف يمثل أمام المحاكمة». يأتي ذلك في وقت قدر الكاتب البارز صلاح عيسى عدد البلاغات المقدمة من جهات أخرى غير مؤسسة الرئاسة بـ600 بلاغ، في حين أكد الإعلامي خالد البلشي أن الرئاسة المصرية لم تقدم سوى ستة بلاغات فقط ضد الصحافيين. ويؤكد مراقبون أن قرارات مرسي تحايل على الإعلاميين ومحاولة من جانبه لـ«تبرئة نفسه» من تهم اضطهاد الإعلام والتضييق على الحريات.

 

مرسي على «تويتر»

 

بدأ الرئيس المصري محمد مرسي أمس الرد على اسئلة كان دعا الشباب الى توجيهها إليه على حسابه على موقع «تويتر». وكان مرسي قال على «تويتر» انه «يسعده ويشرفه» أن يرد على أسئلة الشباب، وأكد أنه سيتلقى هذه الأسئلة لمدة نصف ساعة. وبدا أن مرسي تجاوز الأسئلة الساخرة وأجاب على الاسئلة الجادة. وفي ردوده الأولى، أجاب على سؤال عن سبب قراره سحب كل البلاغات التي تقدمت بها الرئاسة ضد الصحفيين قائلاً: «أترك للرأي العام الحكم على المتجاوزين وأرسلت بقراري رسالة أرجو أن تكون قد وصلت إلى العنوان الصحيح»، بدون أن يوضح ما يشير إليه بالعنوان الصحيح. كما رد مرسي على سؤال آخر بشأن مشكلة انقطاع الكهرباء، قائلاً: «هناك مجموعة وزارية تعمل ليل نهار لتفادي الانقطاع المتكرر في شهور الصيف».