تُشكل مؤسسة الرئاسة في مصر مع جماعة الإخوان المسلمين ثنائياً مترابطاً للغاية لا ينفصلان. ووفق تأكيدات مختلف المراقبين والمحللين، فإن قرارات مؤسسة الرئاسة تتم بتوافق مع مكتب إرشاد الجماعة، من خلال حلقات وصل بين محمد مرسي والمكتب، منهم النائب الأول خيرت الشاطر، وعدد من قيادات الإخوان المُحيطة بمرسي.
ومن القيادات التي تلعب دوراً بارزاً في حلقة الوصل بين الإخوان والرئاسة، كل من رشاد البيومي وجمعة أمين، وكلاهما أعضاء في مكتب إرشاد الجماعة. أما الأول، فهو نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، وكان مسؤولاً عن قسم الطلبة في الجماعة، وهو الملف الأخطر داخل التنظيم، الذي يصنع أرضية من خلال العمل الطلابي.
العقل المدبر
أما الثاني، فهو جمعة أمين، عضو مكتب إرشاد الجماعة، ويعتبرونه «مؤرخاً لتنظيم الإخوان». ويعد أحد نواب المرشد الحالي. ويصفه المقربون بأنه «يشارك عن كثب في صناعة القرارات المختلفة».
من جانبه، يؤكد النائب السابق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد حبيب لـ «البيان»، أن قرارات مُرسي ليست منفصلة عن جماعة الإخوان. ويقول: «بأقل تقدير، إنها ليست منفصلة أو مقطوعة الصلة بقيادات نافذة داخل مكتب الإرشاد، ومنهم الشاطر والبيومي وأمين، وغيرهم من أعضاء مكتب الإرشاد، الذين يشاركون في صنع قرارات الرئيس، أو هم جزء منها».
ورداً على تكهنات البعض، والتي تصل إلى حد «الأمنيات» بانفصال الرؤية مستقبلاً بين الجماعة ومرسي، وحدوث خلافات بينهما، ما يتيح للرئيس المصري اتخاذ قراراته منفرداً، منحازاً في ذلك للشارع، يرى حبيب: «هذا لا يمكن أن يحدث بأي حال من الأحوال، لكثير من الأسباب، أولها، لأن الجماعة هي التي وصّلت مرسي إلى هذا المنصب، وحشدت له وأنفقت على حملته، ودعمته وقت إصدار القرارات. ومن ثم، فإن مرسي لا يستطيع أن يتخلى عنهم، والجماعة لا يمكن أن تضحي به، لأنه بوجوده في السلطة يُمكنها من الوجود في الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، ولكن في حال تفاقمت الأمور وعمت الفوضى، فإن الشعب سيضحي بالاثنين معاً».
ويوضح حبيب أن الجماعة «فشلت في تجميع الشارع، وزادت الإشكاليات من خلال لجوئها ومؤسسة الرئاسة للحلول الأمنية، وليست السياسية، ما عمّق الأزمات في الشارع، وعزز من قاعدة المعارضين للإخوان المسلمين وحكمهم».
اقتراع
يتوقع القيادي السابق في الإخوان محمد حبيب، سقوط نظام الإخوان عبر صناديق الانتخابات، أو من خلال إرادة شعبية صلبة، كما ظهرت في ثورة 25 يناير، مستبعداً فكرة أن يقوم الرئيس محمد مرسي بالاستجابة للقوى المعارضة، وتعجيل الانتخابات الرئاسية، أو يعلن تنحيه عن الحكم. البيان