تظاهر آلاف المصريين في العاصمة القاهرة والعديد من المدن أمس مطالبين برحيل النائب العام المستشار طلعت عبدالله، الذي اعتبروه «نائباً خاصاً» لجماعة الإخوان المسلمين ولمؤسسة الرئاسة، تحت شعار جمعة «ما بنتهددش»، سبقتها صدامات أمام منزل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ردت عليها قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع ما أوقع عدداً من الإصابات، فيما تمخّضت اشتباكات جرت في مدينة الاسكندرية عن إصابة ما لا يقل عن ثمانية أشخاص.

واحتشد الآلاف أمس في محيط دار القضاء العالي بالقاهرة حيث مكتب النائب العام المستشار طلعت عبدالله في تظاهرة تحت شعار «ما بنتهددش»، مطالبين إياه بالرحيل عن منصبه، ومتهمين إياه بأنه «غير شرعي ويعمل لصالح جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسة الرئاسة». واندلعت اشتباكات عنيفة بالأيدي والهراوات بين المتظاهرين الرافضين للنائب العام وبين آخرين اتهموا المتظاهرين بأنهم «يسعون إلى خراب مصر، ولا يرغبون باستقرار الأوضاع فيها».

تظاهرات الإسكندرية

وفي محافظة الإسكندرية، كما في الشرقية مسقط رأس الرئيس محمد مرسي، تظاهر الآلاف تضامناً مع احتجاجات القاهرة. وطالب المتظاهرون برحيل النائب العام الحالي، منددين بسياسات مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.

إصابة متظاهرين

وأكّد مسؤول وشاهد من وكالة «رويترز»، إنّ عددا من المحتجين أصيبوا أمس في اشتباكات وقعت خلال مظاهرات في عدة مدن مصرية احتجاجا على ملاحقة نشطين قضائيا.

وقال رئيس هيئة الإسعاف المصرية محمد سلطان، إنّ «ثمانية أشخاص أصيبوا في مدينة الإسكندرية الساحلية في اشتباكات بالمدينة». وقال محمد الشرقاوي وكيل وزارة الصحة في المدينة إنّ «أحدهم اصيب بطلق خرطوش».

وقال الشاهد إنّ «نحو 30 متظاهرا لحقت بهم جروح سطحية نتيجة تبادل الرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة بين مئات المتظاهرين الذين كانوا يشاركون في مسيرة بالمدينة ومجهولين هاجموهم».

تظاهرات الداخلية

وكان عشرات المتظاهرين أصيبوا في اشتباكات عنيفة اندلعت الليلة قبل الماضية مع عناصر من الأمن المركزي خلال احتجاجات أمام منزل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في ضاحية مدينة نصر شمال القاهرة.

وتظاهر المئات من حركة «شباب 6 أبريل» وشباب قوى ثورية ومجموعة من روابط مشجعي كرة القدم (ألتراس) أمام منزل إبراهيم الذي عزَّزت عناصر من الأمن المركزي من تواجدها بمحيطه، قبل أن تُطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين الذين ردوا بإطلاق الألعاب النارية ورشق عناصر الأمن بالحجارة.

وردَّد المتظاهرون هتافات: «القصاص القصاص.. ضربوا أخواتنا بالرصاص»، و«بالروح بالدم نفديك يا شهيد»، و«الداخلية بلطجية». وأصيب عدد غير محدد من المتظاهرين بفعل إطلاق الغاز المسيل للدموع.

جبهة ضد «الأخونة»

وفي هذه الأجواء، دشَّن علماء دين إسلامي ونشطاء سياسيون وثوريون، جبهة تحمل اسم «الجبهة الوطنية لحماية الأزهر والأوقاف». وقال إمام وخطيب مسجد عمر مكرم مظهر شاهين، خلال إعلانه تدشين الجبهة، إنها تهدف إلى حماية الأزهر والأوقاف من «الأخونة والسيطرة على مؤسساتهما، الحفاظ على الأزهر كمؤسسة وسطية مستنيرة ضد الأفكار المتطرفة».