تنطلق اليوم القمة العربية للدورة الـ24 في العاصمة القطرية الدوحة، ويتقدّم جدول أعمالها تطورات الأزمة السورية والقضية الفلسطينية وتطوير أداء العمل العربي وتطوير الجامعة.. فيما خلت مسودة مشاريع القرارات التي رفعها وزراء الخارجية العرب إلى القادة من الملف السوري مقابل تركيز أكبر على القضية الفلسطينية، تتضمن الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي بهدف إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وإعادة النظر في جدوى طرح مبادرة السلام كخيار استراتيجي، ومواجهة الأزمة المالية للفلسطينيين.
ووصل قادة وممثلو الدول العربية المشاركة في القمة إلى الدوحة، أمس، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
ومن المرتقب أن تبحث القمة أربعة ملفات محددة وهي القضية الفلسطينية وتطورات الأزمة السورية وتطوير أداء العمل العربي وتطوير الجامعة.
وحظي الملف الفلسطيني بحصة الأسد في التوصيات المسرّبة التي رفعها وزراء الخارجية إلى القادة العرب. وأكد مشروع البيان الختامي على أن السلام الشامل والعادل هو خيار استراتيجي، ولن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 ورفض كل أشكال التوطين، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق ما جاء في مبادرة السلام التي أقرتها قمة بيروت عام 2002.
وحمل المشروع إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعثر المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما يدعو المشروع المجتمع الدولي إلى إطلاق مفاوضات جادة تكون مرجعيتها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
وفد وزاري
كما تقرر تشكيل وفد وزاري عربي، برئاسة رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر وعضوية كل من الأردن ومصر وفلسطين والأمين العام للجامعة العربية، لإجراء مشاورات مع مجلس الأمن والإدارة الأميركية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي للاتفاق على آليات وفق إطار زمني محدد لإطلاق مفاوضات جادة وتكليف الأمين العام للجامعة العربية تشكيل فريق عمل لإعداد الخطوات التنفيذية لهذا التحرك.
ودعا المشروع إلى عقد مؤتمر دولي خاص بطرح القضية الفلسطينية من كافة جوانبها بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مستندا إلى إقرار قضايا التسوية النهائية للصراع العربي الإسرائيلي وعلى رأسها الحدود والأمن والاستيطان والقدس واللاجئين والمياه. وكلف القادة العرب لجنة مبادرة السلام العربية بإعادة تقييم الموقف العربي إزاء مجريات عملية السلام المعطلة من مختلف جوانبه، بما في ذلك جدوى استمرار الالتزام العربي بطرح مبادرة عملية السلام كخيار استراتيجي، وإعادة النظر في جدوى مهمة اللجنة الرباعية في ضوء عجزها عن إحراز أي تقدم في عملية السلام.
وفي ما يتعلق بالقدس، أكد مشروع قرار القمة على عروبة القدس ورفض كل الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية التي تستهدف تهويد المدينة وضمها وتهجير سكانها. وتقرر القمة تشكيل وفد من رئيس وزراء دولة فلسطين والأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية قطر «رئيس القمة» ومصر «رئيس المجلس الوزاري»، ومن يرغب من وزراء الخارجية، للتوجه إلى عدد من العواصم العربية في أسرع وقت ممكن لمواجهة الأزمة المالية الصعبة التي تواجهها دولة فلسطين.
الوضع اللبناني
وفي ما يتعلق بالتضامن مع لبنان ودعمه، أكد مشروع القرار التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية، ووقف الانتهاكات للسيادة اللبنانية بحراً وبراً وجواً التي وصل عددها منذ صدور القرار 1701 حتى الآن إلى أكثر من 10 آلاف خرق.
وفي ما يتعلق بالجولان السوري المحتل، باعتباره جزءاً من الأراضي العربية المحتلة، أكد مشروع القرار على دعم ومساندة الدول العربية الحازم لمطلب سوريا العادل وحقها في استعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل إلى خط الرابع من يونيو عام 1967.
أما ما يتعلق بتطوير جامعة الدول العربية، فرحبت القمة العربية في مشروع القرار بتشكيل لجنة من الدول الأعضاء للنظر في المقترحات والتوصيات الواردة في تقرير اللجنة المستقلة الرفيعة المستوى، ووضعها موضع التنفيذ وفق آليات ومراحل وجداول زمنية، وعرض نتائج أعمالها على مجلس الجامعة العربية الوزاري في سبتمبر المقبل.
حقوق الإنسان
ووافق مشروع القرار على إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، وذلك تعزيزاً لاحترام وحماية حقوق الإنسان العربي، وتكليف لجنة رفيعة المستوى من الخبراء القانونيين العرب إعداد النظام الأساسي للمحكمة، وعرض نتائج أعمالها على مجلس الجامعة الوزاري في دورته المقبلة.
لقطات
علم الثورة
شاهد موفد «البيان» علم الثورة السورية في صندوق بالقرب من المنصّة التي سيلتقط عليها القادة العرب الصورة التذكارية. لكن العلم لم يرفع حتى يوم أمس بجانب أعلام الدول العربية، كما اختفى العلم السوري من القاعة التي عقد فيها وزراء الخارجية العرب اجتماعهم أول من أمس.
مسودّتان
تداولت الأوساط الإعلامية مسودتين للبيان الختامي، إحداهما تحمل توصية بمنح مقعد سوريا للائتلاف الوطني، فيما خلت الثانية، التي اعتمدت من قبل وسائل الإعلام القطرية، منها. لكن لم تعتمد الكثير من وسائل الإعلام النسختين بسبب توقعات بحصول تغييرات وتعديلات كبيرة عليهما.
صعوبات ترجمة
يواجه الإعلاميون الغربيون صعوبات كبيرة في الحصول على معلومات معلنة ومتداولة بسبب عدم وجود نسخ من البيانات والتصريحات الرسمية باللغة الانجليزية، كما ان موقع وكالة الأنباء القطرية يتأخر «نسبياً» في ترجمة الوثائق على صفحته باللغة الانجليزية. كما لا يوجد خدمة للترجمة الفورية من العربية لكلمات المسؤولين خلال أعمال القمة. الأمر الذي دفع بالعديد من الصحافيين الغربيين إلى «تسوّل» الترجمة من بعض زملائهم الإعلاميين العرب.
مصالحة فلسطينية
قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن نظيره القطري حمد بن جاسم آل ثاني قدم عدة اقتراحات لعرضها أمام القمة العربية في الدوحة، تخص تحريك ملف المصالحة الفلسطينية الذي يراوح مكانه، وتقديم دعم للمقدسيين.
وقال المالكي، في تصريحات نشرتها صحيفة القدس المحلية في عددها الصادر أمس: «هناك أفكار قطرية لدفع ملف المصالحة، تهدف إلى تفعيلها وتسريعها والاتفاق على مواعيد محددة مرتبطة بتشكيل الحكومة المؤقتة وصولاً إلى الانتخابات». وأعرب المالكي عن أمله في أن تتحقق هذه الأفكار، وتوضع الآليات التي تخرج القرارات التي اتخذت في قمة بغداد الأخيرة حيز التنفيذ، وكذلك قرارات قمة سرت الليبية التي أقرت نصف مليار دولار للقدس لم يصل منها إلا 37 مليون دولار. ولم يستبعد وزير الخارجية الفلسطيني عقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في الدوحة، على هامش أعمال القمة التي تبدأ اليوم (الثلاثاء). الدوحة- الوكالات
