تجدد قصف القوات النظامية السورية للأراضي اللبنانية أمس، حيث سقطت خمس قذائف على قرية حدودية دون وقوع إصابات، في وقت شنت تلك القوات غارات على مناطق في الجنوب والوسط والشمال السوري ليسقط عشرات القتلى، مع استمرار الاشتباكات في كل مكان بين الجيشين النظامي والحر.
وأفاد مصدر أمني لبناني أمس أن قذيفتين وصاروخا مصدرها الاراضي السورية سقطت على منطقة حدودية في شرق لبنان، من دون ان تؤدي الى سقوط ضحايا او اضرار مادية. وقال المصدر: «سقطت قذيفتا هاون وصاروخ في خراج بلدة سهلات الماء» الواقعة في شمال محافظة البقاع شرق لبنان، والمقابلة لريف مدينة القصير في محافظة حمص وسط سوريا. واضاف المصدر ان ذلك «لم يؤد الى سقوط ضحايا او اضرار».
من جهتها، افادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية ان «خمسة صواريخ» سقطت داخل الاراضي اللبنانية «جراء الاشتباكات الدائرة داخل الاراضي السورية».
وقال سكان في المنطقة لوكالة «فرانس برس» ان القذائف «سقطت قرب ورشة لتقطيع الحجارة في خراج سهلات الماء، تعود لشخص من آل زعيتر، من دون ان تؤدي الى ضحايا او اضرار».
ويأتي سقوط هذه القذائف غداة اعتبار الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان القصف الجوي الذي نفذته مقاتلات سورية للمرة الاولى الاثنين الماضي على اراض حدودية لبنانية «انتهاك فاضح للسيادة»، وتكليفه وزير الخارجية توجيه رسالة احتجاج الى الجانب السوري.
دمشق وريفها
وفي الداخل السوري، تعرضت مناطق في جنوب دمشق إلى قصف من القوات النظامية، في حين شن الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في وسط سوريا وشمالها. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان: «تعرض حي الحجر الاسود في (جنوب) مدينة دمشق إلى قصف من قبل القوات النظامية». واشار المرصد الى ان «المناطق الجنوبية من العاصمة، لا سيما منها مدخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي القدم، شهدت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، من دون معلومات عن خسائر بشرية».
وفي محيط العاصمة، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في مدينة داريا (جنوب غرب) التي تحاول القوات النظامية منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.
والى الجنوب من دمشق، افاد المرصد عن قصف تعرضت اليه بلدة بيت جن القريبة من هضبة الجولان السورية التي تحتل اسرائيل اجزاء واسعة منها، تزامنا مع اشتباكات عنيفة في محيط البلدة.
مناطق متفرقة
أما في محافظة الرقة (شمال)، فأفاد المرصد عن اغارة الطيران الحربي على مناطق في مدينة الرقة التي باتت منذ السادس من مارس اول مركز محافظة خارج سيطرة النظام.
وفي محافظة حماة (وسط)، شن الطيران الحربي غارة على بلدة كفرناز التي يشهد محيطها اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام. وفي حمص المجاورة، قال المرصد ان حي بابا عمرو في جنوب غربي المدينة شهد اشتباكات بين القوات النظامية والثوار، بعد ساعات من تعرض حي الوعر القريب منه إلى قصف، في حين لفت المرصد الى تعرض مدينة القصير في ريف حمص إلى قصف قوات الأسد ايضاً.
زيارة مفاجئة
قام الرئيس السوري بشار الاسد أمس بزيارة مفاجئة الى مركز تربوي للفنون الجميلة وسط دمشق حيث أقيم تكريم لأهالي تلامذة قضوا في الأحداث. وعرض المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية السورية على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» صورة للأسد وهو يدخل المركز التربوي للفنون التشكيلية في منطقة التجارة وسط دمشق. وكتب فوق الصورة: «خلال تكريم وزارة التربية لأهالي التلاميذ الذين استشهدوا بسبب الاعمال الارهابية وهم على مقاعد الدراسة في المركز التربوي للفنون التشكيلية، الرئيس الاسد يحضر بشكل مفاجئ ليكرم الاهالي بنفسه». دمشق- أ.ف.ب
