تظاهر آلاف المصريين، أمام النصب التذكاري للجندي المجهول شمال القاهرة، مطالبين بإسقاط النظام وتسليم القوات المسلحة مسؤولية إدارة شؤون البلاد في تظاهرة حملة شعار «الفرصة الأخيرة»، تزامنا مع تظاهرات أخرى في محافظة الإسكندرية أيدت مطالبهم، ونادت كذلك بالإطاحة بالنائب العام.

واحتشد أكثر من خمسة آلاف مصري في محيط النصب التذكاري للجندي المجهول بالمنطقة المعروفة باسم المنصة شمال القاهرة، في تظاهرة حملت شعار «مليونية الفرصة الأخيرة»، مطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس محمد مرسي عن السلطة وتولي القوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.

وأغلق المتظاهرون، طريق النصر المقابل للمنصة من الاتجاهين المؤديين إلى مناطق وسط العاصمة، وإلى شمالها، حيث وضعوا حواجز حديدية.

وردَّدوا هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«الجيش والشعب يد واحدة»، و«عبد الناصر قالها زمان.. الإخوان مالهمش أمان»، و«يسقط يسقط حُكم المرشد» في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وحملوا علم مصر ولافتات تنتقد جماعة الإخوان المسلمين وتحملها مسؤولية تردي الأوضاع في البلاد.

وجمع آلاف المصريين عدداً كبيراً من التوكيلات الرسمية في عدد من المحافظات المصرية مساء أمس لتفويض وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي بإدارة شؤون البلاد.

تظاهرات الإسكندرية

وفي محافظة الإسكندرية، خرجت تظاهرات حاشدة أمام مسجد القائد إبراهيم تحت شعار «أقيلوهم» للمطالبة بإقالة النائب العام ومحافظ الإسكندرية المستشار عطا عباس.

وأشار منسق عام حركة «تغيير» إيهاب القسطاوي إلى أن مشاركة الحركة تأتي تحت عنوان «أقيلوهم»، مطالباً جموع المصريين الخروج لإعلان جم غضبهم ورفضهم لتحول مصر لدولة ميليشيات في ظل غياب القانون ولتجديد إعلان الرفض للرئيس محمد مرسي وجماعته الذين قادوا مصر إلى مصير مجهول، على حد قوله، والمطالبة بإسقاطه شعبياً بعد أن فقد شرعيته والمطالبة أيضاً بإقالة النائب العام ومحافظ الإسكندرية ونائبه حسن البرنس، مضيفاً أننا: «سنواصل نضالنا السلمي حتى إسقاط هذا النظام الذي صار لا يمثلنا ولا يعبر عن أهداف الثورة».

بدوره، أكد منسق الكتلة الوطنية للحركة الثورية أيمن عز الدين أن الكتلة تتضامن مع مطلب إقالة النائب العام، وستدعو إلى تظاهرة حاشدة أمام المنطقة الشمالية العسكرية الجمعة المقبلة لمطالبة الجيش بالتدخل وإنهاء حكم الإخوان المسلمين المخرب للبلاد، وتسلم شؤون البلاد بموجب التوكيلات الشعبية التي جمعتها الكتلة الوطنية أثناء حملتها بالإسكندرية.

 

مرسي يخطب ودّ بورسعيد والأمن المركزي

 

سعى الرئيس المصري محمد مرسي إلى التودد لمدينة بورسعيد وجهاز الأمن المركزي. فبينما أعرب عن أسفه لسقوط عشرات القتلى خلال الاضطرابات التي شهدتها مدينة بورسعيد، مؤكدا التزامه بمطالب وحقوق وواجبات أهالي المدينة، دعا قوات الأمن المركزي إلى «التنبُّه من شائعات تهدف إلى شق صف أبناء مصر».

وقال مرسي في كلمة متلفزة الليلة قبل الماضية: «صدر حكم وأعقبته أحداث. يعز علينا كلنا أن نرى نقطة دم واحدة تقطر من جسم أي من أولادنا في بورسعيد أو في غير بورسعيد نحن جسد واحد، أهل، شعب، جيش، شرطة، بورسعيد، القناة، كلنا مصريون نحب بلدنا».

وإذ أكد مرسي لاهل بورسعيد بأنه يعيش معهم «يوما بيوم، وساعة بساعة»، أضاف مخاطبا إياهم: «أولادنا هم أولادكم، إخوتنا الذين سقطوا ضحايا الاحداث، هم شهداء عند ربنا سواء أقلنا ذلك أم لا، لان من يدافع عن بلده، من يدافع عن وطنه، من وقف يقول رأيه وراح ضحية غدر، أو غيره سواء أكانوا أولادنا من أهل بورسعيد أو أولادنا في الشرطة أو في الجيش».

وأضاف مرسي إن «هناك تحقيقات تجري ويجب أن نطبق القوانين كما اتفقنا، وعندما تظهر نتيجة التحقيق فإن كل حقوق الشهداء مكفولة، لكن من يرتكب جرما ضد الوطن ويتسبب في قتل الناس، في حرق أي ملكية لاشخاص أو للدولة، فإن هذا سيحاسب وهو يحاسب، والقانون يأخذ مجراه».

الأمن المركزي

وفي سياق آخر، دعا مرسي قوات الأمن المركزي إلى «التنبُّه من شائعات تهدف إلى شق صف أبناء مصر».

وقال مرسي في كلمة وجهها إلى قادة وقوات الأمن المركزي بالمعسكر الرئيسي بمنطقة الدرَّاسة بالقاهرة إن مصر «وطننا جميعاً ولا وطن لنا غيره فكونوا على وعيكم وألا تشق صفنا شائعة وعدونا من خارج أوطاننا يسعى لشق جمعنا وأنا أرى هذا وأحرسكم منه كما تحرسون وطنكم».