يبدو أن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إسرائيل وفلسطين الأسبوع المقبل، قد أثارت حالة من الجنون والهوس لدى شركات البناء التي تعمل في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ولدى المستوطنين الذين اشتروا وحدات سكنية في مشاريع بناء جديدة داخل المستوطنات.

هذه الحالة تأتي تخوفاً من أن يتمخض عن الزيارة المرتقبة قرار بتجميد الاستيطان، على حد تعبير الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، التي أوضحت في تقرير لها أمس، أن شركات البناء تعمل بأقصى سرعة على وضع الأساسات الأسمنتية للمباني الجديدة، في الوقت الذي تتعرض لجان التخطيط والتنظيم إلى ضغوطات شديدة كي تصادق على مخططات البناء بأسرع وقت ممكن، خوفا من أن تظل عالقة نتيجة قرار محتمل بوقف البناء داخل المستوطنات.

ويقول رئوت ويوني جوتليب، وهما مستوطن وزوجته اشتريا قطعة أرض صغيرة في مستوطنة «إلتز إفرايم»، «من الطبيعي أن نكون متوترين، فقرار وقف البناء يلوح في الأفق، لذا نحاول أن نسرع الإجراءات قدر المستطاع كي نبدأ ببناء منزلنا».

ويضيفان: «ليس مؤكدا أن يصدر قرار بالتجميد، لكننا سنحاول على أقل تقدير أن ننتهي من الأساسات ونبدأ بتجهيز البنية التحتية، وبالتالي نضمن أنهم لن يوقفونا عن العمل في منتصف الطريق، ويجبرونا على تأجيل مخططاتنا ومواصلة السكن في بيت مستأجر وانتظار ما يحمله المستقبل».

وهذا حال الكثيرين من الأزواج المستوطنين الذين يلجأ بعضهم إلى السرعة في العمل على حساب الجودة نتيجة الضغط.

ويقول نحامي توران، الذي يخطط لبناء منزل له ولزوجته في «غوش عتصيون»، إنه تعاقد على جناح السرعة مع أول مقاول، وأول مهندس، وأول مصمم داخلي التقى بهم. ويضيف: «أول ما يجب القيام به هو البدء بالبناء، وإذا حالفنا الحظ سنتمكن من وضع الأساسات في القريب العاجل».

هستيريا تنظيمية

ولا تقتصر حالة الهستيريا على أصحاب الشقق السكنية، فلجان التنظيم هي الأخرى تتعرض لضغوط من شركات البناء التي تحثها على تجنب البيروقراطية قدر المستطاع وإصدار الموافقة على المخططات لبدء البناء على الفور.

ويقول أحد المسؤولين في لجان التنظيم في شمال الضفة الغربية «لقد تعرضنا لضغوط شديدة في الأسابيع القليلة الماضية. فالشركات لا تريد أن تقف عاجزة عن إتمام المشاريع التي وقعت عليها في الموعد المحدد، كما أنهم يخشون من عدم القدرة على بيع الشقق رغم أن الطلب عليها مرتفع في الضفة الغربية».

 

تحايل بناء

رغم أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اكتفى بالطلب من لجان التخطيط والتنظيم أن «لا تفاجئنا بالموافقة على مشاريع إسكانية في القدس الشرقية»، وفقا لتقرير صحيفة «يديعوت أحرونوت».

فضلاً عن تجميد الإدارة المدنية الإسرائيلية إجراءات البناء في مستوطنات الضفة الغربية، بما في ذلك مخطط لإقامة 250 وحدة سكنية في مستوطنة «إلكانا»، كما أجلت اجتماعات مقررة بين العديد لجان التخطيط والتنظيم، إلا أن مستوطنون من مستوطنة «عليه زهاف» في شمال الضفة الغربية استطاعوا أن يتجاوزوا كل القوانين والتعليمات، ويقيموا للمرة الأولى منذ عشرين عاما مستوطنة جديدة بالقرب من «عليه زهاف».

ورغم ادعاءاتهم أنها حي تابع للمستوطنة القائمة، إلا كل المؤشرات تدل على أنها ستكون مستوطنة قائمة بذاتها تماما، وسيسكنها قريبا ما بين 80 إلى 100 عائلة من المستوطنين. الوكالات