هيمن ملفا المصالحة الفلسطينية واستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات على مداولات الاجتماع السادس لمجلس أمناء مؤسسة عرفات في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة امس، والذي التأم برئاسة عمرو موسى، ومشاركة الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وحضور عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية والعربية، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق، الذي مثل أول حضور للحركة في الاجتماعات، مقدماً ملخصا بشأن المصالحة.
وألقى العربي كلمة في افتتاح الاجتماع امس اكد خلالها ان فلسطين «تحتل دائما مكانة كبيرة وتعد القضية المركزية والمحورية في العالم العربي والاسلامي حتى يتحقق حلم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف». وقال ان «اسرائيل تستمر في ممارساتها العنصرية في الاراضي الفلسطينية وتواصل وضع العراقيل للحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية وتسعى دائما الى تهويد القدس الشريف والمسجد الاقصى، كما ان نجاح فلسطين في الحصول على عضوية الامم المتحدة يعد تطورا تاريخيا وتأكيدا على قرب قيام دولة فلسطين وهو هدف واضح للمجتمع الدولي بأسره».
واضاف العربي ان المصالحة الفلسطينية «ستعزز اقامة الدولة الفلسطينية، فعملية السلام ليست مجرد مفاوضات لانها لن تؤدي لحلول، حيث ان إسرائيل تسعى لكسب الوقت والتسويف». واكد ان اسرائيل «نجحت في دفع المجتمع الدولي لادارة الصراع وليس لانهاء الصراع واستغلت مخططاتها لابتلاع القضية الفلسطينية فالمستوطنات الاسرائيلية تقضي على الارض فيجب انهاء الاحتلال والاستيطان».
ملفا الاجتماع
بدوره، قال رئيس مجلس ادارة مؤسسة عرفات ناصر القدوة في كلمة ان المؤتمر تطرق الى ملف التحقيق في استشهاد الرئيس الراحل وانهاء الانقسام الفلسطيني.
موعد جديد
من جهته، اكد أبو مرزوق، في تصريحات على هامش مشاركته بفعاليات المؤتمر، انه لم يجر حتى الان الاتفاق على موعد لجولة مصالحة فلسطينية جديد مع حركة فتح، مؤكدا انه سيكون «قريبا» في القاهرة لوضع حد للانقسام. وقال :«نتمنى ان تكون المصالحة الفلسطينية اليوم قبل غد وان الشعب الفلسطيني وكل قياداته تواقون لانجاز هذا الملف». وتابع: «نقف حاليا عند محطة الانطلاق على صعيد كل الملفات الفلسطينية التي توافقنا عليها بشكل متزامن ونرجو ان تنتهى عملية الانقسام في اسرع وقت».
محورية القضية
بدوره، قال القيادي في حركة فتح النائب عزام الاحمد ان «وجود النخبة الفلسطينية والعربية تأكيد على محورية ومركزية القضية الفلسطينية في ظل الوضع العربي الدقيق، ونحن نحتاج لتكاتف الجهود العربية التي تؤدي الى توحيد الجهود الفلسطينية لإنجاز المصالحة الفلسطينية». وتابع: «لأول مرة في مجلس امناء مؤسسة عرفات، يخرج الاجتماع عن التقليد باضافة بندين للمؤتمر وهما الملف السوري والاوضاع في المنطقة العربية، عبر وجود مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الاخضر الابراهيمي». واضاف: «قدمنا انا وابومرزوق تقريرا حول ما وصلت اليه عملية المصالحة الفلسطينية وضرورة انجازها في اسرع وقت».
الإبراهيمي: مبادرة الخطيب عبقرية ببساطتها
وصف المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مبادرة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب بالعبقرية ببساطتها. وقال الابراهيمي خلال كلمته في الاجتماع إن الخطيب لم يضع شروطًا للحوار «ولكن هي مطالب للتعبير عن حسن النوايا، موضحًا أن طلب الخطيب البدء بإطلاق سراح المعتقلين وتمديد جوازات سفر السوريين، لا أعتبرها شروطًا، ولا يوجد إنسان في سوريا أو خارجها لا يريد الإفراج عن الأسرى». وقال إن الجميع معترف أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية ولا وقف لإطلاق النار في المستقبل القريب.
وبالنسبة إلى حواره مع الرئيس بشار الأسد، أكد أنه رأى خلال لقاءاته معه أن بشار ينظر للتظاهرات على أنها مؤامرة كونية على حكومته وينضم إليها مجموعة من الإرهابيين. وقال إن «الدائرة المحيطة به توحي إليه بأن الثورة ليست بسببه وإنما بسبب حزب البعث»، واضاف: «الاسد ينظر لنفسه على أنه مواطن ومن حقه المشاركة في الانتخابات إذا أتيحت».
