فيما رحبت باريس بإعلان الائتلاف السوري المعارض تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة المناطق المحررة من النظام، أعلنت المعارضة أمس أنها تعتزم عقد «المؤتمر التأسيسي الأول للمجلس المحلي في محافظة حلب» شمالي البلاد على الحدود مع تركيا كأول تجربة لتطبيق إعلان الحكومة المؤقتة، في وقت أكد قيادي بارز في المجلس الوطني المعارض قيام تركيا وأميركا مؤخراً بتزويد المعارضة بأسلحة نوعية ولكن بكميات قليلة.

وقال بيان للجنة الإعلامية للمجلس الوطني المعارض إنه سيتم «عقد للمؤتمر التأسيسي الأول للمجلس المحلي في محافظة حلب ونقل صورة الانتقال النوعي في حلب من ساحات التظاهر إلى بناء المؤسسات في طريق الدولة المنشودة التي يطمح إليها السوريون مستقبلاً». وحدد البيان «الأول من مارس المقبل عقد المؤتمر في مدينة غازي عنتاب التركية حيث سيتوافد المئات من الداخل السوري للمشاركة في أول تجربة من هذا النوع للحكم المحلي في المناطق المحررة من سلطة النظام السوري». كما أشار البيان إلى أهمية «الانتخابات التي ستجري في المؤتمر ومحاور عمل إضافية».

يذكر أن هذه هي التجربة الأولى من نوعها في سوري منذ بداية الثورة وتعول المعارضة عليها كثيراً من أجل تعميم التجربة لاحقاً في المناطق المحررة الأخرى.

ترحيب فرنسي

إلى ذلك، رحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بإعلان المعارضة السورية تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها، داعياً إياها الى «مواصلة عملها الايجابي» على رغم قرارها تعليق مشاركتها في اجتماعات دولية.

وقال فابيوس في تصريحات أول من أمس على هامش زيارة رسمية الى كولومبيا: «ننظر بكثير من الاهتمام الى أن الفكرة التي أطلقناها والقاضية بالتمكن من إقامة حكومة اعتمدها الائتلاف السوري المعارض». وأضاف: «نحن الى جانب الائتلاف الوطني السوري ونأمل بأن يتم الاستفادة من الفرصة التي عرضتها وبأن تواصل عملها الايجابي». كما أشاد وزير الخارجية الفرنسي بـ «الشجاعة التي أظهرها أحمد معاذ الخطيب» متحدثاً خصوصاً عن استعداد الأخير «للقاء أعضاء في النظام شرط عدم لقاء بشار الأسد».

أسلحة نوعية

من جانب آخر، أكد العضو في المجلس الوطني السوري المعارض محمد سرميني أن تركيا والولايات المتحدة الأميركية سلمتا أسلحة نوعية منذ فترة قصيرة للمعارضة في الداخل السوري، لكنها «كميات قليلة وغير كافية» حسب قوله. وقال سرميني وهو مدير مكتب المجلس الوطني في منطقة غازي عنتاب التركية: «نحن نريد إدارة المناطق المحررة في الداخل رغم أن الظروف صعبة ولدينا الكثير من التحديات في إعادة البناء، فالنظام يدمر كل شيء».

وأضاف: «النظام لا يستطيع البقاء في المناطق المحررة، هذا نوع من المقاربة، نحن لدينا مشكلة مع مجرمي نظام الأسد والمشاركين معه في سفك الدم السوري، وليس لدينا مشكلة مع الطائفة العلوية، فالنظام معه أشخاص من السنه أو الأقليات، مشكلتنا هي مع القتلة ورموز الإجرام وليس مع أي من السوريين الآخرين».

 

46قتيلاً في معركة خان العسل وإسقاط مروحية فوق منغ

سقط 46 قتيلاً من القوات النظامية والمقاتلين المعارضين خلال أقل من 24 ساعة في بلدة خان العسل ومحيطها، أحد آخر معاقل القوات النظامية في ريف حلب الغربي، في معارك لا تزال مستمرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكر المرصد في بيان أن «الاشتباكات مستمرة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل، وقد قتل فيها خلال 24 ساعة ما لا يقل عن 16 مقاتلاً معارضاً و30 عنصراً من القوات النظامية». ووصف المرصد هذه الاشتباكات بأنها «الأعنف منذ شهور» في المنطقة، وتمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجز ومبنى ومستودعات الكهرباء التي كانت تتمركز فيها القوات النظامية في البلدة.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «الطيران الحربي للنظام كثف غاراته على المناطق المحيطة بمدرسة الشرطة في حلب». وأفادت أن «طائرة مروحية هوت بعد أن اندلعت فيها النيران إثر إصابتها في محيط مطار منغ العسكري في ريف حلب». وأشارت الى استمرار الاشتباكات في محيط المطار منذ شهور بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب حاولوا اقتحامه مرات عدة.

وبث ناشطون على شبكة الانترنت شريط فيديو تظهر فيه طائرة مشتعلة تهوي بسرعة فيما عدد من الرجال يراقبونها على سطح أحد المنازل من بعيد ويصرخون «الله اكبر، الله اكبر، أبطال الجيش الحر يسقطون مروحية فوق مطار منغ العسكري». كما دارت اشتباكات بالقرب من مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب.

ونفذ الطيران الحربي السوري، أمس، غارات عدة في مناطق عدة، قتل في إحداها خمسة سوريين في قرية بليون في منطقة جبل الزاوية في إدلب. كما شملت الغارات مناطق في محافظات حماة والرقة ودرعا وريف دمشق. كما شهدت دمشق اشتباكات في بعض أحيائها الجنوبية والشرقية.

 

13 لاجئاً

أنقذت السلطات التركية 13 لاجئاً سورياً كانوا متوجهين إلى اليونان عندما أوشك قاربهم على الغرق قبالة سواحل ولاية موغلا جنوب غرب تركيا. وأفادت صحيفة «زمان» التركية أن عناصر من خفر سواحل مارماريس بدأوا باللحاق بالقارب بعد تلقيهم معلومات بأن مجموعة من السوريين يتوجهون على متنه إلى جزيرة رودس اليونانية. وبعد ملاحظة المهاجرين بأنهم يُلاحقون، زادوا السرعة فاصطدم القارب بصخور وبدأ بالغرق. واستطاع خفر السواحل الأتراك الوصول إلى القارب، وأنقذوا المهاجرين وأخذ الركاب جميعهم إلى مركز شرطة مدينة فتحية لترحيلهم.