هاجم مستوطنون إسرائيليون مسلحون، فجر أمس، قرية قُصرة إلى الجنوب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وأطلقوا الرصاص الحي بكثافة تجاه السكان الفلسطينيين، وأحرقوا ست مركبات تعود لمواطنين في القرية وانسحبوا بعد مواجهات دامية مع الأهالي الذي تصدوا لهم، بالتزامن مع اقتحام قبر النبي يوسف بحراسة مشددة من جيش الاحتلال.

وقال رئيس مجلس قرية قصرة عبدالعظيم وادي في تصريحات صحافية، أمس: إن «مجموعة من المستوطنين المسلحين من المستوطنات المقامة على أراضي القرية والقرى المجاورة، والتي تزيد على سبع مستوطنات وعشرات البؤر الاستيطانية، هاجمت القرية في الساعات الأولى من فجر الخميس، وأحرقت ست مركبات تعود لمواطنين في القرية وسط عملية إطلاق نيران كثيفة لترويع الأهالي ولتنفيذ اعتدائها بسهولة».

حرق مركبات

وذكر وادي أن اقتحام المستوطنين جاء بصورة مفاجئة للأهالي هذه المرة، حيث اقتحموا القرية من المنطقة الشرقية من ناحية مستوطنة «مجدليم» المقامة على مدخل القرية، وهاجموا مركبات أربعة مواطنين فلسطينيين وأحرقوها بالكامل، في حين حطموا مركبتين أخريين.

وجرفت أعمدة الكهرباء وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي.

38 اعتداء

وأفاد الوادي بأن اعتداء المستوطنين على قرية قصرة هو الاعتداء الـ38 خلال ثلاثة أعوام. وأضاف أن «قرية قُصرة بنابلس تعاني ككثير من القرى والمناطق الفلسطينية من هجمات واعتداءات المستوطنين، ولكن المميز فيها أنه تم الاعتداء على كل شيء في قصرة، أبرزها استشهاد الشاب عصام بدران وحرق المستوطنين لمسجد النورين». وأكد الوادي أن المستوطنين أقدموا خلال ثلاثة أعوام على حرق العديد من سيارات الفلسطينيين، حيث أصيب خلال الموجهات معهم أكثر من 61 مواطناً من القرية بإصابات مختلفة، إضافة إلى قتلهم للعديد من رؤوس الماشية والاعتداء على المزروعات والأشجار بخلعها وحرقها.

اقتحام قبر يوسف

في موازاة ذلك، اقتحم مئات المستوطنين قبر النبي يوسف شرقي نابلس بالضفة الغربية، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال لأداء طقوس دينية بالمكان.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن شهود عيان، أن عشرات الحافلات، بحراسة عدد كبير من الآليات العسكرية، اقتحمت المكان، حيث دارت مواجهات بين جنود الاحتلال وشبان فلسطينيين أطلق خلالها الجنود أعيرة مطاطية وقنابل غاز.

دهم واعتقال

من جهة ثانية، اعتقلت قوة من الجيش الإسرائيلي ناشطين فلسطينيين وجرحت ثالثاً خلال عملية دهم غرب جنين. وقال مصدر أمني: إن قوة إسرائيلية اعتقلت فلسطينيين أحدهما الناشط صامد عبدالغني أبوالهيجاء (24 عاماً) الذي تلاحقه القوات الإسرائيلية منذ فترة، خلال عملية عسكرية في بلدة برقين غرب جنين، فيما أصيب الشاب راجح قبلاوي (30 عاماً) من الجبهة الديمقراطية خلال تلك العملية.

تحذير

 

حذر ضابط كبير في قيادة الجيش الإسرائيلي من اندلاع ما وصفه موجة عنف في المنطقة، في حال لم تتمخض زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر المقبل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية عن تقدم في العملية السلمية. واعتبر أن فشل هذه الزيارة «سيقود إلى العنف في المنطقة ليس فقط في مناطق الضفة الغربية، وإنما في فتح جبهة على الحدود الشمالية مع حزب الله اللبناني أو الجبهة الجنوبية مع حركة حماس».