في خطـوة قد تؤشـر إلى انفراجة سياسية فـي مصر، وقعت القوى السياسية بمختلف توجهاتها السياسية، في مشيخة الأزهر أمس، وثيقة لنبذ العنف تتضمن جدولة الحوار الوطني وتشكيل لجنة تمثل جميع الأطياف لصياغة أسس وضمانات للحوار، فيما كان من اللافت الاجماع القوي الذي حظيت به الوثيقة التي صادق عليها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين.

وجاء الاتفاق أمس عقب اجتماع عقد برعاية شيخ الأزهر د. أحمد الطيب ضم زعماء المعارضة المصرية، حيث حضر قادة جبهة الانقاذ الوطني، الائتلاف الرئيسي للمعارضة، محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى بوجود رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، سعد الكتاتني وممثلون من الكنائس المصرية وأحزاب أخرى استجابت لمبادرة عدد من شباب الثورة.

10 نقاط

وتوصل الاجتماع الى وثيقة من عشر نقـاط تخـص اتفـاق القوى السياسية على الالتزام بالمبادئ الوطنية والقيم العلـيا لثـورة 25 ينايـر. وشملت أبرز نقاط الوثيقة «التأكيد على حرمة الدماء وحرمة الممتلكات العامة والخاصة، والتأكيد على نبذ العنف بكل صوره وأشكاله، والتأكيد على واجب الدولة ومؤسساتها الأمنية في حماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة بالاضافة إلى تشكيل لجنة للحوار تجمع ممثلين عن جبهة الانقاذ الوطني والقوى السياسية التي حضرت جلسات الحوار الوطني السابق بالاضافة الى ممثلين اثنين من الشباب».

وأكد إمام الازهر في كلمته لدى افتتاح اللقاء على ضرورة «جعل الحوار الوطني الذي تشارك فيه كل مكونات المجتمع المصري دون أي إقصاء الوسيلة الوحيدة لحل أية إشكالات أو خلافات، لأن الحوار هو السبيل الى التعارف والتعايش والتعاون على انهاض الوطن ليحقق طموحات سائر المواطنين».

واضاف الطيب متحدثا الى قادة المعارضة الليبرالية واسلاميين وحركات ثورية ومستقلين وممثلين للاقباط ان «التنوع والاختلاف يمثل الضمانة ضد الاستفراد بالقرار الذي يؤسس للاستبداد». وغابت رئاسة الجمهورية والحكومة عن الاجتماع والوثيقة التي وصفها الحضور بـ«التاريخية».

البرادعي متفائل

وقال البرادعي في مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع: «نخرج من هذا الاجتماع بنوع من التفاؤل». وأضاف: «نعلم أن أمامنا تحديات صعبة».

من جانبه، قال الكتاتني انه «بالحوار وحده نستطيع ان نصل بالوطن الى بر الامان». وتابع: «لا يوجد أي موضوعات غير خاضعة للحوار».

اما رئيس حزب الوسط ابو العلا ماضي، فأفاد ان «الاجتماع والوثيقة لهما رسالتان، الاولى ان العنف منبوذ وليس له غطاء سياسي والثانية ان الحوار هو الوسيلة الرسمية لإدارة خلافاتنا»، في حين ذكر ممثل الكنيسة ان الاقباط: «لا يريدون الحرية ملطخة بالدماء»، على حد وصفه.

وكانت جبهة الانقاذ الوطني اعلنت الاثنين الماضي رفضها دعوة مرسي لحوار وطني وصفته بانه حوار «شكلي» وطالبته بـ«ضمانات جدية على رأسها تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور وإقالة النائب العام».

هولاند يتصل بمرسي

أجرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء اول من أمس محادثة هاتفية مع نظيره المصري محمد مرسي الذي قرر تأجيل زيارته لباريس التي كانت مقررة اليوم بسبب الازمة التي تمر بها مصر. وقال مصدر مقرب من قصر الإليزيه ان الرئيسين «تحادثا هاتفيا لان المحادثات التي كانت مقررة الجمعة لن تحصل»، لكنه لم يعط المزيد من التفاصيل حول مضمون المحادثات. باريس ـ أ.ف.ب