بدأ نحو 5.6 ملايين ناخب إسرائيلي أمس التصويت لانتخاب أعضاء الكنيست (البرلمان) الـ19، والمكون من 120 عضوا، في انتخابات تشريعية يتوقع ان يفوز فيها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو بغالبية تميل نحو اليمين، في إقبال وصفته أوساط إسرائيلية بأنه «لافت»، رافقته إجراءات أمنية مشددة.

وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي، وأغلقت أبوابها عند الثانية عشرة منتصف الليل، وسط اجراءات امنية مشددة في مختلف الأراضي المحتلة، فيما بلغت نسبة التصويت 46.6 في المئة، في الأثناء وفي أعقاب إدلاءه بصوته تمنّى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمطار أصوات خلال عملية الاقتراع لصالح قائمته.

إقبال لافت

وأوضحت التقارير أن نسبة من أدلوا بأصواتهم بعد سبع ساعات من فتح مراكز الاقتراع وقبل ثماني ساعات من إغلاقها بلغت 46.6 في المئة، بارتفاع 5 في المئة عن نسبة التصويت في الفترة نفسها خلال انتخابات فبراير 2009، كما أن نسبة الأمس هي الأعلى منذ عام 1999 عندما تجاوزت نسبة التصويت خلال هذه الساعات الـ40 في المئة.

أمطار أصوات

وقال نتانياهو خلال الإدلاء بصوته برفقة زوجته ونجليه الذين كانوا من أوائل من أدلوا بأصواتهم، إنّه بالرغم أن الطقس اليوم ليس ممطرا إلا أنّه يأمل أن «تمطر الأصوات» على القائمة المشتركة لـ «ليكود - بيتنا»، مضيفاً: «نريد حزبا واحدا كبيرا وليس الكثير من الأحزاب الكبيرة»، مردفاً «أدعو جميع أجيال ناخبي الليكود أن يتركوا كل شيء ويذهبوا للتصويت».

من جهته، أكّد الرئيس شيمون بيريز خلال الإدلاء بصوته، انّه «رغم أنّ بعض الناخبين ربما يكونوا مترددين في خيارهم إلّا أنه ينبغي عليهم ألّا يكونوا مترددين في الإدلاء بأصواتهم».

تسريبات

وكشفت تسريبات أوردتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن قلق في صفوف تحالف «الليكود-بيتنا» الانتخابي اليميني الذي يقوده نتانياهو جراء ارتفاع نسبة الإقبال في المناطق التي تتصدر فيها أحزاب اليسار.

ونقلت الصحيفة عن وزير التعليم الإسرائيلي جدعون ساعر، وهو عضو حزب الليكود (بزعامة نتانياهو)، القول «يقلقنا الإقبال على التصويت في المناطق التي يسود الاتجاه فيها لليسار، ونعمل على زيادة التصويت في المناطق التي يميل التصويت فيها إلى «الليكود بيتنا».

تراجع

لكن حزب الليكود، الذي يخوض الانتخابات إلى جانب حزب اسرائيل بيتنا القومي المتطرف، يقترب من الحصول على مقاعد أقل من المقاعد التي حصل عليها في الكنيست السابق وتظهر استطلاعات الرأي تصاعدا في تأييد حزب البيت اليهودي المنتمي إلى أقصى اليمين.

وتقول مصادر سياسية إن نتانياهو، الذي يساوره القلق من تراجع شعبيته، ربما يتقرب إلى احزاب يسار الوسط بعد الانتخابات في محاولة لتوسيع ائتلافه وتقديم وجه اكثر اعتدالا امام واشنطن وحلفاء آخرين.

تحالفات

لكن في مطلق الاحوال، فإن كتلة اليمين- اليمين المتطرف تتقدم على الاحزاب المعتدلة التي لم تتمكن من الاتحاد. وبصفته يترأس اللائحة الاقوى فانه من المؤكد عمليا ان يفوز نتانياهو بولاية ثالثة.

الا ان الرهان الفعلي يبقى تشكيلة الائتلاف المقبل واستقراره كما يرى خبراء.

ويتوقع سياسيون ومعلقون ائتلافا يضم الليكود- اسرائيل بيتنا والبيت اليهودي بزعامة نفتالي بينيت نجم الحملة التي كانت باهتة، ويحتمل ايضا ان يكون معهم وسطيو يش عتيد. وانضمام حزب تيسبي ليفني ليس مستبعدا. ومثل هذه الغالبية مع نحو 75 الى 80 نائبا ستجعل من الكنيست المقبل احد البرلمانات الاكثر ميلا الى اليمين في تاريخ اسرائيل.

النتائج النهائية

وستعلن النتائج النهائية في مطلع الاسبوع المقبل. وسيبدأ الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز حينئذ مشاوراته لتحديد من ستكون له الحظوط الاقوى في تشكيل الائتلاف الجديد. ومن غير المرتقب ان يعلن قراره قبل نهاية الاسبوع المقبل.

 

 

الفلسطينيون غير مهتمين بالحكومة المقبلة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قال فلسطينيون في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة: إنهم لا يهتمون كثيراً بالانتخابات التي جرت في إسرائيل أمس، ذلك أنه مهما كانت نتيجة الانتخابات فإنها في النهاية حتماً ستفرز حكومة يمينية متطرفة تشكل امتداداً للحكومات السابقة.

ورجحت كافة استطلاعات الرأي على نطاق واسع أن يفوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بفترة ثالثة، ما يدفع إسرائيل أكثر ناحية اليمين بعيداً عن السلام مع الفلسطينيين وباتجاه مواجهة مع إيران.

وبينما يقول مصطفى البرغوثي، وهو وزير سابق ونائب فلسطيني، إن «المقاومة الشعبية هي السبيل الأمثل لمواجهة الحكومة الإسرائيلية المقبلة».

يرى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» سامي أبوزهري من غزة أن عدم حصول أي حزب في إسرائيل على دعم كبير أظهر عدم وجود زعامة حقيقية.

من جانبه، يرى إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، التي تديرها حركة «حماس» في غزة، إن الانتخابات الإسرائيلية ستؤدي إلى حكومة أكثر تطرفاً في إسرائيل، داعياً الفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى بناء استراتيجية موحدة لمواجهة التطرف الإسرائيلي.

وقال إن «اتجاهات الانتخابات الإسرائيلية من الواضح انها تنتقل من حكومة متطرفة إلى حكومة أكثر تطرفاً، وهذا يتطلب منا كفلسطينيين وكعرب ومسلمين بناء استراتيجية موحدة لمواجهة التطرف الصهيوني المتصاعد».

وبينما يرى فلسطينيون في مناطق متفرقة من الضفة الغربية أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية لن تحدث فرقاً في حياتهم اليومية، دعا سكان في مدينة غزة الإسرائيليين إلى انتخاب حكومة قادرة على صنع السلام.

يذكر أن محادثات السلام، التي كانت بوساطة أميركية، انهارت بعد شهر فقط من انطلاقها في العام 2010 في أعقاب التعنت الإسرائيلي بشأن تجميد البناء في المستوطنات. ويقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه لن يعود إلى طاولة المفاوضات ما لم يتوقف البناء الاستيطاني.