ذكرت تسريبات إسرائيلية بأن تل أبيب ولأول مرة طلبت من مصر التدخل من أجل وقف اطلاق النار وعقد تهدئة إلا أن الأخيرة رفضت وطلبت من واشنطن التدخل لوقف العدوان على غزة. فيما أحبطت الولايات المتحدة مطالب عربية بإدانة الغارات الإسرائيلية الدامية على القطاع في مجلس الأمن، الذي اختتم جلسة طارئة الليلة قبل الماضية دون اعتماد أي بيان، حيث دافعت واشنطن بقوة عن الهجمات الإسرائيلية، وسط تأكيد قطري على أن «العدوان على قطاع غزة يجب ألا يمر دون عقاب». وتشديد مصري على أنه غير مقبول وسوف يقود إلى تقويض الاستقرار في المنطقة.
وانتهت جلسة مجلس الأمن التي عقدت بناء على طلب من مصر، بعد جهود وتحركات مكثفة للمجموعة العربية التي أرادت إصدار موقف إدانة لوقف أعمال القتل ضد المدنيين الفلسطينيين، لكن المجموعة العربية على ما يبدو اكتفت بانعقاد الجلسة بصفة طارئة دون إصدار بيان أو قرار في ظل الانقسام بمجلس الأمن خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تدافعان عن ما تصفانه بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها وتهاجمان الطرف الفلسطيني.
وأشار «الجزيرة نت» إلى أن المجموعة العربية رغم ذلك ستستمر في تحركها إذا استمر العدوان الإسرائيلي بما في ذلك البحث في تقديم مشروع قرار يدين إسرائيل.
موقف واشنطن
ونقل موقع الجزيرة نت أن الولايات المتحدة أحبطت المطالب العربية التي قادتها مصر بإدانة الغارات الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة في مجلس الأمن الدولي. وقالت إنه خلال اجتماع مجلس الأمن قالت السفيرة الأميركية سوزان رايس إنه لا يوجد مبرر لما سمتها أعمال العنف التي تقوم بها حركة حماس ومن وصفتها بـ«المنظمات الإرهابية» ضد إسرائيل، على حد تعبيرها. من جانبه دافع السفير الإسرائيلي رون بروسور عن العملية الإسرائيلية في غزة وقتل نائب قائد كتائب عز الدين القسام، وقال بروسور للصحفيين في مقر الأمم المتحدة إن إسرائيل كانت طلبت من مجلس الأمن مراراً أن يدين «إطلاق الصواريخ العشوائي» على إسرائيل.
«وقف العنف»
من جهته أوضح رئيس المجلس السفير الهندي هارديب بوري ان الرسالة التي يتم توجيهها من هذا الاجتماع واحدة وهي «وقف العنف». وأوضح انه «باختصار، فإن الرسالة التي يتردد صداها عبر هذا الاجتماع هي إنه يجب أن يتوقف العنف». أما عن سبب عدم اعتماد المجلس بياناً رئاسيا، فأشار السفير الهندي إلى انه لم تكن هناك أية محاولة لاعتماد بيان.
رسالة فلسطينية
أما المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور فأشار إلى تزامن الغارات الإسرائيلية على غزة مع الجهود التي تبذل لتصبح فلسطين دولة مراقبة. وأوضح أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة شملت ارتكاب القتل خارج نطاق القضاء من خلال ضربات عسكرية مستهدفة، مما تسبب في دمار وخسائر في الأرواح، بما في ذلك مقتل الطفلة رينان عرفات البالغة من العمر سبع سنوات.
مواقف عربية
وقال رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء القطرية الرسمية أمس «أحب أن أدين» الهجوم الاسرائيلي، مؤكدا أن «هذا الاعتداء الآثم يجب إلا يمر دون عقاب». وبعدما عبر عن تعازيه للضحايا في غزة، أكد الشيخ حمد أن «مجلس الامن يجب عليه أن يضطلع بمسؤولياته في حفظ السلام والامن في العالم».
تقويض الاستقرار
إلى ذلك نقل التلفزيون المصري عن الرئيس المصري محمد مرسي قولة في كلمة أثناء اجتماع طارىء عقده بحضور رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وعدد من المسؤولين أمس «إننا نتواصل مع قطاع غزة بأكمله ومع الفلسطينيين ونقف معهم حتى نمنع هذا العدوان عليهم. فنحن لا نقبل بأي حال من الأحوال استمرار هذا العدوان والتهديد المستمر لقطاع غزة». ومضى يقول «على إسرائيل إدراك أننا لا نقبل العدوان الذي يؤثر سلبا على الأمن والاستقرار في المنطقة». وقال إن «الشعب والقيادة والحكومة في مصر تقف بكل إمكانياتها لمنع العدوان الإسرائيلي وإراقة الدماء».
وأضاف إن هناك تحركات واسعة تتم الآن لمنع التصعيد واستمرار العدوان بهذا الشكل على الفلسطينيين. وأوضح أنه في هذا الإطار أجرى اتصالات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
حديث عن هدنة
من جهة أخرى قالت مصادر إسرائيلية إنه ولأول مرة تتحدث إسرائيل عن إمكانية عقد تهدئة عبر الطلب من مصر للتدخل لوقف إطلاق النار لكن الأخيرة رفضت. وكشفت المصادر أنه نظرا لتعرض المدن والبلدات لمرمى الصواريخ الفلسطينية فقد انقلبت الصورة حيث كانت مصر تطلب من إسرائيل وقف العدوان لكن الآن إسرائيل طلبت من مصر التدخل لوقف إطلاق النار لكن الأخيرة رفضت.
وفي حين أعلنت حركة حماس رفضها لأي حديث عن تهدئة مع إسرائيل على لسان ناطقها سامي ابو زهري،تقول إسرائيل إن نحو مليون إسرائيلي أصبحوا تحت مرمى صواريخ حماس فضلا عن أن هناك هجرة كاملة من جنوب إسرائيل هربا من الصواريخ.
إلا أن رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء محمد رأفت شحاتة عاد إلى القاهرة امس قادما من إسطنبول بعد قطع زيارته لتركيا لمتابعة التطورات الأخيرة في قطاع غزة. وقالت مصادر انه «من المتوقع أن يجري شحاته اتصالات بين الطرفين في غزة وإسرائيل للتوصل إلى وقف للإعتداء الإسرائيلي على القطاع».
من جهته قال السفير المصري ياسر عثمان أن بلاده الجديدة لا تسمح لإسرائيل بالعدوان على قطاع غزة ...و«مصر تقوم باتصالات مكثفة مع كافة الجهات الاوروبية الفاعلة من أجل وقف العدوان على غزة».
ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن عثمان أن بلاده سحبت سفيرها من تل أبيب وأن السفير غادر أمس تل أبيب متوجها إلى القاهرة تنفيذا لتعليمات القيادة المصرية وسيكون هناك قائما بأعمال السفير». كما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو طلب من الولايات المتحدة التدخل فورا لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة. وذكرت أن وزير الخارجية المصري تحدث مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هاتفيا.
كلمة ومواقف
دانت الحكومة الأردنية بشدة أمس «العدوان الإسرائيلي» داعية إلى وقفه. حسب ما جاء في بيان الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة، الذي أضاف إن سياسة اسرائيل العدوانية ستدخل المنطقة مجددا في دوامة عنف وعدم استقرار .
أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفها بـ«الوحشية».
دانت تونس « التصعيد الخطير الذي تعتمده اسرائيل في قطاع غزة بقصفها للمدنيين واستهداف رموز الكفاح الفلسطيني » و دعت « العالم إلى إيلاء الوضع في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة الأهمية التي يستحق.
كما أصر نواب التأسيسي على تجريم التطبيع في الدستور الجديد و دعوا البرلمان العربي إلى الاجتماع لبحث ما يجري في غزة.
أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة ..مطالبا مجلس الأمن بالتدخل.
استنكرت تركيا بشدة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالبت إسرائيل بوقفه على الفور، معربة عن وقوفها إلى جانب «الشعب المظلوم في غزة».
أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه «يحق بالتأكيد لاسرائيل الدفاع عن نفسها»، لكنه رأى في الوقت نفسه أن «عودة العنف لا توصل إلى شيء»، داعيا إلى «خفض التوتر وضبط النفس» بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، عن قلقه إزاء الوضع في قطاع غزة وجنوب إسرائيل، وحمّل حركة حماس المسؤولية الرئيسية للأزمة الحالية.
