اقتحم الجيش السوري الحر أمس المقرات الأمنية التابعة للنظام في مدينة راس العين (سري كانيه) بمحافظة الحسكة والواقعة على الحدود مع تركيا، وذكرت تقارير أن اشتباكات عنيفة وقعت بين مجموعات كردية مسلحة والقوات النظامية التي كانت قادمة من مدينة الحسكة باتجاه راس العين، فيما تعرضت أحياء في مدينتي دمشق وحلب إلى قصف بالصواريخ من القوات الموالية للنظام.

وقال ناشطون: إن الجيش الحر استولى على مقرات رسمية وأمنية داخل مدينة راس العين الحدودية مع تركيا وذات الغالبية الكردية، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انكفأت إلى خارج المدينة بانتظار وصول تعزيزات. وأفادت مصادر ميدانية أن رتلاً من التعزيزات ضمت نحو مئة جندي تعرض لهجوم من قوات الحماية الشعبية الكردية في منطقة تل تمر عندما كانت في طريقها إلى المدينة الحدودية.

وأفادت الهيئة العامة الكردية لدعم الثورة السورية وصول قوات جيش النظام إلى مدينة رأس العين، من طرف مشاريع وقرى أصفر نجار، وأن الاشتباكات الأرضية بدأت بين جيش النظام و«القوات الثورية المسيطرة على المدينة». وبدأت الاشتباكات في وقت مبكر من أمس في قرية تل حلف على الحدود مع تركيا. ونقل الأهالي عددا من الجرحى إلى تركيا. وأضافت الهيئة أن مدير منطقة راس العين العميد مصطفى قتل على يد الجيش الحر الذي اقتحم منزله وسط المدينة. وبحسب ناشطين فإن 90 في المئة من سكان المنطقة البالغ عددهم نحو 70 ألف نسمة نزحوا إلى خارج المدينة ودخل بعضهم إلى الأراضي التركية.

وعقد المجلس الوطني الكردي اجتماعا عاجلاً مع الجيش الحر في المدينة للبحث في تداعيات العملية العسكرية من دون صدور بيان رسمي بخصوص الاجتماع الأول من نوعه في المناطق الكردية. وأعلنت وسائل الاعلام التركية أن مدنيين تركيين جرحا برصاصات طائشة في المعارك الدائرة عند مركز راس العين الحدودي.

قصف دمشق

إلى ذلك، شهد عدد من أحياء دمشق معارك وعمليات قصف، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد، الذي يؤكد أنه يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والأطباء داخل سوريا، إن عدة قذائف سقطت على حيي الميدان ونهر عيشة. كما تحدث عن معارك في حي المزة.

من جهة أخرى، تحدث المرصد عن مقتل تسعة أشخاص في سوريا أمس بينهم مدنيان، في قصف على بلدة الحولة في ريف حمص وسط البلاد ليلاًَ وسبعة من مقاتلي المعارضة في اشتباكات مع الجيش السوري في ريف درعا ومدينة حلب.

وليلاً قصف الطيران الحربي شمال غرب حلب كبرى المدن في الشمال، كما ذكر سكان في المدينة لوكالة «فرانس برس»، مشيرين إلى قصف بمدفعيات الدبابات ايضا. وذكر مراسل لـ«فرانس برس» أن معارك بالاسلحة الرشاشة جرت ليلا في الحي القديم في حلب. وكان 133 شخصا قتلوا في اعمال عنف في جميع انحاء سوريا أول من امس الاربعاء، بينهم 60 في دمشق وريفها، كما قال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له. من جهة اخرى، عثر على جثث لعشرة اشخاص مجهولين في زملكا قرب دمشق. ويعتمد المرصد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في انحاء سوريا كافة ،وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. ويؤكد المرصد، ومقره بريطانيا، ان حصيلة القتلى والجرحى التي يوفرها تشمل المدنيين والعسكريين ومقاتلي المعارضة.

 

قذائف على الجولان

أعلن الجيش الإسرائيلي أن ثلاث قذائف هاون من الاراضي السورية سقطت على الجزء المحتل من هضبة الجولان دون إيقاع إصابات أو أضرار.

وقالت ناطقة باسم الجيش: «يبدو أنها قذائف أطلقت عن طريق الخطأ خلال القتال بين القوات المختلفة الموجودة في سوريا» دون الادلاء بمزيد من التفاصيل. وبعث السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة رون بروسور الثلاثاء الماضي رسالة الى مجلس الامن الدولي يطالبه فيها بالتحرك ردا على حوادث توغل للجيش السوري في المنطقة العازلة في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل. وأصيبت سيارة عسكرية إسرائيلية الاثنين في هضبة الجولان برصاصات طائشة مصدرها الجهة السورية غير المحتلة في الهضبة كما أعلن الجيش الإسرائيلي.