تحوّلت بوصلة هجمات الثوار في سوريا إلى العاصمة دمشق من جديد، إذ تعرض مقر الحكومة ومطار المزة العسكري ومقر الاستخبارات العامة الى هجمات، حاولت إحداها استهداف القصر الجمهوري، في وقت استمرت الهجمات على الأحياء الموالية التي يقطنها «الشبيحة» في دمشق التي أغلق النظام منافذها.

وقصفت ألوية درعا، التابعة للجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر، القصر الجمهوري ومطار المزة ومقر الاستخبارات في دمشق، في أكبر ثلاثة تفجيرات هزت العاصمة السورية.

كما قالت وحدة تابعة لمقاتلي المعارضة الإسلاميين إنها استهدفت القصر الرئاسي لكنها أخطأته وهو مجمع يقع على تل مطل على المدينة يستخدم أساساً في المهام الرسمية. ولم يتسن التحقق مما إذا كان الرئيس بشار الأسد موجوداً هناك في ذلك الوقت.

وقالت كتيبة أسود الإسلام في بيان: «جاءت هذه العملية رداً على المجازر والقصف اليومي الذي تتعرض له مدننا الحبيبة». وأضاف المقاتلون أنهم هاجموا أيضا مطاراً عسكرياً ومبنى للاستخبارات في العاصمة لكن لم يرد تأكيد لتلك الأنباء من جهة منفصلة، موضحين أنّه «تمّت إصابة كل من مبنى رئاسة مجلس الوزراء ومطار المزة العسكري إصابات مباشرة أدت إلى اشتعال الحرائق في المبنيين»، ولافتين إلى أنّه «لم تتم إصابة قصر "البطة" إصابة مباشرة بسبب خطأ في الإحداثيات».

وقال سكان: إن قذائف من عيار ثقيل ضربت حياً سكنياً يسكنه أفراد من ميليشيا «الشبيحة». وقالت وسائل إعلام حكومية: إن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب سبعة فيما وصف بأنه «هجوم إرهابي».

وشوهد الدخان وهو يتصاعد من المنطقة العلوية التي تعرف باسم «المزة 86» والتي تقع بالقرب من قصر الرئاسة، وهو ناجم، في ما يبدو، عن قذائف مورتر من عيار ثقيل. وقالت ربة منزل، طلبت عدم ذكر اسمها، إن سيارات إسعاف توجهت إلى المنطقة، والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم بجنون في الهواء.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن الهجوم نفذ بقذائف مورتر وأسفر عن وقوع خسائر بشرية دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. كما قال شهود عيان في العاصمة دمشق: إنّ قوات النظام أغلقت عدة شوارع بعد التفجيرات كما أغلقت كافة الطرق المؤدية من العاصمة وإليها.

قصف أحياء

ميدانياً أيضاً أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أنّ طائرات مروحية تحلّق في سماء منطقة كفرسوسة المجاورة للمزّة، مع انفجار سيارة مفخّخة في حي القدم جنوبي دمشق ما أدى إلى مقتل شخص.

في الأثناء، شهد حي الحجر الاسود أمس قتل ثلاثة أشخاص من جراء قصف طيران النظام السوري، فيما وقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من عدة كتائب ومقاتلين من ما يسمى اللجان الشعبية «الموالية للنظام» في مخيم اليرموك، إذ لفت المرصد إلى أنّ الاشتباكات امتدت إلى شوارع في اليرموك، إلى جانب تعرّض حي القابون شمالي دمشق لقصف من قبل قوات النظام.

 

 

قتلى

 

 

10

 

قالت مصادر من المعارضة السورية، إنّ مقاتلين من المعارضة قتلوا عشرة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وهو فصيل موال للرئيس بشار الأسد، أمس، في اشتباكات قرب مخيم للفلسطينيين في دمشق، مضيفة أنّ اشتباكا وقع بين الجانبين وتصاعد في الأيام القليلة الماضية في شارع 30 وفي الحجر الأسود قرب مخيم اليرموك الذي يضم 150 ألف فلسطيني وعدداً مماثلا من السوريين.

وأشارت المصادر أنّ الجيش السوري قصف مواقع مقاتلي المعارضة في المنطقة بنيران المدفعية والطائرات.