تواصلت الحرب الكلامية بين المجلس الوطني السوري المعارض والولايات المتحدة الأميركية، حيث رفض المجلس السوري أي إطار سياسي يكون بديلاً عنه وأنه لا معارضة من دون المجلس في سوريا، متهماً واشنطن بأنها تريد بقاء نظام حزب البعث بعد إسقاط الرئيس بشار الأسد.
وبينما قالت الولايات المتحدة: إن المجلس الوطني فشل في توسيع قيادته، قالت روسيا: محاولات دول الغرب «فرض لائحة» من المرشحين ليشغلوا مناصب قيادية في سوريا تتعارض مع اتفاقات جنيف.
ورفض المجلس الوطني السوري المعارض تشكيل اي اطار جديد للمعارضة السورية يكون بديلا عنه، وذلك ردا على موقف اميركي اعتبر ان المجلس لم يعد يمثل كل المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد.
وابدى المجلس في بيان حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منه «جديته في الحوار مع كافة اطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية وتشكيل سلطة تعبر عن كامل الطيف الوطني»، مؤكدا ان اي اجتماع في هذا الشأن «لن يكون بديلا عن المجلس او نقيضا له».
إيذاء الثورة
واعتبر المجلس قبل يومين من اجتماع موسع يعقده في العاصمة القطرية غداً ان «اي حديث عن تجاوز المجلس الوطني او تكوين اطر اخرى بديلة محاولة لإيذاء الثورة السورية وزرع بذور الفرقة والاختلاف، ومؤشر إلى عدم جدية قوى يفترض ان تكون داعمة للشعب السوري في مواجهة نظام القتل والاجرام، ونأي عن القيام بواجب حماية المدنيين الذين تقصفهم آلة الموت في كل لحظة».
ويأتي موقف المجلس بعد يومين من اعتبار وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه «لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الوطني السوري على انه الزعامة المرئية للمعارضة».
وقال الناطق باسم المجلس الوطني جورج صبرا لوكالة «فرانس برس»: إن «كل القوى السياسية التي نشأت في الداخل ممثلة في المجلس والا فمن أعطاه الشرعية؟»، مؤكدا ان «التظاهرات رفعت شعار: المجلس الوطني يمثلني»، متسائلا عما اذا كان الاميركيون راغبين «بإعادة شخصيات كانت في المجلس وخرجت منه».
وقال صبرا: «من دون المجلس الوطني لا معارضة في سوريا»، مضيفا: «إذا (كان المطلوب من) توحيد المعارضة تسليح الجيش السوري الحر أو دعم الشعب السوري وإغاثته، فهذه كلمة حق. لكن اذا كان توحيد المعارضة يهدف الى مفاوضة بشار الأسد فهذا لن يحصل ولا يقبل الشعب السوري به».
إبقاء «البعث»
وفي السياق، قال المجلس الوطني: إن الإدارة الأميركية لا تريد القضاء على حزب البعث الحاكم بعد إسقاط النظام. وأوردت صحيفة «حريت» التركية نقلاً عن ممثل المجلس الوطني في تركيا خالد خوجة قوله: إن واشنطن تريد بقاء بعض عناصر حزب البعث السوري الحاكم في السلطة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وذكر خوجة أن إدارة أوباما نأت بنفسها عن المجلس الوطني السوري منذ بدء تشكيله. وقال: «رغم القرارات التي جرى اتخاذها في اجتماعات أصدقاء سوريا، نأت الولايات المتحدة بنفسها عن المجلس الوطني».
وأضاف أن واشنطن تريد أن يكون حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تربطه علاقات بحزب العمال الكردستاني (بي.كيه.كيه) والمعارضة الكردية أحد الأعمدة الرئيسية بالمعارضة السورية. وقال خوجة: إن حزب الاتحاد الديمقراطي لم يوقع على الاتفاق الوطني وخارطة الطريق التي جرى التوافق عليها في اجتماع سابق بالقاهرة، ويريد أن تكون له كلمة مستقلة، الأمر الذي لا يقبله المجلس الوطني السوري.
انتقاد أميركي
في الأثناء، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل: ان المجلس الوطني السوري لم ينجح في توسيع قيادته.
ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية الأميركية عما إذا قررت أميركا التخلي عن المجلس الوطني السوري والمساعدة في التوصل إلى شيء جديد ومحسّن، قال فنتريل: ان«الشعب السوري هو من يختار تركيبة قيادته وممثليه، وفي ما يتعلق بالمجلس الوطني السوري، نحن لا نعارض أي دور له أو أي دور يحدد له في الدوحة، وبدلاً من تهميش المجلس فإن مؤتمر الدوحة يشكل فرصة له للانضمام إلى تركيبة سياسية لديها مصداقية أوسع داخل سوريا».
وأضاف انه «بعد عدة أشهر، لم ينجح المجلس الوطني في توسيع قيادته.. في هذه الأثناء التقينا نحن وأصدقاء آخرون للشعب السوري بأشخاص أظهروا حس القيادة ويريدون أن يكونوا جزءاً من مستقبل سوريا».
من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف أن محاولات دول الغرب فرض لائحة من المرشحين ليشغلوا مناصب قيادية في سوريا تتعارض مع اتفاقات جنيف. وذكّر أن بيان جنيف يقضي بأن يتشكل جسم حكومي انتقالي على أساس الوفاق المتبادل بين الحكومة والمعارضة.
